19.93°القدس
19.62°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.93° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

عباس عاريا في الأمم المتحدة

ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

لا يملك الرئيس محمود عباس أي من أوراق القوة، غير ما يستجديه من الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، تارة بلقاء أولمرت، وأخرى بحديثه لوفود إسرائيلية شبابية يبث لهم أحزانه وأشجانه، ثالثة باجتماع مع ليفني، وهو سلوك أشبه بحال الغريق قبل الموت، يتمسك بقشة هنا أو فقاعة هناك لكنها لن تغنيه عن الغرق والهلاك، فالرئيس يذهب للوهم ويترك الحقيقة، يتمسك بالاحتلال يعتمد عليه يترك شعبه وقواه الحية، يقف اليوم أمام الأمم المتحدة عاري من أي ورقة، أو إسناد شعبي حقيقي أو موقف فصائلي داعم، الرئيس خسر الجميع وابتعد عن الجميع، وتقوقع بعيدا عن الهم الوطني وتفاصيله وقواه.

مشكلة الرئيس عباس أنه يعيش على هامش الحدث، يظن مجرد خطابه في الأمم المتحدة إنجاز ما بعده انجاز، فلا يهم إن ابتلع الاستيطان أكثر من 65% من أراض الضفة الغربية، وتم تهويد القدس، وحصار غزة وتحويل السلطة لمجموعة روابط قرى تدار من قبل المنسق، تم نقل السفارة، تقسيم الواقع الفلسطيني، كل ذلك عند الرئيس مجرد أمر هامشي مقارنة بخطابه في الأمم المتحدة.

قمت بمحاورة ثلاثة أخوة أفاضل خلال الفترة الماضية عبر فضائيات النجاح، الكوفية، معا. انصب الموضوع حول خطاب الرئيس في الأمم المتحدة هناك تضخيم من آلة إعلام السلطة حول الخطاب، كأنه عمل بطولي استراتيجي ما عرفوا انه مجرد كلام لا يبنى عليه واقع ولا يؤثر في حالنا البائس وقضيتنا وتفاصيلها، لا يهم ما يقول وسيقول الرئيس إنما المهم ما سيفعل، أي خطاب سنجده فارغ المضمون لا نستطيع البناء على القول من غير فعل، المطلوب من الرئيس عباس إجراءات محددة تتمثل أولا برفع العقوبات عن قطاع غزة، إعادة الأمور إلى نصابها، الأمر الثاني تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك بها القوى والفصائل الفلسطيني.

أما ثالثا فيجب سحب الاعتراف بـ(إسرائيل) والعمل بمقتضيات وقرارات المجلس المركزي 2015، وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني الذي منح الاحتلال ابتلاع الضفة، تهويد المقدسات، رابعا على الرئيس إعادة الاعتبار لكافة أشكال المقاومة على رأسها أحقية شعبنا في الكفاح المسلح، خامسا تشكيل مجلس وطني موحد بمشاركة القوى المختلفة دون محاصصة أو تغول ومزاجية وفوضوية، سادسا الذهاب لانتخابات عامة بإشراف أممي ليفرز شعبنا قيادته ويعمل على تحمل كل فلسطيني المسؤولية.

ما يقوله الرئيس في الأمم المتحدة لا يسمن ولا يغني من جوع، هو يمثل نفسه فقط في الأمم المتحدة طالما لا يُترجم لقرارات وطنية، ولم يُفعل الشراكة كاستراتيجية عمل ناجحة، وسَيُبقي الانقسام والعقوبات على غزة.