لا يُمكن لأحدِ منّا أن يفهم الأمور التي تعيشها أم الطفل الخديج والأحاسيس المختلفة التي تختبرها وتبقى مطبوعة فيها فترةً طويلة، إلا أم الطفل الخديج نفسها.
ولهذا السبب، أخذت على عاتقي محاورة نساء خضعنَ لـولادة مبكرة وأنجبنَ أطفالاً خدّج لتأتيكِ بهذا الملخّص، فتابعي القراءة حتى النهاية!
لا تنسى أم الطفل الخديج ما حدث معها في ذلك اليوم، إنما تتذكّر أدنى تفاصيله التي امتزجت آنذاك بخليطٍ من المشاعر المختلفة: السعادة والحزن والخوف والحب والاضطراب. وبالنسبة إليها، ستبقى ذكرى ذلك اليوم متّقدة وحقيقية في قلبها وعقلها ما حَيت!
بعد التجربة، لا يعود الإنجاب مرة ثانية أو ثالثة خياراً سهلاً. ويمكن لمجرّد التفكير في المسألة وفي إمكانية حدوث مضاعفات من أي نوع أن يُصيب الأم بالقلق والذعر.
قد يصعب على أم الطفل الخديج أن تتواجد في حضرة امرأة حامل حتى ولو كانت قريبتها أو صديقتها. وهذا لا يعني أبداً بأنها لا تفرح لفرحتها ولا تبغي لها كل خير ، بل يعني بكل بساطة أنها تسترجع في ذهنها ما حدث معها وتشعر بالحزن لأنها لم تحظى بالنهاية "السعيدة وغير المعقّدة" التي كانت تتمناها.
قد تتأرجح أم الطفل الخديج بين الرغبة في إنجاب المزيد من الاطفال حيناً وعدم الرغبة في خوض التجربة حيناً آخر. ولكنها ستفعل المستحيل حتماً (لو أمكن) لتعود بالزمن إلى الوراء وتعيش الحالة من جديد لكن هذه المرة كاملةً وبنهاية سعيدة.
يُمكن لأم الطفل الخديج ألا تتوقف يوماً عن القلق على سلامة صغيرها وعن المشاكل الصحية التي قد تُصيبه أو الأمراض والالتهابات التي قد يتعرّض لها سواء بسبب ولادته قبل الأوان أو لأي سببٍ آخر. فجرح المعاناة والخوف واللحظات الصعبة التي رافقت ولادته لم يندمل بعد!!