انتخب المؤتمر الوطني العام الليبي مساء اليوم مصطفى أبو شاقور, مرشح الجبهة الوطنية المحسوب على التيار الإسلامي, رئيسا جديدا للحكومة بعد منافسة حادة مع رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل. وفاز أبو شاقور بفارق صوتين فقط في جولة الإعادة. وحصل أبو شاقور الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية التي يرأسها عبد الرحيم الكيب على 96 صوتا مقابل 94 صوتا لجبريل. ويضم المؤتمر الوطني العام 200 عضو بيد أن عددا من النواب يقل عن عشرة لم يشارك في التصويت. وأشار مدير مكتب الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد إلى أن توحد الكتلتين الإسلاميتين اللتين قدمتا مرشحين (هما أبو شاقور والبرعصي) ساعد على فوز رئيس الوزراء الجديد, كما أشار إلى تفاهمات على حقائب وزراية جرت بين الكتلتين قبيل جولة الإعادة. وقال إنه كان لأصوات التيار السلفي في المؤتمر الوطني مساهمة كبيرة في فوز مصطفى أبو شاقور, وهو معارض لنظام العقيد الراحل معمر القذافي منذ سبعينيات القرن الماضي, ودرس في الولايات المتحدة. ولد أبو شاقور في ليبيا ودرس بجامعة طرابلس، وحاز درجة البكالوريوس في هندسة الكهرباء، ثم انتقل لباسادينا بكاليفورنيا ليلتحق بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وهناك حاز درجة الماجستير سنة 1977، والدكتوراه سنة 1984 في ذات المجال. أصبح أبو شاقور في السبعينيات معارضاً لنظام معمر القذافي. وخلال عمله بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، عمل مع معارضين ليبيين في الولايات المتحدة، وتعرف إلى العديد من المعارضين بجامعة طرابلس، ومنهم عبد الرحيم الكيب، سنة 1971، وأصبح خلال ثورة 17 فبراير ثاني رئيس وزراء لليبيا ما بعد القذافي. استمر تواصل أبو شاقور مع الكيب ومعارضين آخرين عندما انتقل إلى كاليفورنيا، حيث انضم كثير منهم إلى جامعاتها، ودفعهم هدف الإطاحة بنظام القذافي ليعملوا على إنهائه مدة ثلاثة عقود. زار أبو شاقور ليبيا القذافي آخر مرة عام 1980، مودعاً أهله قبل أن يبدأ مع زملائه في المعارضة علناً. ساهم في خلق قيادة عدة مجموعات معارضة، ومنها الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. ونتيجة أعماله السياسية، وضِع على قائمة المطلوبين لدى القذافي أوائل 1981، فأقام في المهجر مع زملائه مدة 32 سنة. في مايو 1984، حاولت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا الإطاحة بنظام القذافي، وأدى فشل ذلك إلى إعدام الكثير من المعارضين الليبيين الذين قد درسوا في الولايات المتحدة، واعتقال عدد آخر. وبثت التلفزة الليبية مساءلتهم وإعدامهم، وذكر اسم أبو شاقور عدة مرات خلال هذه المساءلات، وسببت هذه الاعترافات مصاعب كبيرة للسنوات التالية. في بداية الحرب الليبية 2011، شرع المجلس الوطني الانتقالي في تعيين ممثلين له من مناطق ومدن ليبيا الغربية، من أجل خلق جبهة موحدة ضد نظام القذافي، وسببت القبضة الأمنية الشديدة للنظام في الغرب أن يختار المجلس من ليبيي المهجر ليمثلوا العديد من المناطق الغربية، للحفاظ على سلامة معارضي الداخل في تلك المناطق. وانضم أبو شاقور لممثلي الغرب والوسط والجنوب عندما اتجهوا إلى بنغازي، ليؤكدوا مساندتهم للمجلس، فسافر إلى بنغازي لحضور المؤتمر التأسيسي شهر مايو 2011، ليخطو التراب الليبي لأول مرة بعد غربة دامت 32 عاماً.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.