9.97°القدس
9.74°رام الله
7.85°الخليل
14.06°غزة
9.97° القدس
رام الله9.74°
الخليل7.85°
غزة14.06°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

خبر: احترموا عقل المواطن

في الأزمات الاجتماعية يبحث المسئولون عنها عن كبش فداء يضحون به على مذبح خداع وتضليل الجماهير والرأي العام عن المسئول الحقيقي عن الأزمة. استمعت بالأمس قبل منتصف الليل لبرنامج حواري أجراه تلفزيون فلسطين (تلفزيون الوطن؟!) مع الناطق الإعلامي باسم حركة فتح، ومع رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، ومع محافظ الخليل وآخرين، ولهم جميعًا التقدير والاحترام. الاحترام لا يمنع النقاش المسئول، وبالذات حين يرتفع منسوب المغالطات، ويختلط الحابل بالنابل، من أجل إقناع الناس بالوهم والعوامل الخفية، على حساب الحقائق اليقينية، والمشاهدات العينية، لقد جهد، أو قل بذل أقصى جهده، واستخرج ما في جعبته من بلاغة كلام، الناطق باسم فتح ليقنع المشاهدين والسامعين، أن الاحتجاجات الاجتماعية التي تجري في مدن وقرى الضفة ضد الغلاء، ورفع الأسعار، والفساد المالي والإداري، هي أولاً - من صناعة حماس. وهي ثانيًا- من صناعة الانقسام. وهي ثالثًا- من صناعة الاحتلال. وأنا أتفق معه أن الاحتلال هو أساس كل مشاكل الشعب الفلسطيني، وهو يتدخل في تفاصيل حياتنا، وهو الذي يدمر مستقبلنا، فعلى الاحتلال اللعنة الأبدية ليوم الدين، ولكن المتحدث الكريم مرّ على المحتل مرورًا سريعًا وأطال، ثم أطال في الإساءة إلى حماس وتحميلها المسئولية عن الاحتجاجات الشعبية وعن أعمال العنف في نابلس، وكان في الشريط الإخباري عبارة (حماس تدير الاحتجاجات من غرفة عمليات في الداخلية؟!). بما يعني أن محرر التلفزيون يؤيد ما يقوله الناطق الإعلامي باسم فتح، وهذا التأييد ليس مزعجًا، وإنما المزعج أن يزعم مدير البرنامج أن هذا هو تلفزيون الوطن؟! تلفزيون فلسطين كل فلسطين؟! وهو في الوقت نفسه يهاجم نصف الشعب الفلسطيني وكأن حماس نزلت إلى الأرض من كوكب آخر؟! ما شجعني أن أعقب على هذا التضليل الإعلامي المؤسف هو موقف (عدلي يعيش) رئيس البلدية الذي رفض الإساءة إلى حماس أو اتهام عناصرها بالهجوم على البلدية، أو تخريب المنشآت العامة، الأمر الذي يعني أن التضليل الإعلامي للناطق وللتلفزيون لم يحقق أهدافه، وأن وعي الشعب الفلسطيني مازال بخير وعافية. حماس في الضفة جزء من الشعب المتضرر بالفساد وبالغلاء وبالتنسيق الأمني ومن حق أفرادها أن يشاركوا في الاحتجاجات الشعبية، وأن ينتقدوا حكومة فياض ويطالبوا برحيله، وهذا أدنى حقوقهم، ولكن الانتفاضة الاجتماعية هذه هي من صناعة طبقات المجتمع كله. أما شماعة الانقسام فلست أدري لماذا حملها الناطق الرسمي ومدير البرنامج المسئولية الأساسية عن الغلاء، وسرقة الأموال والفساد، وحالة الاحتجاج المجتمعي على السياسات الفاشلة على المستوى الاقتصادي والسياسي. الانقسام ليس حالة صحية، وليس علامة عافية، ولكن لا علاقة له برفع الأسعار والغلاء، والفساد المالي والإداري، لأن مخرجات هذا الفساد تنبع من حكومة فياض، واتفاقية باريس الظالمة، وسياسة الاحتلال، وفشل مشروع أوسلو على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، والانقسام نفسه هو من مخرجات هذا المشروع المسيء للقضية الوطنية.