علق حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يرأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الأحكام التي أصدرتها المحكمة الجزائية السعودية ضد المتهمين بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في أسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018.
وبحسب وكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول" قال متحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي تعليقا على أحكام القضاء السعودي بخصوص مقتل خاشقجي: "ندعو إلى الشفافية وإقامة قضاء محترم ونذكّر بضرورة عقد محكمة بمعايير محكمة عليا في إسطنبول تحت إشراف المؤسسات الدولية".
وحكمت السعودية اليوم الاثنين بإعدام خمسة أشخاص وسجن ثلاثة آخرين في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي العام الماضي وقالت إن القتل لم يكن بنية مسبقة، في حكم انتقدته محققة من الأمم المتحدة ووصفته بأنه "استهزاء" بالعدالة، بحسب "رويترز".
وقال شلعان الشلعان وكيل النيابة العامة والمتحدث باسمها إن المحكمة ردت طلب المدعي العام بمعاقبة الثلاثة المتبقين من بين 11 شخصا خضعوا للمحاكمة وتوصلت إلى عدم ثبوت إدانتهم في القضية. ولم يكشف عن اسم أي متهم حتى الآن.
وقال الشلعان "تحقيقات النيابة العامة أظهرت أنه لا توجد أي نية مسبقة للقتل... وكان القتل لحظيا" وهو ما يتعارض مع ما توصل إليه تحقيق بقيادة الأمم المتحدة.
وشوهد خاشقجي للمرة الأخيرة عند القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 حيث ذهب إلى هناك لتسلم أوراق لازمة لزواجه. وأشارت تقارير إلى تقطيع جثة خاشقجي وإخراجها من المبنى. ولم يُعثر للجثة على أثر.
وتم تقديم 11 متهما سعوديا للمحاكمة بشأن مقتله وذلك في إجراءات سرية بالرياض.
وذكر التحقيق الذي قادته الأمم المتحدة في فبراير/ شباط أن الأدلة أشارت إلى "قتل وحشي ومتعمد دبره وارتكبه" مسؤولون سعوديون.
وقال النائب العام السعودي في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي إن سعود القحطاني، وهو مستشار بارز سابق بالديوان الملكي، تناقش مع الفريق الذي قتل خاشقجي بخصوص أنشطة الصحفي قبل دخوله القنصلية السعودية.
وأضاف النائب العام أن القحطاني كان يتصرف بتنسيق مع نائب رئيس المخابرات السعودية أحمد عسيري الذي قال إنه أمر بإعادة خاشقجي من تركيا وإن قائد فريق التفاوض هو من قرر في وقت لاحق قتل الصحفي.
وأقيل القحطاني وعسيري من منصبيهما لكن عسيري فقط هو من خضع للمحاكمة.
وقال الشلعان اليوم الاثنين إن عسيري خضع للمحاكمة وتم إخلاء سبيله لعدم كفاية الأدلة مضيفا أنه جرى التحقيق مع القحطاني لكن لم توجه إليه اتهامات وتم الإفراج عنه.
وذكر الشلعان أن فريق التفاوض قرر قتل خاشقجي عندما ظهرت له استحالة نقل الصحفي إلى مكان آمن لاستكمال المفاوضات.
وأضاف ردا على أسئلة الصحفيين "تم الاتفاق والتشاور مع رئيس هيئة التفاوض والجناة على قتل المجني عليه داخل القنصلية".
وقالت تركيا اليوم الاثنين إن نتائج المحاكمة في قضية مقتل خاشقجي أبعد ما تكون عن تحقيق العدالة وكررت دعوتها للسلطات السعودية للتعاون القضائي في القضية.
وقال حامي أقصوي المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في بيان "إن كون تفاصيل مهمة لا تزال طي الكتمان مثل مصير جثمان خاشقجي وتحديد المحرضين على قتله وإن كان هناك أي متعاونين محليين يعد قصورا أساسيا في تجلي العدالة ومبدأ المساءلة".
وأصدرت المحكمة الجزائية بالرياض أحكام الإعدام بحق الخمسة "وهم المباشرون والمشتركون في قتل المجني عليه" فيما صدرت أحكام السجن المتفاوتة بحق الثلاثة "لتسترهم على هذه الجريمة ومخالفة الأنظمة".
وأشار الشلعان إلى أن التحقيقات أثبتت أنه لا توجد "عداوة مسبقة" بين المدانين وخاشقجي.
وهذه الأحكام قابلة للاستئناف.