موضوع "مِنْ قَاعْ الدِّسْتْ" ..... يعتبر الضغط النفسي والتوتر الشديد, والعصبية هي أحد أهم أسباب قرحة المعدة, ولكن المفاجأة الكبرى حين نرى أن نسبة الإصابة بحرقان المعدة وقرحتها والفتق العلوي في المريء وحرقانه هي الأكبر بين العرب... فبماذا نفسر؟ ولنتخصص قليلاً ولندخل للفلسطينيين بشكل عام, ولأهل غزة بشكل خاص سنرى كم من الناس "مْقَرْحِينْ" و"محَمْضِين" بحموضة المعدة وقرحتها, ومعهم "حرائق وبراكين نووية" في المعدة والمريء والأمعاء الغليظة والرفيعة والقولون, وكذلك "البواسير" والسبب ليس الأكل كثير التوابل والبهارات, ولا المشروبات الغازية فقط بل العامل النفسي والسيسيولوجي لدى الغزاويين بشكل عام . تقرأ المشكلة من وجه الشخص الذي أمامك, فجميع فئات الشعب مستعدة, وعلى كافة الاستعداد, وعلى أهبته لعمل مشكلة لمجرد كلمة, وفي أي وقت وأي لحظة وأي مكان تريد !! "بس أنت أَشِّرْ" وسترى المشاكل تقبل عليك من كل حدب وصوب؟؟!! إن النفوس تعبة مريضة, تعاني كبتاً وتوتراً, وحالة نفسية "مضمحلة" كما " بركة الأسماك" التي لم تنظف لأعوام عديدة, لذلك ستصاب بالقرحة والحرقان... حين كان أبو يزن في زيارة لأحد الأسرى المبعدين لغزة من الضفة والمحرر في صفقة شاليط الأخيرة سأله سؤالاً محرجاَ مفاده: "كيف الناس في غزة, بتختلف عن الضفة؟" أجاب الأسير بعد 10 شهور على تحريره وبسرعة البرق " من الأرض للسما", هون النفوس قلقة, وعصبية, ومتوترة دائما, ومستفزة وعلى استعداد أن تخوض معك مشكلة في أي وقت؟؟ لو أننا أرحنا أنفسنا قليلاً من عناء الدنيا ومشاكلها, وحين وضعنا رأسنا على الوسادة لكي ننام, تركنا مصائب العالم, ولا نعتبر أنفسنا "مخاتير" لحل مشاكل "الدنيا إلِّي في العالم" لخفت حموضتنا, وقلت قرحتنا, وزادت ابتسامتنا, وتناقصت مشاكلنا.... ولكن "لمين نقول" أعمى يكتب, وأطرش يقرأ ويسمع" .... ما علينا يا أبو يزن "دع الخلق للخالق!!