يا الله, الدنيا تغيرت, تحررت, كل ما فيها غريب, عجيب, التوقيت الشتوي يبدأ في الصيف, مع أن الشتاء يبدأ في نوفمبر, والناس تنام ساعة كاملة رغماً عن أنفها, فتخسر ساعة أخرى محسوبة على الظلام, مع أن الشمس تحرق شباك الغرفة بأشعتها ولا تزال الساعة السابعة, زاد الكسل, وطال العمل, وعدنا من العمل للبيت ليستقبلنا آذان المغرب بصوته الندي. غريب أمرنا أيضاً, ما أن يبدأ الشتاء, ويرفرف حولنا, ويبدأ في منتصفه, حتى تعلن الحكومتان في رام الله وغزة بالتزامن مع إعلان الاحتلال الإسرائيلي بدأ التوقيت الصيفي والأمطار تنزل!!! ضحكت فأفحمني الضحك حينما قال لي صديق: أن التوقيت الشتوي يتيح لنا أن نزيد سهرتنا الليلية ساعة أخرى!! شعرت من كلامه أننا نسهر في "الريفيريا الفرنسية" دون انقطاع للتيار الكهرباء, ولا رائحة المجاري التي تفوح على مخيمنا صاحب الكثافة السكانية العالية, بعد مخيم جباليا منذ "عصر الديناصورات". "تَكْتَكْتُ الغبار" عن "كَانُونْ النار", وأرسلت بطلب عاجل لمجلس الأخشاب ليمدني بما لذ وطاب, من خشب الليمون, والزيتون, والجوافة, مع بعض "جَرِيدْ النخيل", لأبدأ رحلة الشتاء باكراً, لأن الصيف سيعود باكراً, وأنزلت بريق الشاي "أسود اللون" من كثرة النيران التي أكلت جسده, واتصلت على رفاقي, وجلسنا جلسة الشتاء مع بدء توقيته, ولكن المختلف في بدء الشتاء, أن النار موقدة, والحر شديد, والمروحة تعمل..... شتاء بالمروحة يا هؤلاء.