19.38°القدس
19.05°رام الله
17.75°الخليل
23.69°غزة
19.38° القدس
رام الله19.05°
الخليل17.75°
غزة23.69°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

ما بعد مسيرات العودة

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

الثقة المفرطة لدى دولة الكيان، وتعويلها على تحالفات اقليمية ودعم امريكي وتنسيق امني لم تمنع من انطلاق مسيرات العودة في قطاع غزة، ولم تمنع من استمرار العمليات الفدائية التي تصاعدت خلال اليومين الماضيين، إحداها تمثلت بهجوم بالاسلحة النارية على احد النقاط التابعة لقوات الاحتلال بالقرب من نابلس، والثانية عملية فدائية استهدفت واحدا من كبار قيادات المستوطنين بالقرب من بيت لحم.

الامر ذاته ينطبق على الفلسطينيين في كل مكان من العالم، فالاستفزاز الامريكي يفتح الباب لمزيد من العمل لمواجهة الاستهداف الامريكي والاسرائيلي للحقوق الفلسطينية؛ مواجهات واحتجاجات تأخذ طابعا مدنيا وانسانيا وقانونيا في كافة ارجاء العالم مؤسسة لحقبة ما بعد مسيرات العودة او ما وراءها؛ فالاجراءات الامريكية المستهدفة لحق العودة ستقود حتما الى ابتكار ادوات جديدة، ولعل إحداها حملات بحرية تهدف لإنزال اللاجئين على شواطئ فلسطين المحتلة عام 48 بمرافقة ناشطين دوليين، ومن الممكن ان يشارك بها لاجئون سوريون وعراقيون ويمنيون وليبيون وافارقة مساكين؛ ففك الحصار عن غزة لم يعد كافيا فاللاجئون باتوا ايضا بحاجة الى فعالية تتناسب مع متطلباتهم وحقوقهم، ما يعني بأن هناك موجة جديدة قادمة، ولكن هذه المرة لن تستهدف على الارجح ميناء غزة بل الموانئ في الاراضي المحتلة عام 48 (حيفا ويافا وعكة وتل ابيب) وبدل دعوات تمويل الاونروا من اغنياء فلسطين، تؤسس وكالة فلسطينية من فلسطينيي الخارج لدعم هذا المجهود وشراء السفن والقوارب وتمويل الرحلة لتكون آمنة بمعدات سلامة مناسبة.

المسألة لن تكون معقدة جدا، والابداع لا حدود له؛ فتجربة اللجوء والهجرة في المتوسط لن تقتصر على الشواطئ الاوروبية، وهي تفتح شهية الفلسطينيين للعودة الى بلادهم عبر البحر، ومن المؤكد ان استمرار الضغط الامريكي سيقود الى ابتكار ادوات نضالية جديدة، وسنشهد تطورا يتناسب مع طبيعة الاستهداف في المرحلة المقبلة، كما ان تدهور الاوضاع الامنية والاقتصادية في العالم العربي امر مشجع لمثل هذا النوع من النشاطات السلمية.

في المقابل ما زالت السلطة في رام الله متأخرة عن الحراك الفلسطيني، سواء في غزة ام القدس ام الضفة الغربية؛ فالدكتور صائب عريقات اكتفى بالترويج لخطاب الرئيس عباس في الامم المتحدة، داعيا الجماهير الى ترقب خطابه الذي سيتضمن مفاجآت كبرى.

ترقب الخطاب يعني ان هناك قرارا كبيرا سيتخذ، ولم يعد هناك من قرارات واجراءات بيد السلطة سوى وقف التنسيق الامني مع الكيان الاسرائيلي؛ امر لم يشر اليه صائب عريقات من قريب او بعيد؛ اذ اكد ان السلطة تكافح الارهاب من خلال نشاطها الامني والتنسيق مع الكيان الاسرائيلي، ملمحا الى نية الرئيس سحب الاعتراف بدولة الكيان.

التنسيق الامني هو الورقة الموجعة للكيان الاسرائيلي التي سترفع كلف الاحتلال وتدفعه الى مراجعة حساباته، وما سواها خرافات وخطابات لا معنى لها؛ امر بات مستبعدا ان تقدم عليه السلطة في رام الله؛ فالولايات المتحدة رغم انها اوقفت كافة اشكال الدعم المالي للسلطة، واغلقت مكاتب منظمة التحرير، ولكنها احتفظت بالتنسيق الامني، غير انها ما زالت تزود الاجهزة التابعة للسلطة بـ 60 مليون دولار لممارسة نشاطاتها في الضفة الغربية بما يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية.

ختاما.. إصرار المستوطنين على اقتحام المسجد الاقصى وتدنيسه بطقوسهم التلمودية، واستهداف حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وحصار غزة اسس وتؤسس لمواجهة قائمة وقادمة كان احد ارهاصاتها الجديدة عملية الطعن التي نفذها شاب بالقرب من بيت لحم يوم امس؛ فالعملية الفدائية تطلق حملة جديدة من المواجهة بعد ان عجزت السلطة الفلسطينية في رام الله عن الدفاع عن المسجد الاقصى ووقف الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما ان الحملة على اللاجئين ستقود حتما الى موجات هجرة الى شواطئ فلسطين المحتلة، للهروب من الحروب المندلعة في العالم العربي، والانهيارات الاقتصادية المتوقعة، وهي خطة العمل (C) على الارجح بالنسبة للفلسطينيين والتي تقابل خطة كوشنر (C) التي تدعو بدورها للصبر، إنها على الأرجح معركة عض الاصابع على وشك الاندلاع.