أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنها والحكومة الفلسطينية لم تتلق حتى الساعة أي اتهام من جمهورية مصر العربية تتعلق بتورط عناصر من قطاع غزة في المشاركة بعملية رفح. وأضاف د.صلاح البردويل القيادي بالحركة خلال مؤتمر صحافي عقد بمدينة غزة، الأحد 12/8/2012م: "لم تتقدم مصر إلى الحكومة بأي اتهام منذ الجريمة إلى هذه اللحظة، ولم تقدم أية معلومات عن تورط فلسطينيين في قطاع غزة بهذه الجريمة ولم تطلب من الحكومة أو الحركة أية طلبات محددة في هذا الإطار". وجدد البردويل استعداد حركته والحكومة للتعاون المشترك لكشف خيوط الجريمة وإلقاء القبض على المجرمين مهما كانت هويتهم، مشيراً إلى أن حماس بادرت بالاشتراك مع الفصائل إلى فتح بيت عزاء للتعبير عن حالة الحزن والغضب، إضافة إلى إمامة رئيس الوزراء إسماعيل هنية للناس أمام السفارة المصرية في غزة في صلاة الغائب على أرواح الشهداء المصريين الأبرار. وأبدى البردويل استعداد حركة حماس لإغلاق الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية والمساعدة في ذلك في مقابل أن تفتح الأخيرة معبر رفح لعبور الأفراد والبضائع بشكل دائم. وقال: "إن الأنفاق هي وسيلة شعبية اضطرارية لإحداث ثقب في جدار الحصار الإجرامي على قطاع غزة، ولتثبيت صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الذي يسعى لتهويد المقدسات ويقتل الأطفال والنساء والمرضى، وإن البديل الحضاري عن الأنفاق هو فتح معبر رفح وبطريقة ورسمية أمام البضائع والأفراد، ونحن على ثقة بأن القيادة المصرية ستعمل على إيجاد هذا البديل ونرجو أن لا يطول إغلاق معبر رفح، ولاسيما نحن في شهر رمضان المبارك وعلى أبواب عيد الفطر المبارك وقطاع غزة يعيش حركة إعادة بناء للبيوت التي دمرها الاحتلال لإيواء المشردين بلا بيت ولا مأوى". وشدد البردويل على أن الاحتلال الإسرائيلي هو صاحب المصلحة من عملية رفح، مؤكداً وجود أدلة نظرية وعملية كثيرة في هذا الإطار، مضيفاً: "فالعدو الصهيوني يسعى إلى زعزعة أمن مصر و إحراج القيادة المصرية التي يعتبرها معادية لمشروعه العدواني، ويسعى لإيجاد شرخ بين حركة حماس ومصر بعد التحسن الملحوظ في العلاقات الذي ارتقى إلى درجة استقبال رئيس الحركة ورئيس الحكومة الفلسطينية الشرعية، وشهدت خطابا مصريا قوميا راقيا يدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية". ودلل القيادي في حماس على وقوف الاحتلال خلف العملية ضخه كماً كبيراً من الشائعات الكاذبة ضد قطاع غزة "وتلقفها من ألسنة المغرضين من بعض الوسائل الإعلامية وكذلك بعض الشخصيات الفلسطينية لأهداف سياسية وحزبية تستهدف تشويه قطاع غزة وضرب سمعة حركة حماس والوقيعة بينها وبين مصر وإعادة سيناريو المفاوضات الهزيلة ومشروع التسوية الساقط في المنطقة والتحريض على حصار قطاع غزة". واستنكر الحملة الإعلامية المسمومة والمغرضة ضد الشعب الفلسطيني وخاصة أبناء قطاع غزة، مثمناً في الوقت ذاته دور بعض وسائل الإعلام المصرية والخبراء الإعلاميين الذين اتبعوا المنهج العلمي السليم في التعاطي مع الحدث، مما شكل رافعة للموقف القومي المصري المعروف، مقدراً الشعب المصري الأصيل الذي بفطرته اكتشف خيوط الحقيقة. ولفت البردويل إلى أن حركة حماس والحكومة ومنذ اللحظة الأولى التقطت أهداف الرسالة الإجرامية وتابعت تداعياتها وتوابعها، وتعاملت معها من خلال سلسلة من الإجراءات والمواقف السياسية والعملية، بدءا باستنكار الجريمة والإشارة إلى مرتكبيها، وتقديم العزاء للقيادة والشعب المصري وأهالي الشهداء الأبرار، واتخاذ سلسلة من المواقف والإجراءات منها إغلاق الأنفاق تحسباً لتسلل أي من المجرمين الذين نفذوا الجريمة إلى قطاع غزة. وأكد القيادي في حماس على ثقة الحركة والحكومة بالقيادة المصرية ووعيها وقدرتها على تمييز الغث من السمين عبر اتخاذها موقفا عقلانيا في التعاطي مع الحادثة، ومنع تداعياتها، عاداً ذلك تعبير عن حرصها وتأنيها وتقصيها للحقائق وإتباع الوسائل والطرق المهنية في المعالجة، و بقائها على وعودها بإنهاء حصار غزة وعدم العودة للعقوبة الجماعية لقطاع غزة المحاصر بقرار إسرائيلي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.