على غير العادة تتابع الحاجة "أم أحمد عبد الهادي" الأخبار باهتمام هذه الأيام في انتظار سماع الخبر الذي يخفف جزء من أوجاعها وآلامها التي تتفاقم يوماً بعد يوم مع استمرار إغلاق معبر رفح المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة إلي العالم. لم تستطع أم أحمد إخفاء دمعتها لمراسل "[color=red]فلسطين الأن[/color]" عندما تقدم لسؤالها عن أمنيتها، فقالت والدموع على خدها "افتحوا معبر رفح، وخففوا عني وعن مئات المرضى آلامهم وجراحهم". فمنذ ستة أعوام تعاني الحاجة أم أحمد عبد الهادي من سكان دير البلح وسط قطاع غزة من مرض السرطان وهي بحاجة ماسة للعلاج في المستشفيات المصرية، نظراً لافتقار المستشفيات الفلسطينية للعلاج الخاص بها، ومع أم أحمد يعاني مئات المرضى الغزيين الذين ينتظرون قراراً مصرياً ينهي معاناتهم. [title]الإسعاف والطوارئ تحذر[/title] من جانبه حذر "هاني الجعفراوي" مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية في حديث لـ [color=red]"فلسطين الأن"[/color] من تفاقم الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة مع استمرار إغلاق معبر رفح، ما يحرم مئات المرضى من السفر للعلاج. وأضاف الجعفراوي نحو 300 مواطن بحاجة للعلاج بشكل عاجل في المستشفيات المصرية، وحياتهم مرتبطة بقرار مصري ينهي معاناتهم وآلامهم، مؤكداً أن هذا العدد في ازدياد مستمر مع تواصل إغلاق المعبر، وتجاهل الجانب المصري لمعاناة مرضى القطاع. [title]فقدنا إقاماتنا[/title] وعلى أبواب مراكز التسجيل للسفر يصطف المئات من المواطنين يومياً للاستفسار عن أحوال المعبر وإمكانية فتحه ليتمكنوا من السفر والعودة إلي الدول التي يقيمون فيها. المواطنة "إيمان الحايك" والمقيمة في دولة الإمارات العربية تقول إنها ستفقد إقامتها إذا لم تعود للإمارات قبل يوم الخميس القادم، وتعبر عن أسفها الشديد للقرار المصري باستمرار إغلاق معبر رفح. وناشدت الحايك الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي والحكومة المصرية بالنظر بعين الإنسانية إلي المئات من المواطنين الراغبين في السفر والذين سيفقدون مصالحهم في حال استمر إغلاق معبر رفح. [title]الآلاف ينتظرون[/title] من جانبه جدد وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني الأستاذ "كامل أبو ماضي" مطالبته القيادة المصرية بفتح معبر رفح البري نظراً لشدة الضرر الذي لحق بالمواطن الفلسطيني، والذي عانى كثيراً من سياسة الاغلاق المتكررة للمعبر . وأكد أبو ماضي في تصريح خاص لـ "[color=red]فلسطين الأن[/color]" أن لدى الوزارة قوائم بعشرات الألوف من المواطنين الذين يرغبون بالسفر ومغادرة قطاع غزة لظروف العمل والعلاج والتعليم. وناشد وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني الحكومة المصرية بفتح معبر رفح حيث لا مبرر لبقائه مغلقاً حتى اللحظة. وحذر في الوقت ذاته من أن تأخير سفر المسجلين قد يُنبأ بحدوث أزمة على المعبر تنعكس آثارها على كافة فئات وشرائح المجتمع الذي يأمل برفع الحصار الذي فرضه الاحتلال عليه وبتحسين حركة المرور عبر معبر رفح البري. [title]حالات صعبة[/title] وأشار إلى أن الداخلية سجلت حالات انسانية صعبة جداً تتطلب السفر، منها حالات مرضية خطيرة جداً تستوجب العلاج الطارئ. وأضاف أن عدداً كبيرا من الأسر الفلسطينية وصلت إلى قطاع غزة لقضاء إجازة الصيف وهي الآن مسجلة على قوائم السفر ويتهدد إغلاق معبر رفح مُعيلي تلك الأسر بفقدان العمل والإقامة. ونوه إلى أن الأمر يستوجب مغادرة طلاب المدارس في الجالية الفلسطينية التي وصلت غزة إلى البلدان التي يقيمون فيها ليلتحقوا بمدارسهم وطلاب الجامعات بجامعاتهم.