أحاط آلاف الثوار الليبيين الثلاثاء باب العزيزية, مقر إقامة العقيد معمر القذافي المحصن, استعدادا لهجوم شامل ينهي المقاومة التي تبديها بقايا النظام في العاصمة طرابلس ، فيما سيطر آخرون على مطار العاصمة وخزانات الوقود فيها. وقال المراسل إن آلاف الثوار من الجبل الغربي ومصراتة ومن طرابلس ومدن أخرى تقدموا على متن مئات السيارات, وباتوا على مسافة مئات الأمتار من المجمع الذي يعتقد أن القذافي وأبناءه ومئات أو ربما آلاف المقاتلين يتحصنون داخله ، فيما تواترت أنباء عن دخول إحدى بواباته. وأضاف أن الثوار قدموا اليوم من محورين, والتقى المئات منهم في ميدان الشهداء (الساحة الخضراء سابقا) . وأوضح مراسل الجزيرة أن الثوار الذين استقدموا أسلحة ثقيلة أحاطوا بمجمع القذافي ولكن ليس من كل الجهات باعتبار أنه يمتد على ستة هكتارات, ويصعب تطويقه بالكامل. وتابع أن الثوار في انتظار أوامر من قادتهم لبدء الهجوم النهائي الذي سبقته اشتباكات في محيط باب العزيزية وصفتها وكالة فرانس برس بالعنيفة, كما سبقه تحليق طائرات أطلسية. ونقل المراسل عن بعض الثوار أنهم يعتقدون أن دفاعات باب العزيزية ضعيفة مع أن بعض مصادر الثوار تقدر أن عدد القوات المتحصنة في المجمع ربما يصل إلى ثلاثة آلاف فرد مجهزين بأسلحة ثقيلة بينها دبابات. وكان أبو بكر المصراتي -وهو أحد الثوار المشاركين في عمليات طرابلس- قد قال للجزيرة إنه تم القبض على ثلاثة من القناصة كانوا يطلقون النار من إحدى البنايات وسط طرابلس التي يسيطر الثوار على معظم أحيائها. وكانت أولى الاشتباكات بين الثوار ومقاتلي الكتائب حول باب العزيزية قد وقعت أمس, ووصفتها وكالة الصحافة الفرنسية بالعنيفة. وتوقع عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليلة الماضية -في تصريحات للجزيرة- معارك ضارية حول المجمع. وقال الثوار إن مقاتلي الكتائب أطلقوا أمس نيران أسلحة ثقيلة من داخل المجمع في حي سيدي خليفة المجاور مما أدى لإصابات بصفوف المدنيين. وتحسبا للمعركة الحاسمة المرتقبة, استقدم الثوار أمس ما لا يقل عن خمسمائة مقاتل من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وعشرات الآليات المحملة بالعتاد. وبين المقاتلين كثيرون ممن خبروا قتال قوات القذافي. وكان الثوار بطرابلس قد أعلنوا أنهم سيطروا على معظم أحياء العاصمة لكنهم لم يتمكنوا بعد من دخول مناطق في حيي بوسليم والهضبة الخضراء ومجمع باب العزيزية ومرافق قريبة منه مثل فندق "ركسوس" الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب ويسيطر عليه حتى الليلة الماضية مسلحون موالون للقذافي. وقالت الناشطة أسماء الطرابلسي للجزيرة صباح اليوم إن الوضع آمن وهادئ في الأحياء التي دخلها الثوار مثل سوق الجمعة وتاجوراء وفشلوم, والتي أقيمت فيها نقاط تفتيش كثيرة. [title]قطع إمدادات[/title] وأعلن ثوار مصراتة في الأثناء أنهم تصدوا لرتل حافلات قادمة من سرت كانت تنقل مئات المقاتلين المؤيدين للقذافي. وكان هؤلاء في طريقهم إلى مدينة بني وليد ومنها إلى طرابلس، إلا أن ثوار مصراتة اعترضوهم قرب منطقة السدادة التي تقع على مسافة ستين كيلومترا عن مدينة تاورغاء. وبث المجلس الإعلامي لمصراتة شريطا مصورا ظهر فيه ثوار على مقربة من حافلة تحترق. وأعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الكتائب أطلقت أمس صاروخا من طراز سكود من سرت على مصراتة إلا أنه أخطأ هدفه. وبينما يستعد ثوار طرابلس للمعركة الفاصلة, تجاوز زملاؤهم اليوم ميناء راس لانوف النفطي بعدما حرروا البريقة بالكامل أمس. وقال مراسل للجزيرة في وقت سابق إن ثوار الجبهة الشرقية بلغوا بلدة العقيلة بعدما أجبروا قبل ذلك الكتائب على التقهقر من البريقة إلى بلدة بشر (20 كيلومترا إلى الغرب). وأفادت أنباء بأن الثوار باتوا يسيطرون على الخمس شرق طرابلس, والعجيلات على الطريق الساحلي بين الزاوية والحدود التونسية. وكانت مدينة زوارة القريبة من معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس قد انتفضت بدورها، إلا أن سكانها أكدوا أنها تتعرض للقصف بالصواريخ وقذائف الهاون من موالين للقذافي. وفي الجنوب, تعرضت مدينة سبها لقصف صاروخي من الكتائب أوقع أربعة قتل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.