سعيد بروفسور عراقي اضطرته ظروف العراق للهجرة مع زوجته إلى بلد عربي طلبا للرزق وقد ارتاح في ذلك البلد وكون نفسه ورزقه الله بطفل وذهب سعيد لإتمام إجراءات الحصول على جنسية وجواز لطفله فإذا به يفاجأ في السفارة العراقية بأنهم لايصدرون جوازات جديدة وانه يجب أن يراجع السفارة العراقية في بلد مجاور كي يحصل على جواز لطفله . ذهب سعيد إلى البلد المجاور وراجع السفارة فاخبروه بان لا جواز يصدر بدون أن يكون الطفل حاضرا اعترض سعيد واخبر القنصل أن خروج الطفل من بلد ودخوله إلى بلد آخر وهو لا يحمل جواز سفر أمر مستحيل فكان رد القنصل بسيطا وواضحا :عيني هاي تعليمات من بغداد وما نقدر نسوي شي لو جيب الطفل لهنا أو روح للعراق اصدر له جواز. وبعد مراجعات ومحاولات متعددة استمرت أكثر من سنتين وبعد تفكير مطول قرر سعيد وزوجته الذهاب إلى العراق كي يتم إصدار جواز لطفلهما لأنه من غير المعقول أن يبقى بدون أي أوراق ثبوتية في بلد آخر . وعند نهاية معركة الروتين والبيروقراطية مع السفارة العراقية تم إصدار وثيقة سفر مؤقتة للطفل تخوله السفر فقط إلى العراق وبعدها ذهب سعيد لشراء تذاكر ووجد بصعوبة تذاكر على شركة طيران تطير إلى بغداد ولكن عبر مطار آخر (ترانزيت ) . وفي اليوم الموعود ذهب الجميع إلى المطار وقدم سعيد ورقة العبور إلى موظف الجوازات الذي ختمها وذهب الجميع سعداء إلى البوابة لركوب الطائرة وهناك جاءتهم الصدمة حيث قال لهم موظف شركة الطيران :هذه الورقة لاقيمة لها ما لم تختم من قبل وزارة الداخلية . استغرب سعيد وقال :ولكن الجوازات رضيت بها وختمتها فماهو اعتراضك ؟ رد عليه الموظف :جوازات هذا البلد قبلت بها ولكن جوازات البلد الذي ستتوقف فيه ترانزيت لا تقبل بها ولذا فعليك إلغاء رحلتك والعودة بعد ختم الورقة من الداخلية . عاد الجميع يجرون أذيال الخيبة إلى البيت وذهب سعيد في اليوم التالي لختم ورقة العبور وبعد عدة أيام من المراجعات ختمت الورقة أخيراً وتم تم تحديد موعد ثان للسفر بعد شهر لعدم توفر مقاعد . في احد الأيام تلقى سعيد مكالمة هاتفية من شركة الطيران حيث قالت له الموظفة : مبروك سيد سعيد فان الكمبيوتر يشير إلى اتمام ابنك السنتين اليوم Happy birthday فرح سعيد بهذه البادرة اللطيفة وقال :شكرا لكم وهذه بادرة جميلة أن تهنئوني بعيد ميلاد ابني , هل هناك هدايا تقدمونها بهذه المناسبة ؟ قالت الموظفة وهي تضحك :هدايا ؟؟ لا سيد سعيد الهدف من المكالمة إخبارك أن ابنك قد أتم السنتين وبالتالي لم يعد بإمكانه السفر بدون حجز مقعد وعليك القيام بذلك . تمالك سعيد نفسه بصعوبة وقال :طيب ياسيدتي احجزي له مقعد لو سمحت . قالت له الموظفة :للأسف ليس لدينا أي مقاعد خالية في الدرجة السياحية التي حجزت فيها أنت وزوجتك وليس لدينا مقاعد سوى في الدرجة الأولى !! فزع سعيد وقال :ولكن الدرجة الأولى قيمتها أربع أضعاف الدرجة السياحية, وثم هل سأرسل ابني ليجلس وحده في الدرجة الأولى هذا كلام غير منطقي . ردت عليه الموظفة كالإنسان الآلي :هذه مشكلتك يا سيدي وإذا لم ترغب فيمكنني أن أغير حجزك إلى بعد 3 أشهر . قال سعيد :3 أشهر ؟؟؟ ولكن إجازتي ستنتهي وصلاحية ورقة العبور ستنتهي صمت ……………………. وأخيراً رضخ سعيد واشترى التذكرة الميمونة وهو يدعو بكل خير للحكومة العراقية ( الديموقراطية ) ولشركة الطيران( المتفهمة ) وسافر هو وأهله في الطائرة في الدرجة السياحية وبقي مقعد الدرجة الأولى خاليا , بعد أن تعاهد وزوجته على عدم إنجاب أطفال آخرين قبل الحصول على موافقة جميع الجهات الرسمية ومن ضمنهم شركات الطيران المحلية والعالمية . جميع أحداث هذه القصة حقيقية عدا اسم الشخص.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.