31.64°القدس
31.41°رام الله
28.6°الخليل
32.51°غزة
31.64° القدس
رام الله31.41°
الخليل28.6°
غزة32.51°
الإثنين 21 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.9يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.9
دولار أمريكي3.36

خبر: "الباعة الجائلون" ومر العيش

ساهم مثلث الرعب، الفقر والبطالة والحصار في خلق مشكلة "الباعة الجائلين" في قطاع غزة، حتى وصلت المشكلة الى حد "الظاهرة"، فتنتشر "البسط" في العديد من الأماكن الحيوية في القطاع، وفي بعض الأحيان تغلق شوارع من قبل هؤلاء الباعة. ففي جميع محافظات غزة تتواجد بها تجمعات "الباعة الجائلين" و"تجار الأرصفة"، حيث نجد أن "الباعة الجائلين" يسيطرون على الأرصفة والمناطق التجارية وخاصة الأماكن الترفيهية لتزاحم الغزين عليها وجلوسهم وأسرهم لساعات وسط الخضرة حيث يحتاجون إلى مزيد من مأكولات التسالي من ترمس وذرة مشوي وخلافه، أما الأرصفة والطرق فيتسبب وجود الباعة اختناق مرورى وشل حركة المشاة على الأرصفة وتعطل حركة السيارات على الطرقات. [title]أطفال على الطرقات[/title] والملاحظ أن أغلب الباعة الجائلين من أطفال في عمر الزهور ليعيلوا أسرهم نظرًا لحالة الفقر الشديد التي يعانون منها. ويقول الطفل نعيم أبو حبيس "15عامًا" بائع متجول يبيع الحليب والجبنة على عربة كارو يجرها حمار وسط الأحياء، إنه خرج من الصف السابع لكى يعول أسرته بعد وفاة أبيه فهم أسرة فقيرة ليس لها دخل ثابت شهري يعيشون منه. ويتساءل الباعة الجائلون من أين نعيش؟! ويطالبون من الحكومة أن توفر لهم إعانة أو دخل ثابت يعيشون منه حتى يفسحوا الطرق المزدحمة بهم بحثاً عن رزق يومي لا يكفى مع المعيشة الغالية، كما يقولون. فيما يقبل المواطنون على الشراء من "الباعة الجائلين" لارتفاع اسعار المحال وكذلك ربات البيوت في بعض الأحياء تنتظر سماع بائع متجول وهو ينادى على الخضار والفاكهة لتشتري منه لوازمها. في الوقت ذاته احتلت "بترينات" عرض المحال التجارية الأرصفة في حين لم تسلم أبواب المدارس والجامعات والمستشفيات من فوضى عربات الحلوى والسجائر وباعة الخضروات والفاكهة والكتب والإكسسوارات والسجائر حتى باعة الأجهزة الكهربائية المستعملة والجوالات الكورية والصينية والملابس والأحذية افترشوا الطرق. [title]البائع المتجول" بلا قانون[/title] و"البائع المتجول" هي صفة تطلق على التجار الذين يقومون بعرض بضائعهم في الطرقات، وينتشر الباعة المتجولين في العديد من الدول وبسبب تأثيرهم على جماليات المدن إضافة إلى صعوبة فرض الضوابط الصحية عليهم توجد قوانين تمنع هذا الظاهرة في معظم الدول. ومن أسباب انتشاره يضطر بعض العاطلين عن العمل إلى اتخاذ هذه الوظيفة، حيث انها لا تحتاج إلى أموال كثيره لمزاولتها فلا يحتاج صاحبها الى استئجار محل أو دفع ضرائب أو مصاريف أخرى، حيث ان أغلب "البائعين المتجولين" غير راضين عن هذه المهنة ولكن الظروف المادية تضطره لمزاولتها. وفي بعض الأحيان تكون هذه المهنية غطاء على أعمال أخرى حيث يقوم الباعة المتجولين بتقصي معلومات لصالح الشاباك الصهيوني عن الأحياء والمجاهدين العاملين في هذه المناطق وخصوصاً أصحاب أكشاك السجائر، حسب مصادر أمنية خاصة. [title]الوضع صعب[/title] وفي جولة مراسل موقع "فلسطين