أمهات كل من فيليب سيمور هوفمان، وجين جودل، وإيلون ماسك قدّمن دعما استثنائيا لأبنائهن، ولولا هذا الدعم لما أصبح هؤلاء الأشخاص من المبتكرين.
وفي تقرير نشره موقع "بيغ ثينك" الأميركي، تطرق الكاتب ستيفن جونسون لأهمية دور الأم في صقل مواهب الطفل ودفعه لتحقيق أحلامه، وذلك من خلال تقديم مثال لثلاثة من المبدعين المشهورين، الذين كانت أمهاتهم سر نجاحهم.
وجاء التقرير بمناسبة احتفال العديد من البلدان في العالم بعيد الأم، ومنها الولايات المتحدة خلال مايو/أيار كل عام (هناك دول عديدة تحتفل به في مارس/آذار).
هوفمان: كوني فخورة أمي
المهارة التي يتمتّع بها الممثل الأميركي فيليب سيمور هوفمان، الذي بدأ مسيرته الفنّية بلعب أدوار صغيرة، مثل دوره في فيلم "عطر امرأة" (1992)، يجعل من الصعب على المشاهدين تجاهل أدائه المتميز في التمثيل.
ويتميّز هوفمان بقدرات إبداعية هائلة في لعب الأدوار الرئيسية أو الثانوية على حد سواء، مما يجعله يُصنّف من بين أحد أهم الممثلين في جيله، ويعود الفضل في ذلك إلى والدته.
ففي عام 2006، فاز هوفمان بجائزة أفضل ممثل عن دوره الرئيسي في فيلم "كابوتي". وهذا ما قاله عند إعلان فوزه: "أمي تُدعى مارلين أوكونور، وهي برفقتي هذه الليلة. وأود منكم، في حال وقعت أعينكم عليها أن تهنئوها لأنها نجحت في تربية أربعة أطفال بمفردها، وهي تستحق الشكر على ذلك؛ لقد اصطحبتني لأشاهد أول مسرحية في حياتي، وبقيت معي وشاهدت "فاينال فور". كوني فخورة أمي لأنني فخور بك".
توفي هوفمان عام 2014، وبعد مرور عام كرّمه مهرجان هاي فولز السينمائي الذي كانت والدته عضوا مؤسسا فيه.
وفي هذا الإطار، قالت أوكونور "كانت الأفلام جزءا لا يتجزّأ من حياتي منذ نعومة أظافري؛ لقد اصطحبني والداي للسينما لمشاهدة الأفلام، وتسللت للذهاب للسينما بمفردي حتى في جنح الظلام، وكنت أغادر الحصص الدراسية باكرا لأتمكن من الذهاب للسينما".
[جين جودل: "أخبرتني والدتي أنه بإمكاني فعل أي شيء إذا صممت عليه، وسأظل دائما ممتنة لما فعلته من أجلي" (مواقع التواصل)]
جين جودل: "أخبرتني والدتي أنه بإمكاني فعل أي شيء إذا صممت عليه، وسأظل دائما ممتنة لما فعلته من أجلي" (مواقع التواصل)
جين جودل: سأظل ممتنة لأمي
ترعرعت جين جودل في لندن، ومنذ صغرها كان يراودها حلم وحيد، ألا وهو العيش في أفريقيا بين الحيوانات البرية. وقد يثير هذا الحلم سخرية الكثير من الآباء، وقد يسعون لعدم تشجيع أطفالهم على المضي قدما لتحقيقه.
لكن والدتها فان موريس جودل لم تفعل ذلك، حيث صرّحت جين جودل لصحيفة "سيتزن" عام 2014 بأن "والدتي أخبرتني أنه بإمكاني فعل أي شيء إذا صممت عليه، وسأظل دائما ممتنة لما فعلته من أجلي".
تجاوز هذا الدعم مجرد الكلام؛ ففي عام 1960 بينما كانت جين تستعد للذهاب في إحدى رحلاتها الأولى إلى تنزانيا، أخبرتها السلطات البريطانية أنه ليس من الآمن القيام بهذه المغامرة بمفردها في الأدغال؛ لذلك وافقت فان على مرافقة ابنتها لعدة أشهر.
وأوضحت جين أنها تعلمت الكثير عن الأمومة من خلال مراقبتها طريقة تربية الشمبانزي لأطفالها. وذكرت جين في إحدى المناسبات صفات الأمومة الناجحة لدى الشمبانزي، التي تبدو مماثلة بشكل كبير للطريقة التي اتبعتها والدتها في تربيتها.
وقالت جين جودل "الأمهات اللاتي يسعين لحماية أطفالهن بصورة معتدلة ويتسمن بالتسامح والقدرة على تعليم أطفالهن الانضباط في الآن ذاته، والعطف، ويقدمن الدعم لأطفالهنّ؛ عادة يواجهن مشاكل أقل".
أفضل استثمار لأمي
قبل أن يؤسّس إيلون ماسك شركاته التي حقّقت نجاحات باهرة، مثل "سبيس إكس"، و"تيسلا موتورز"؛ أنشأ مع شقيقه كيمبال عام 1995 شركة "زيب 2" المتخصصة في برمجة مواقع الإنترنت، لكن بدايات هذه الشركة كانت متعثرة.
كانت والدتهما ماي تعمل آنذاك في الشركة، وتشرف على المتدربين، وتتحقق من خطط العمل. وقد تبرعت ماي، التي كانت عارضة أزياء واختصاصية تغذية وصاحبة أعمال تجارية، بمبلغ قيمته عشرة آلاف دولار من مدخراتها الشخصية لتظلّ الشركة صامدة. وذكرت ماي -لاحقا- أن ما قامت به كان "أفضل استثمار لها على الإطلاق".
وبعد مرور بضع سنوات، اشترت شركة "كومباك" شركة "زيب 2" مقابل 307 ملايين دولار. وفي تصريح له لمجلة "فوربس" قال إيلون ماسك "أنا لا أثبط عزيمة أطفالي عندما يرغبون في القيام بأي نشاط يعتقدون أنه صحيح"، مضيفا أنه "طالما أنك تقوم بشيء مفيد للمستقبل، فأعتقد أنه يجب عليك أن تتحلّى بالإيجابية، وتمضي قدما في ذلك".