يشهد العالم منذ سنوات تطوراً كبيراً في مجال التكنولوجيا. والتواصل مستمر في اختراع أدوات تسهّل عيش الناس وترفع من جودتها، حيث تأتي الهواتف الذكية واللوحات الرقمية على رأس هذه الأدوات التكنولوجية، ويستعملها مئات الملايين حول العالم. وهذا الاستخدام لا يخلو من المخاطر على صحة الإنسان، خصوصاً صحة العين، ولا سيما في الأوقات التي تسبق النوم.
في حديث لـ«الجمهورية»، تناول الدكتور فادي سعد، الاختصاصي في طب وجراحة العين، ومؤلف بحوث طبية منشورة في مجلات طبية وعلمية عالمية، وصاحب عيادة خاصة في الحازمية، وأستاذ جامعي سابق في باريس ولبنان – USJ والجامعة اللبنانية، موضوع صحة العين في عصر يقضي الإنسان معظم وقته أمام الشاشات.
ما هو الضوء الأزرق؟
يقول د.سعد: «الضوء الأرزق هو الضوء الاصطناعي المنبعث من أجهزة الهواتف والأجهزة الضوئية. وهو يتكوّن من موجات كهرو – مغناطسية. عند قصر طول الموجة، يتمكن الضوء الأزرق من إنتاج طاقة كبيرة تسبب أضراراً للعين».
مصادره
«المصدر الأساسي للضوء الأزرق هو ضوء الشمس، وهو مسؤول عن إعطاء السماء لونها الأزرق. المصدر الثاني هو إضاءات الشاشات الرقمية. عندما تكون سماكة الشاشة أقل من 2 سم، تكون مصنوعة من الـLED. والمصادر الأخرى هي إضاءة الـLED وإضاءة الـflorescent».
منافعه
يُستَعمل الضوء الأزرق لـ:
“• علاج بعض الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم (فهو يدفع الجسم إلى فرز أكسيد النتريت).
• يحمي من أمراض القلب: يخفف من احتمال الإصابة بتصلّب بالشرايين وينظّم معدل ضربات القلب.
• يوقظ الجسم في الصباح.
إذاً، الجسم بحاجة الى أن يتعرّض للضوء الأزرق في الصباح. فإذا أعتمنا غرفة النوم، يصعب علينا الاستيقاظ في الصباح، أما إذا سمحنا لضوء الشمس بالدخول إلى غرفة النوم، نستيقظ تلقائياً عند التعرّض للضوء الأزرق من الشمس».
أضراره
على المدى القريب:
عند استخدام الهواتف واللوحات الذكية لعدة ساعات، يمكن الشعور بالحرقة والانزعاج الناتج من جفاف العين مع الشعور بالصداع، حيث أنّ استعمال هذه الشاشات يقلّل من رمش العين المصممة للرمش 15 مرة في الدقيقة الواحدة. فعند التركيز على رسالة خطية على الشاشة مثلاً، يقلّ عدد مرات الرمش، فيتبخر السائل على العين ولا ترمش العين للتزود بالمزيد منه، مما يتسبب بجفاف العين الذي بدوره يؤدي إلى غباش في الرؤية مع الشعور بالحكة والتحسس، مع إمكانية تشنج العين (Digital eye strain syndrome) والصداع.
على المدى البعيد:
أثبتت الدراسات أنّ التعرّض المُبالغ به للضوء الأزرق يؤذي اللصقة الصفراء عند الكبار في السن، ويؤدي الى الإعتام في عدسة العين. كما يسبب الضوء الأزرق اضطرابات في النوم، نتيجة تراجع الجسم عن ضخ هرمون الميلاتونيم المسؤول عن عملية إرخاء الجسم أثناء النوم. وينتج من ذلك التشتت الذهني للفرد وضعف الذاكرة».
ضرره على الأطفال
بحسب د. فادي سعد، «إنّ اعتبار الهواتف واللوحات الإلكترونية حلاً لإسكات الطفل، خطأ كبير قد يؤدي إلى ظهور تشنج في عضلات العين وإلى قصر النظر لديه».
«إنّ اعتبار الهواتف واللوحات الإلكترونية حلاً لإسكات الطفل خطأ كبير قد يؤدي إلى ظهور تشنج في عضلات العين وإلى قصر النظر لديه».
لتجنّب الأشعة الزرقاء، يقدّم د. سعد النصائح التالية لمستخدمي الهواتف واللوحات الذكية:
• إبعاد الجهاز عن العين.
• تكبير الخط ليخف مجهود العين لدى القراءة. حيث بيّنت دراسات أنّه كلما صغر الخط، زاد الضرر والانزعاج.
• استعمال فيلتر للضوء الأزرق (من خلال النظارات مثلاً).
• استعمال بعض التطبيقات التي تعمل على تخفيف قوة الضوء.
• استعمال الشاشات فقط للعمل.
• عدم استعمال الشاشات في المنزل.
• الحد من استعمالها قدر الإمكان.
• الامتناع أبداً عن استعمالها على الأقل ساعة قبل النوم.
• استراتيجية الـ20-20-20: تُعتَبَر استراتيجية الـ20-20-20 جيدة، ويمكن استعمالها لكل الأجهزة الذكية، من كمبيوتر إلى لوحات رقمية وهواتف، وهي عبارة عن:
إراحة العين لمدة 20 ثانية يتمّ النظر فيها إلى مدى 20 قدماً (حوالى 6 أمتار) مع مرور كل 20 دقيقة من العمل المتواصل أمام الشاشة، مما يخفف من الضرر. ويمكن تطبيقها على جميع الأعمار».