على أرض سيناء المصرية سال الدم العربي الواحد، سال دم الفلسطينيين والمصريين بالرصاص الإسرائيلي الواحد، لقد سال قطرة قطرة دم الكرامة العربية التي ترفض القطرية، ولا تخضع لتعليمات اتفاقية "سايكس بيكو"، ولا تؤمن إلا بوحدة أرض العرب التي مزقها وجود الغاصب الصهيوني. سيسجل التاريخ الحديث أن سنة 2011، هي سنة الشعب العربي المصري، وهي السنة الفارقة في سياسته بين الأبيض المقاوم والأسود المتآمر، وهي السنة التي انجلت عن جبين مصر الأخضر العربي المعادي للأزرق الصهيوني، وهي السنة التي صار فيها الجيش المصري حامياً لظهر المقاومة، بعد أن كان ضامناً لأمن إسرائيل، على مدار السنوات العجاف التي دمر فيها نظام حسني مبارك وحدة حال العرب، وسود حياة المصريين. فمنذ إلقاء القبض على الضابط المصري "أيمن حسن" الذي صوب رصاصاته العربية على رأس الإسرائيليين سنة 1990، فقتل منهم 21 جندياً، وجرح 20، منذ ذلك التاريخ والجندي المصري يتلقى الرصاص الإسرائيلي بصدره المكشوف، ولا يتجرأ على الرد، فقد كسرت اتفاقية "كامب ديفيد"عنق بندقيته، وهيأته لتحمل قصف الطائرات الإسرائيلية، وأقنعته بضرورة أن يموت بصمت وهدوء، ليثبت براءته من دم اليهود، ولئلا يكون مصيره السجن الذي هرس عظم الجندي البطل "أيمن حسن" ولئلا يلحق بمصير البطل المصري الجندي "سليمان خاطر" الذي قتل سبعة إسرائيليين سنة 1985، فأودع السجن حتى ارتقى شهيداً. لقد تمت التضحية بمئات الضباط والجنود المصريين الأبرياء دون أن يسمح لأيهم بأن يدافع عن نفسه. حتى جاء اليوم العربي الغاضب، اليوم الذي يقف فيه الجندي المصري على قدميه، ويدوس عملياً على "اتفاقية كامب ديفيد" ويعلن برصاصاته عن انتمائه إلى الشعب المصري الثائر في ميدان التحرير، اليوم تجرأ الجندي المصري، وكسر حاجز الصمت والخوف، وصوب بندقيته، وقتل الجنود الإسرائيليين بلا وجل، وارتقى شهيداً، وعينه تلتفت إلى الجيزة في القاهرة، إلى شعب مصر العربية الذي يحاصر سفارة الإسرائيليين، ويصرخ بكل وجدانه: لن نسمح لقوة على وجه الأرض بأن تكبل يد الجنود الغاضبين، ولن نسمح لبشرٍ أن يسألهم بوقاحة الغاصبين: لماذا وقفتم شامخين، ودافعت عن أرض العرب والمسلمين؟. ضمن هذه الأجواء العربية الرافضة للمذلة، فإياكم أن تصدقوا الخبر المدسوس الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام، والذي يقول: إن مصر العربية نقلت رسالة تحذير إسرائيلية إلى حركة حماس، وبغض النظر عن مضمون الرسالة ـ لا تصدقوا هذا الخبر، فمصر العروبة أمٌ لفلسطين، ولم تعد ساعي بريد الخراب والتخويف، ولا ترضى كرامة المصريين أن تنكفئ إلى زمن "حسني مبارك"، وتنقل رسائل اليهود المتطرفين إلى العرب المسلمين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.