الآن" على بعض هؤلاء الباعة استوقفني بائع متجول لا يتجاوز الثامن عشر من عمره على الرصيف واقفاً تحت أشعة شمس عمودية يستتر بالكاد تحت مضلة صغيرة لا تقي من حرارة الشمس القوية تتنقل سترة له ولفاكهته وهو ينادي بأعلى صوته لافتاً أنظار المارة الى بضاعته، يقول وقطرات العرق تهطل من جبينه "ما أجبرنا على المر إلا الأمر منه". ويتابع عمر ياسين "17 عاماً" لو أني وجدت من يعيل أسرتي لما تركت المدرسة وأصبحت أبيع الفاكهة على قارعة الطريق، مشيراً إلى أن والده طاعن في السن ولا يستطيع العمل، ولا يوجد من يعيله وإخوانه الخمسة الملتحقين بالمدرسة، مما دفعه للبيع على قارعة الطريق، حسب ياسين. ويؤكد ياسين على صعوبة وضعه، وبالكاد يجمع في اليوم الواحد ما بين عشرون شيقلاً الى ثلاثين شيقلاً، من بينها أجرة المواصلات. وفي جولتنا على هؤلاء الباعة وجدنا أن عدد منهم خريجين يحملون شهادات جامعية واصطدموا بقطار البطالة وعلى الرغم من أوضاعهم الاقتصادية الصعبة لم ينجوا من مطاردات رجال شرطة والبلدية لهم. ويقول "ع ـ ص" "30 عاماً" أحد تجار الأرصفة بالقرب من جامعة الأقصى، أنا حاصل على بكالوريوس آداب قسم تاريخ وانتظرت سنوات طويلة ولم أجد فرصة عمل لذلك أصبحت "بائع متجول" أبيع إكسسوارات الكمبيوتر والمحمول لكى أكسب شواكل معدودة تكفيني وأسرتي المكونة من خمس أشخاص. أما الطالب الجامعي عصام الأغا بائع لعب أطفال ولم يتعدى عمره "20 عاماً" توفى والدي وترك لنا معاش لا يتعدى ألف شيقل ونحن أسرة مكونة من 7 أفراد فاضطررت للعمل بالتزامن مع دراستي الجامعية حتى أوفر بضعة شواكل أعطيها لوالدتي حتى تتمكن من الصرف على أخواتي وتوفير حياة كريمة لهم. [title]يد القانون[/title] لكن الرائد أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة أكد في اتصال هاتفي لمراسل "فلسطين الآن" أنهم شنوا حملة مع مطلع شهر مضان المبارك على أصحاب بسط السجائر والبسطات التجوالة في الشوارع والطرقات قطاع غزة، موضحاً أن عمل جهاز المباحث العامة مستمرة من أجل منع الباعة المتجولين خصوصاً بائعي السجائر من البيع بشكل عشوائي. وأشار إلى أن أصحاب هذه البسط يستخدموها كغطاء على أمور أمنية أو أخلاقية ونحن بصدد الانتهاء من هذه الظاهرة عما قريب، مبيناً أن بائعي السجائر غالباً ما يبيعوا الدخان لأفراد قاصرين تحت سن الثامن عشر بشكل مفرق مما يؤدي إلى إدمان الكثير منهم وهذا ما يأدي لملاحقتهم بالقانون. أما محمد زكي الأغا مدير عام بلدية خان يونس فأوضح في حديث مقتضب لمراسل "فلسطين الآن" أن هناك مغالطة في الشكاوى التي ترد بتسمية "الباعة الجائلين" بهذا الاسم فـ"الباعة الجائلين" هم أصحاب البسطات متنقلة أما الذين تتم ملاحقتهم هم أصحاب بسطات ثابته لهم مكان ثابته على الأرصفة مما يؤدي الى إزعاج المواطنين وإرباك حركة المرور، مؤكداً أن "الباعة الجائلين" يتم إخراج رخص لهم حسب القانوني للممارسة عملهم بشكل رسمي. وأشار الى أن البلدية أصدرت إعلاناً لأصحاب هؤلاء البسط الانتقال الى سوق المدينة وبدون مقابل ولكنهم لم يلتزموا بذلك "مما يطرنا الى متابعتهم"، كاشفاً أن البلدية تقوم بإعداد مخططات لأسواق شعبية وسيتم نقل جميع البسطات العشوائية إلى هذه الأسواق عندما ترى النور أسوة بباقي دول العالم.