في متابعة الصحف العبرية، الأحد 23/9/2012، برز خبر إقرار الموازنة الإسرائيلية على الصفحة الأولى للصحف العبرية مما ينذر بأزمة إتلافية ستؤدي إلى دعوة مبكرة للانتخابات. صحيفة "معاريف" نقلت عن أوساط مطلعة في (الكنيست) قولها :"على ضوء عدم توفر تأييد واسع لمشروع الميزانية بين أعضاء كتل الائتلاف، تتعاظم احتمالات تقديم موعد الانتخابات للكنيست في نهاية شباط – آذار 2013". الصحيفة كشفت النقاب عن قيام نتنياهو باتصالات خلال الأيام الماضية بين كتل الائتلاف الحاكم إلا أن الحديث عن النتائج سابق لأوانه، بل على العكس من ذلك فإن كتلتي: "إسرائيل اليوم" و"شاس" أبديتا اعتراضاً كبيراً لمشروع الميزانية. وقدر رئيس لجنة المالية الأسبوع الماضي بأنه سيكون من الصعب تجنيد أغلبية برلمانية في صالح الميزانية. وفي ذات السياق وتعبيراً عن الأزمة التي يعيشها الكيان وخاصة في البعد الاقتصادي والسياسي كتبت صحيفة "يدعوت" العبرية " إن أنف الشعب (الإسرائيلي) مدفوناً عميقاً في التراب.. تصدع التفاؤل الخالد لدينا، نصف الإسرائيليين فقط يعرفون أنفسهم بأنهم متفائلون، وهي نسبة منخفضة على نحو خاص". كاتب إسرائيلي علّق على هذا المعطى قائلاً :"أنا لا أتذكر رأس سنة على هذا القدر من انعدام فرحة الحياة، نحن نعيش حالة من التوجس والخوف مع كل يوم قادم". حديث الخشية علق السعادة في (إسرائيل) على عدم نشوب حرب مع إيران، نقل الملحق الاقتصادي لصحيفة "هارتس" عن مكتب الإحصاء المركزي " إن التقديرات والتوقعات الأولية لأداء الاقتصاد في العام 2012 مشجعة، على افتراض أن حرباً مع إيران لن تندلع، إذا حدثت معجزة الأمنيات فسينمو الاقتصاد بمعدل 3.5 % ، مصاحبا ذلك ارتفاع في التصدير بـنسبة 6.5 % والاستهلاك الخاص بـ 3 %. ". وفي سياق قريب لذلك، محافظ (بنك إسرائيل) تحدث عن العلاقة الاقتصادية مع السلطة والأزمة الاقتصادية فيها قائلاً :" رغم الجدال داخل الحكومة، نحن نريد الحفاظ على علاقات جيدة مع السلطة؛ لتحسين وضعها لأن هذا مهم لنا". وتابع :"وضع السلطة في الضفة الغربية صعب على نحو خاص بسبب مشكلة كبيرة في الميزانية حيث ترجع أسبابها إلى أنه في السنوات الأخيرة لم تصل المساعدات من دول الخليج"، مضيفاً "نحاول مساعدة السلطة ومعالجة مشاكل الميزانية لديها، ولكن هذا ليس سهلاً. "سلام فياض" سيضطر إلى عدم دفع رواتب تموز، وهذا سيخلق لنا مشكلة وهياج في الشارع. ليس لدينا الكثير من الأدوات لمساعدة السلطة". وفي ذات السياق وتفسيراً للأزمة الاقتصادية في (إسرائيل) وتوقعات المستقبل، أشار المحافظ إلى ما سماه بـ"سحابة عدم اليقين" التي نشأت نتيجة للمشكلة الإيرانية تؤثر على الاقتصاد. وهي تؤثر سلباً على المستثمرين الأجانب وعلى الاستثمارات برغم أن أغلب الاستثمارات هي إسرائيلية. وفي الختام تناولت صحيفة "إسرائيل اليوم" التغيرات في المشهد العربي وأثر ذلك على العلاقة مع الغرب في ظل موجة الرسوم المسيئة للنبي "محمد صلى الله عليه وسلم" قائلة :"لقد بات الهدف المشترك بين المتظاهرين ونظم الحكم القائمة في دول الربيع العربي وهو الحد من التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط ، حيث أُنشئت في تونس ومصر واليمن أنظمة إسلامية تتصل بالإخوان المسلمين ، وكذلك رئيس وزراء ليبيا في نظر كثيرين يعتبر من السياسيين الذين لهم علاقات قوية مع الإخوان. وتضيف الصحيفة أن جميع أذرع الإخوان المسلمين شريكة في السعي إلى الحد من التأثير الأمريكي في الشرق الأوسط والذي سيفضي في نهاية الأمر إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة. كاتب إسرائيلي اعتبر أن الربيع العربي "أنشأ ظروفا جديدة في العالم العربي تُغذي التوجه المعادي لأمريكا. وفي الصعيد الاقتصادي لم يُفض الربيع العربي إلى تحول ذي مغزى وإلى الازدهار المنشود". وقال "إن احتمال الاستثمارات الامريكية في الدول التي يسيطر عليها الاخوان المسلمون ليس كبيرا على نحو خاص. اذا كان الشارع العربي يعتقد بأن "حصان الربيع العربي" هو "حصان أمريكي" فإن بانتظاره أنه يتهم واشنطن بالأزمة الاقتصادية التي ستحتدم في السنوات القريبة القادمة".