16.65°القدس
16.44°رام الله
17.19°الخليل
20.96°غزة
16.65° القدس
رام الله16.44°
الخليل17.19°
غزة20.96°
الخميس 14 نوفمبر 2024
4.77جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.96يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.96
دولار أمريكي3.75

هل "وسوسة" الأمهات وراء مرض أطفالهن؟

3a4db9b4-e3e1-4fdf-a6a7-36ce959f70b8_16x9_1200x676
3a4db9b4-e3e1-4fdf-a6a7-36ce959f70b8_16x9_1200x676

يعاني عدد قياسي من الأطفال من الحساسية الغذائية في العالم، مع زيادة بنسبة 50% بين عامي 1997 و2011، حيث وصلت نسبة الأطفال الذين يعانون من أمراض حساسية غذائية، بحسب دراسات إحصائية أجرتها منظمة الحساسية العالمية WAO، إلى 10% من أطفال العالم، وحوالي ثلث هؤلاء مصابون بحساسية من الأطعمة المتعددة، وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وفي السنوات الأخيرة، حفلت عناوين الصحف حول العالم بقصص مروعة عن أطفال يسقطون صرعى فجأة بحالات الحساسية، من جراء مكونات يتصادف تناولها في عناصر غير ضارة مثل السندويتشات والكعك. ومما لا شك فيه أن معدلات مخاطر النهايات المأساوية للأطفال أصبحت أعلى مع زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من الحساسية.

ويسود اعتقاد أن الحساسية مرتبطة بالطريقة التي تطور بها الجهاز المناعي لدى الإنسان، وذلك على الرغم من أن أسبابها الدقيقة غامضة إلى حد ما.

ويعكف العلماء على بحث ودراسة عدة فرضيات حول لماذا وكيف تحدث الحساسية، ويميل العلماء إلى الاعتقاد بأن الإفراط في نظافة الأطفال هو أحد الأسباب الرئيسية.

كيف يصاب الطفل بالحساسية؟

إن الحساسية، سواء كانت متعلقة بما يتم تناوله من أطعمة مثل فول سوداني أو موز أو سمسم أو شيكولاته أو بسبب حبوب اللقاح أو العفن أو الأتربة أو مواد أخرى، هي في الحقيقة مجرد أحد أنواع الضعف في الجهاز المناعي.

يحصل الأطفال على الدفعة الأولى من الأجسام المضادة، التي تكافح العدوى، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من حمل الأمهات.

وتكون هذه الأجسام المضادة مدربة مسبقا لتحديد ومهاجمة مسببات الأمراض. ولكن مع نمو الأطفال، فإنهم يستمرون في التعرض لمزيد من العدوى ومسببات الأمراض التي تغزو أجسادهم.

إن التعرض الأول لطعام أو مادة ما ربما يجعل الطفل مريضًا، ولكن جهاز المناعة لدى الطفل يتعلم كيف يحارب كل ما هو مرض أو مسبب للمرض، ويطور أسلحة مناعية مضادة لما يصيبه من مرض، وعندما يصاب به مرة أخرى، فإن جهازه المناعي يتصدى له بالمضاد المناسب.

ولكن يحدث في بعض الحالات أن يخطئ الجهاز المناعي للطفل في التعرف على المواد غير الضارة، مثل الفول السوداني أو حبوب اللقاح، ويدرجها كمسببات أمراض، ويبني الأجسام المضادة التي ستشن هجوماً مضاداً في أي وقت يتفاعل فيه مع هذه المواد رغم أنها غير ضارة بالأساس.

وعند تنبيه النظام المناعي للجسم بوجود مادة تحتاج إلى إبعادها، تقوم خلايا الدم البيضاء في الجسم بشن هجوم يمكن أن يتراوح من تهيج خفيف في شكل حكة وعطاس وسيلان الأنف، إلى حد الحساسية المفرطة.

نصائح وآراء

وضع العلماء والأطباء بضعة نظريات مبدئية تتناول سبب تزايد معدلات إصابة الأطفال بأمراض الحساسية، وتهدف هذه النظريات إلى تسليط الضوء وفتح الأبواب أمام وسائل الحد من حالات الإصابة بأمراض الحساسية.

بالعودة أولا إلى عام 2000، وضعت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توجيهات تطلب من جميع الأطباء والآباء إبقاء الأطفال بعيداً عن منتجات ألبان البقر للسنة الأولى من حياتهم، وعدم تناول البيض حتى عامهم الثاني، وإرجاء تناول الفول السوداني والأسماك والمكسرات إلى ما بعد سن الثالثة.

ثم اتضح فيما بعد أن تلك النصائح كانت مبنية على آراء الكثير من الأطباء، الذين يعتبرون قمماً في تخصصاتهم، ولكن لم يكن يدعم تلك الآراء الكثير من الأبحاث العلمية.


تشكيك وتصحيح

ويشكك الخبراء حاليا في هذه المحاولات لحماية الأطفال من الأطعمة المسببة للحساسية والسموم البيئية، ويرون أنه ربما تكون الملوثات هي السبب الوحيد وراء الزيادات في الحساسية.

ويرى الخبراء أن التوجه الصحيح هو أنه يجب أن يتعرض الطفل، في الأساس، لأشياء من بيئته، لكي يتعرف جسمه على ما هو خطر، وما لا يضر. ولكي يتعلم جسمه كيف يقاتل عندما يواجه كائنا يسبب المرض، وكيف يغمد سلاح جهازه المناعي، عندما يكون التنبيه غير ضروري.


فخ النظافة المفرطة

والآن، ولعدة عقود سبقت، اتجهت كل الجهود إلى مكافحة الجراثيم، ومكافحة البكتيريا، ومضادات الفيروسات، والتعقيم، في إطار توجه عام لنظم نظافة محكمة.

ومن خلال هذه المحاولات الجادة لاستبعاد كل شيء "قذر" أو "مهيج"، يبدو في الواقع أنها كانت أقرب إلى نصب الفخاخ للأجيال الجديدة، حيث تم تعزيز فرط الحساسية، واضطرابات جهاز المناعة الطبيعية.

وما زالت الأبحاث العلمية تدرس ما هي أفضل المستويات والتوقيتات للتعرض للأمراض، ولذلك لا يوجد نصائح حاسمة تقترح علاج شافي للحساسية الغذائية عند الأطفال، ولكن ربما لن يكون مستغربا أن يكون ترك الأطفال في حمامات "الطين" أحد الأساليب المقترحة في المستقبل أو على أقل تقدير التخلي عن نظم النظافة المفرطة.