يصاب الأطفال بالخوف عادة عند زيارة الطبيب أو الدخول للمستشفيات، ويتحول الخوف عند عدد كبير منهم إلى نوبات هلع وبكاء وصراخ بمجرد رؤية "المعطف الأبيض".
وبرغم تلك المعاناة، فإنه لا سبيل للاستغناء عن زيارة الطبيب، من حين لآخر، أو دخول المستشفى إذا لزم الأمر، لكن ما يمكن فعله هو السيطرة على نوبات هلع الأطفال، وهنا سنتعرف إلى أساليب مستشفيات استطاعت مواجهة مخاوف الأطفال، ونصائح للآباء عن كيفية تهيئة الأطفال لزيارة الطبيب.
الدعم بالدمى
وفي عالم الطفولة لا شيء أكثر فعالية من اللعب، بالإضافة إلى عامل المتعة، فإن اللعب يعزز التعبير عن المشاعر ويكسب الأطفال مفاهيم ومعلومات جديدة بطريقة مريحة.
ويعد اللعب الطبي أو اللعب العلاجي أحد أكثر أشكال الدعم الإجرائي التي يستخدمها اختصاصيو الأطفال باعتباره وسيلة فعالة لتعريف الأطفال ببيئة الرعاية الصحية، ونزع الخوف من نفوسهم للحصول على رعاية مكتملة إيجابية.
ففي مقال منشور على موقع ميتشغن هيلث (Michigan Health)، توضح ريبيكا بريست، مديرة العلامة التجارية لمستشفى الأطفال التابع لجامعة ميتشغان، أن الخوف من المجهول يمكن أن يكون قويا للغاية، لذلك يعمل الأطباء والمستشفيات مع الأسر لاستخدام اللعب أداة تعليمية، لمساعدتهم في فهم ما يحدث وما يمكن توقعه.
ويأخذ اللعب الطبي أشكالا متعددة، من عروض الدمى التفاعلية إلى المسرحيات لإعادة تفعيل الإجراءات الطبية. وتقول ريبيكا إنه في كثير من الأحيان، يستخدم اختصاصيو الأطفال اللعب وسيلة لاستعراض الإجراءات الطبية ومساعدة الأطفال في الشعور بالتحكم في تجاربهم.
وتوضح ريبيكا "نستخدم الدمى لشرح كيفية استخدام الأدوات الطبية على سبيل المثال، فقد نقوم بربط القسطرة الوريدية على ذراع دمية، أو إظهار كيفية إدخال أنبوب الصدر، ونجعل الأطفال يقومون بتلك التجارب باعتبارهم جزءا من العملية بدلا من المتلقي السلبي، فيشعرون أنهم أقل عجزا ويتغلبون على خوفهم".
سحر اللعب
لا تؤدي مساعدة الأطفال على معرفة ما يواجهونه بشكل تفصيلي، فقط إلى شعورهم بالرضا وتحسين حالتهم العاطفية، لكن تشير الدلائل إلى أن تأثيرا طبيا جيدا قد يحدث.
وفي الوقت الذي يمكن أن يقترن القلق بشأن إجراء ما بعدد من الاستجابات، مثل التعرق والنبض المتصاعد وارتفاع ضغط الدم، تؤكد إليزا شاير، اختصاصية في حياة الطفل بمستشفى الأطفال التابع لجامعة ميتشغان أن الأطفال الذين يشاركون في اللعب العلاجي يظهرون علامات أقل من الضيق ونبضا أقل وتعرقا أقل، موضحة "في بعض الحالات، يمكن للأطباء حتى تقليل كمية التخدير اللازمة".
وتدرك بعض المراكز الطبية -قبل علاج الأطفال المرضى- أن الجانب النفسي له أثر بالغ بعملية التعافي والشفاء، فتبحث في طرق مختلفة لإزالة التوتر وتخفيف الضغط عن الأطفال.
وفي مركز الأطباء الطبي في موديستو (كاليفورنيا)، توصل المسؤولون إلى طريقة مبتكرة للمساعدة في تقليل الخوف لدى الأطفال الذين يجرون عمليات جراحية، من خلال السماح لهم بقيادة سيارات صغيرة حتى غرفة العمليات.
وكتب المستشفى على موقعه الإلكتروني "عندما يكتشف الأطفال أن بإمكانهم الذهاب إلى غرفة العمليات وهم يستقلون سيارة صغيرة، تضيء وجوههم، وتتلاشى مخاوفهم. وعندما يرى الآباء أطفالهم في وضع مريح، فإنه يشعرون بالراحة أيضا".
وفي مصر، يخصص مستشفى سرطان الأطفال 57357 بالقاهرة، قسما للألعاب والرسم لمنح الأطفال شعورا بالراحة والأمان، وإزالة التوتر والخوف، إضافة إلى ذلك فإن المستشفى يعمل على تحقيق أمنيات الأطفال في رؤية نجومهم المفضلين من الفنانين والرياضيين.
كيف يساعد الآباء أطفالهم؟
التغلب على خوف الأطفال من زيارة الطبيب أو حتى السيطرة عليه أمر بالغ الصعوبة، وكما يسعى بعض المستشفيات لكسر ذلك الخوف، فإن استعداد وتعاون الوالدين قد يسهّل المهمة، وفيما يلي بعض النصائح التي أوردها مقال مختص على موقع بيرنتس Parents، لمساعدة طفلك في الشعور بالأمان عند زيارة الأطباء.
1- بروفة منزلية
أطلع طفلك على الأدوات التي يستخدمها طبيبك عن طريق اللعب بمجموعة ألعاب الطبيب، مثل سماعة الطبيب، وجهاز قياس الحرارة أو اجعله يقوم بدور المريض مرة والطبيب مرة أخرى، إذ من شأن هذا الأمر أن يخفف من توتر الطفل ويهيئه لتلك التجربة.
2- تجنب التحذيرات
تجنب إعطاء طفلك كثيرا من التحذيرات بشأن موعد الطبيب، لأن هذا قد يؤدي إلى زيادة قلقه، وانتظر حتى صباح الزيارة وتحدث بإيجابية عن الطبيب وأهمية زيارته لأنه يساعد في البقاء بصحة جيدة وقوية.
3-ابق قريبا
قد يشعر الطفل بالضعف إذا استلقى على الطاولة أمام الطبيب، وقد يساهم السماح له بالجلوس في حضنك، إذا وافق الطبيب، في شعوره بالأمان والحماية.
4-ابقه هادئا
دع طفلك يتمتع ببعض السيطرة من خلال إعطائه خيارات، واسأل عن أي كرسي يود الجلوس فيه أو أي ذراع يرغب في الضغط عليه، وأثناء التطعيم حاول تشتيت انتباهه بلعبه أو ببعض الحلوى.
5-التحفيز
كل زيارة للطبيب يمكن أن تكون خطوة تقلل من مشاكل المرة المقبلة، من خلال الإشادة بشجاعة الطفل، وضمه وتقبيله، ومكافأته على قوة تحمله عبر اصطحابه لمشاهدة فيلم أو منطقة ألعاب، وكرر مدى فخر الجميع به.
6- ثق بغرائزه
عند اختيار طبيب أطفال، تكون الشخصية مهمة مثل المعرفة والخبرة، ويخاف بعض الأطفال من أي طبيب، لكن إذا بدا طفلك خائفا من شخص الطبيب -وليس التجربة الكلية- فاطلب منه توضيح السبب والتحدث مع آباء آخرين يتعاملون مع الطبيب ذاته، أما إذا ظلت مخاوف طفلك قائمة، فابحث عن طبيب آخر.