19.93°القدس
19.62°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.93° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الخميس 03 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

قلق واستعداد إسرائيلي للتغيرات في الإقليم وأمريكا

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

الكيان الاسرائيلي لن يكون قادرا على التحكم بمسار الاحداث في العامين القادمين، ولن يتمكن من تمرير سياساته الطموحة التي تبناها في الحقبة الترمبية؛ اذ يواجه معيقات وتحديات متصاعدة على المستوى المحلي والاقليمي، بدءا بالمسار المتطور في الضفة الغربية والقطاع، او بأزمات الاقليم المتراكمة والمتكاثرة كالفطر كان آخرها ازمة اختفاء خاشقجي؛ ازمات فاقمها القلق المتزايد من تراجع مكانة الرئيس الامريكي وفعاليته السياسية عقب انتخابات الكونغرس الامريكي

 المرتقبة.   

حقائق عبر عنها نائب رئيس الشعبة السياسية في وزارة الخارجية الاسرائيلية ألون أوشبيز بالقول امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: «ان تأخر الادارة الامريكية في طرح مبادرتها للسلام والمسماة صفقة القرن يعني تقديم الرئيس الفرنسي ماكرون المبادرة الفرنسية للسلام»، محذراً من ان ترمب ذاته سيواجه المزيد من الاشكالات والضعف في حال فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات، كما سيخسر الكيان الاسرائيلي الكثير من المكاسب التي حققها خلال العامين

 الماضيين.

الكيان الاسرائيلي يعد نفسه للمرحلة المقبلة، هذا ما يستدل عليه من حديث «اوشبيز»، محذرا من تراجع الدعم من الجالية اليهودية في امريكا والحزب الديمقراطي بعد انحيازها لسياسة ترمب وتفضيلاته، وانقلابها على اجندة وزارة الخارجية الامريكية التقليدية.

فالكيان الاسرائيلي سيجد نفسه مضطرا للتعامل مع المبادرة الفرنسية، ومضطرا للتعامل مع التحولات التي اعقبت ازمة خاشقجي، ومضطرا للتعامل مع الاردن المستاء من السياسات الاسرائيلية المتبعة في القدس وتجاه الاونروا والتي سبقتها ازمات كحادثة السفارة

في عمّان.

خلاصة ما ذهب اليه اوشبيز ان الكيان سيفقد زمام المبادرة، وهو يحتاج الى بذل جهود كبيرة لاستعادة التوازن؛ امر يتطلب على الراجح تنازلات في المستقبل تبدأ من ملف الحصار على غزة، مرورا بالواقع المتدهور في الضفة، وانتهاء بالعلاقة مع الاردن؛ مسألة بدأت ملامحها بالظهور في الساحة الاسرائيلية المرتبكة؛ امر لم يغفله حزب العمل الاسرائيلي الذي استبق قرار الاردن إلغاء ملاحق اتفاقية وادي عربة المتعلقة بأراضيه في الغمر والباقورة بزيارة كبار قادته الى عمان ولقائهم الملك عبد الله الثاني.

فالكابينت بقيادة نتنياهو مرتبك لم يستطع التعامل مع تداعيات نقل السفارة الامريكية الى القدس، ولم ينجح بوقف مسيرات العودة في قطاع غزة، ولم يوقف حالة التدهور الحاصلة في الضفة الغربية، ولم ينجح في وقف التدهور الواضح في العلاقة مع الاردن، بل على العكس من ذلك ازدادت حدة التوتر والقلق بشكل دفع نتنياهو الى تجنب اجراء انتخابات مبكرة؛ فالرهان الاسرائيلي على تحولات اقليمية باتت من الماضي في اعقاب التطورات الناجمة عن ازمة الصحفي جمال خاشقجي والمترافقة مع استطلاعات رأي امريكية تشير الى امكانية فوز الحزب الديمقراطي الامريكي في الانتخابات التكميلة النصفية؛ ما يعني ان السياسة المعلنة خلال العامين الماضيين تشهد انتكاسة كبيرة على صعيد الحلفاء في امريكا

  والمنطقة.

مقابل الاستعدادات الاسرائيلية للتعامل مع الواقع المتغير، فإن الساحة العربية تفتقد الى الرؤية للتعامل مع المرحلة المقبلة؛ فالاقليم يواجه زلزالاً نجم عن ازمة خاشقجي، وصفقة القرن تكاد تتلاشى وتبدد بتأثير من المقاومة الفلسطينية والازمات المتراكمة، والناتو العربي الاسرائيلي مات قبل ان يولد، والحليف الامريكي الذي عول عليه لم يعد قادرا على خوض المزيد من المعارك، لتنهار معه استراتيجية انفق عليها المليارات خلال العامين الفائتين؛ ما يعني ان هناك حاجة وضرورة لتقديم رؤية للمرحلة المقبلة تتعاطى مع الواقع الاقليمي والدولي المتغير.