لا يزال تعداد شهداء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة تزداد يوماً بعد يوم، ولا يزال جبروت المرض يخطف خيرة أبناء غزة الذين استشرى بهم الألم وهم في انتظار السفر لاستكمال رحلة العلاج، فإما يخطفهم الموت على بوابات المعبر، أو يمهلهم أياماً فيخطفهم وهم على فراش المستشفى.
لم يكتمل الأسبوع الأول على رحيل شهيد الحصار حسين عبد الله جودة (49 عاماً) ولا يزال أهله ومحبوه ورفاق سلاحه والكادر الرياضي يئن ألما ويصيح وجعا على فراقه.
الراحل حسين عبد الله جودة، من مواليد 14/2/1970، متزوج وأب لـ7 من الأبناء والبنات، يسكن في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، وتعود عائلته في جذورها إلى بلدة "اسدود" المحتلة عام 1948.
عاش الفقيد جودة أو كما اشتهر بين أهله ومحبيه "عمو حسين" حياة البسطاء، حيث عمل في جهاز الأمن الوطني برتبة "نقيب"، بالإضافة إلى شغفه الكبير للرياضة.
الرياضي المعروف
امتاز "عمو حسين" بحبه الشديد للرياضة بمختلف أنواعها، فكان من النواة الأولى التي ساهمت في تأسيس نادي الرباط الفلسطيني بمخيم النصيرات، حيث عمل عضو مجلس إدارة في النادي، ومشرف على بعض الأمور الرياضية داخل أروقة الرباط.
مع بداية نشأة النادي لم يتخلف جودة عن تدريب لفريق الرباط، فتارة تجده مهتما بتوفير اللوازم الخاصة لتدريب كر القدة، والمتابعة الدورية مع اللاعبين والمدرب.
خلا العام المنصرم أصيب جودة بمرض الكبد، حيث أقعده المرض فراش المستشفى البيضاء، وبدأ ينهش به باستمرار، حيث اضطر الأطباء إلى طلب تحويلة علاجية له من أجل زراعة كبد له.
أمضى "عمو حسين" عدداً من الشهور يتنقل بين مستشفيات قطاع غزة، حيث تأخرت تحويلته الطبية للعلاج الأمر الذي فاقم حالته خطورة، وأضاف آلاماً جديدة إلى آلامه.
مكث الفقيد جودة ما يزيد عن الثلاث شهور في مستشفيات مصر بانتظار زراعة الكبد، غير أن الأجل كان أسبق له، حيث توفاه الله في مصر بتاريخ 17/2/2019.
ابن القسام
لم يقف عامل السن عائقا أمام همة الراحل حسين جودة في الالتحاق بصفوف كتائب القسام، حيث انضم للقسام عام 2008.
عمل المجاهد جودة في صفوف وحدة الإشارة التابعة لكتائب القسام، حيث كان من أبرز الفاعلين بالقسام خلال الثلاث حروب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة.
منذ اللحظة الأولى لإعلان وفاة جودة، أعلنت كتائب القسام عبر موقعها الإلكتروني الرسمي رحيل المجاهد حسين عبد الله جودة، إثر مرض ألم به، بعد رحلة جهاد طويلة.
وشارك مجاهدو القسام في جنازة الراحل جودة، حيث وصل جثمانه عصر يوم الاثنين 18 فبراير 2019، وتم صلاة الجنازة عليه بمسجد القسام، ووري الثرى بمقبرة القسام المركزية وسط المخيم، بمشاركة كبيرة وواسعة.
وفي اليوم الثالث لرحيل جودة نظمت كتائب القسام حفل تأبين لشهيد الحصار، حيث أكد القسام على أن جودة قدم لمساته الخاصة في حياته الجهادية والدعوية والاجتماعية.