يتسابق مئات الفلسطينيين بمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، في التبارك بشعرات يقولون إنها تعود للرسول محمد خاتم الأنبياء، ويتم عرضها أمام الناس في أحد أيام شهر رمضان وسط طقوس روحانية. وتعرض ثلاث شعرات محفوظة بالمسجد الحنبلي بالمدينة بعد صلاتي الظهر والعصر يوم 27 رمضان فقط من كل عام؛ ما يجعل التزاحم عليها شديدًا. وفي هذا اليوم، يحتشد المصلون والزائرون في المسجد، ويقوم أحد الأفراد وهو يحمل العبوة التي بها الشعرات بالدوران عليهم واحدًا واحدًا، ليأخذها المتبارك وينظر لها ويقبلها. وقال إمام المسجد الحنبلي سعد شرف لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء إن الشعرات أهداها السلطان العثماني محمد رشاد الخامس في بدايات القرن الماضي لمدينة نابلس؛ تكريمًا لعلمائها الذين شُهد لهم على مستوى السلطنة العثمانية بالعلم. وأضاف أن المفتي أحمد البسطامي من نابلس كان مصدر الإفتاء للدولة العثمانية، حيث كانت تأتي الفتاوى من تركيا إلى نابلس ويصادق عليها، فكُرِّم ومعه علماء نابلس بالشعرات. ويحتفظ المسجد الحنبلي بحجة عثمانية تؤكد أن الشعرات الثلاث هدية من السلطان العثماني. من جانبه، قال مفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين لـ"الأناضول": "لا مانع من التبارك بآثار الأنبياء، فقد كان الصحابة يتباركون بعرق النبي وبجسده، لكن الأصل عدم التقبيل بل التمعن بالشعرات وتذكر النبي وصفاته بالنفس البشرية". وأشار إلى أهمية عدم المبالغ بالتبرك، كأن يقوم المصلون بالتدافع، والأفضل التمعن "بطريقة مؤدبة". ويقول أحد المتباركين إنه يحرص منذ أن كان في السابعة من عمره على حضور يوم 27 رمضان للمسجد الحنبلي للتبارك بشعرات النبي، مشيرًا إلى أنه "يستشعر عظمة نبي الله". وفي مكان مخصص للنساء، تقول أم وفاء: "أنا أقبل العبوة التي بها الشعرات، وأدعو الله أن يحقق أمنياتي، وأشعر بعبق روحاني لا أشعره به في أي وقت آخر". وتتوارث عائلة البيطار مهمة الحفاظ على شعرات النبي أبًا عن جد منذ أن وصلت إلى المدينة. وقال أحد أبناء العائلة، رشيد البيطار، لـ"الأناضول" إن العائلة "تحظى بشرف كبير باحتفاظها بشعرات النبي عليه السلام". وعن سبب عدم خروجها إلا يوم 27 رمضان يقول: "هكذا توارثنا عن العائلة، وبات تقليدًا سنويًا يعرفه أهل المدينة".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.