أجادت إدارتها للوقت، وآمنت أن "لكل مجتهد نصيب"، واتخذتها زميلاتها في مدرسة "جوهرة المنارة الشاملة" بمحافظة اربد الأردنية مرجعاً، ولم يضق صدرها بأحد، بل راحت ترسم البسمة على وجه كل من يلاقيها وتقدم العون اللازم له. وبذا استحقت الطالبة" تالا شلختي" أن تتوج بـ"الأولى على المملكة" أكاديمياً وأخلاقياً عقب إعلان نتائج الثانوية العامة يوم الجمعة حصولها على معدل 6 ,99%. امتلأت روح شلختي بالرضا، واتسمت شخصيتها بالهدوء والحرص على إدخال الفرحة على قلوب الآخرين، بحسب ما قالت والدتها المهندسة وفاء شحادة لـ"السبيل"، لافتة إلى أن "ابنتها مرضية، وهنية، وهادية، وتحافظ على صلاتها، وأصرت على ارتداء الحجاب منذ أنهت الصف السادس." ولم تنس والفرحة تغمر قلبها في ظل العرفان لوالديها المهندسين ومديرتها "نهى سعسع" ومعلماتها وأساتذتها إهداء نجاحها إلى فئات غاب عن أذهان الكثيرين ذكرهم وهم الأسرى الأردنيين والفلسطينيين في سجون الاحتلال ، قائلة :"أولئك قدموا الكثير لأجل أن ينال الآخرون حريتهم" فلا أقل من أن نذكرهم، موضحة أنها كانت تتابع أخبارهم عبر "الفيس بوك". ولم يتوقع والد تالا المهندس "هيثم شلختي" حصول ابنته على مركز الأولى على مستوى المملكة، مشيرا لـ"السبيل" إلى أنها كانت مفاجأة عظيمة، وأن الفرحة غمرت أفراد العائلة وحرص على عدم إطلاق الأعيرة النارية حفاظا على سلامة الآخرين إثناء احتفالاتهم العائلية. وتنوي تالا دراسة الطب لما لهذه المهنة من إبعاد إنسانية تتلاءم وتكوينها العاطفي، ونسيجها النفسي المحب للتخفيف عن الضعفاء معاناتهم وآلامهم. وكان "كوت الأطباء الأبيض"من أغلى الهدايا التي حصلت عليها شلختي حال إعلان نتائج التوجيهي، إذ أهداها خالها ملابس الأطباء مسجلا عليه اسمها تحفيزا لها لمتابعة تحصيلها الأكاديمي الطبي . وتفاجأت تالا بالتهاني التي انهالت عليها من قبل سكان اربد، قائلة إن دائرة عائلتي الصغيرة اتسعت حينها لتشمل كافة أهالي اربد، بل وتمتد لتسع كافة الأردنيين في مختلف محافظاتهم.