بينما يُعتقد أن فيروس كورونا الجديد حيواني المنشأ، رجّح باحثون صينيون أن تكون الثعابين- وتحديدًا أفعى كرايت أو ما تُعرف بـ"الكوبرا الصينية"- السبب وراء تفشّي الفيروس القاتل وتجاوزه خارج حدود الصين، حيث أصاب عدة أشخاص في 5 دول أخرى في غضون 23 يومًا، موديًا بحياة 17 شخصًا في مناطق متفرقة بالصين، بحسب الأرقام الرسمية المُعلنة.
يُعرف هذا النوع من الثعابين - المعروف أيضًا بـ"الأفعى التايوانية أو الأفعى الصينية"- بأنه من الأنواع شديدة السُميّة التي توجد في وسط وجنوب الصين وفي جنوب شرق آسيا، وفق السي إن إن.
وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إلى أنه تم الإبلاغ عن أولى الحالات المُصابة بالفيروس القاتل في أواخر ديسمبر الماضي بسوق للمأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية، وسط الصين، وانتشر بعدها سريعًا في أنحاء عدة من البلاد، حيث نقل مُسافرين من ووهان العدوى إلى آخرين داخل مدن ومُقاطعات صينية أخرى، وفي 5 دول خارج حدود الصين، بينها الولايات المتحدة.
ومن أجل التعرف على كيفية تفشيّ الفيروس القاتل، عمد علماء في الصين إلى فحص عينات من مُصابين به بعد أن تم عزلهم، وحللوا باستخدام أجهزة الميكروسكوب رموز البروتين المرتبطة به ليخلُصوا إلى أن المُسبب لذلك الوباء فيروس كورونا جديد ينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا، التي تضم أنواعًا عدة من بينها المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة المعروفة باسم "سارس" ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، التي قتلت المئات على مدى الأعوام الـ17 الماضية.
وقامت منظمة الصحة العالمية بتسمية الفيروس القاتل المُكتشف حديثًا باسم "كورونا الجديد" أو "الفيروس التاجي الجديد"، وفق السي إن إن.
من الخفافيش إلى الثعابين
بعد تحديد نوع الفيروس، حلّلل الباحثون رموز البروتين المرتبطة بفيروس كورونا الجديد وقارنوها برموز البروتين في فيروسات كورونا الموجودة في حيوانات مختلفة، بما في ذلك الطيور والثعابين والخفافيش والقنافذ، ليجدوا الرموز متطابقة في تلك الموجودة في الثعابين.
وفي وقت سابق، أشارت تقارير محلية إلى أن ثعابين بيعت في سوق المأكولات البحرية المحلي في ووهان، الأمر الذي زاد من احتمالية أن يكون فيروس كورونا الجديد انبثق من أحد (الأجسام المضيفة) الحيوانات الحاملة له- من الخفافيش إلى الثعابين ثم إلى البشر.
ومع ذلك، أشارت الشبكة إلى أن الطريقة التي يمكن أن يتكيف بها الفيروس مع كل الأجسام المضيفة ذوات الدم البارد والدافئ لا تزال "لغزًا".
ومنذ تفشّي الفيروس، جرى إغلاق سوق "هونان" الذي وصفته تقارير صينية بأنه فوضوي وقذر، الأمر الذي يُصعّب من تتبع المنشأ الحيواني للفيروس الجديد القاتل، وفق السي إن إن.
ما هو الفيروس التاجي؟
يأتي اسم فيروس كورونا المعروف علميًا باسم "الفيروس التاجي" من شكله، الذي يُشبه التاج أو التاج الشمسي عند تصويره باستخدام مجهر إلكتروني.
وتُظهر الصورة المجهرية الإلكترونية التفاصيل الهيكلية لشكل التاج الذي سُمي الفيروس نسبة إليه، حيث تُشابه المتلازمة التنفسية الشرق أوسطية "ميرس"، بحسب المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية.
ينتقل فيروس كورونا الجديد عن طريق الهواء ويصيب في المقام الأول الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي للثدييات والطيور.
ووفق اللجنة الوطنية للصحة بالصين، تأكّد حتى الآن إصابة 571 شخصًا بالتهاب رئوي في 25 منطقة حتى نهاية أمس الأربعاء. فيما تم الإبلاغ عن 393 حالة مشتبه بها، مع وقوع 17 حالة وفاة جميعهم في مقاطعة هوبي بوسط الصين. وتتراوح أعمارهم بين 48 و89 عاما.
ورغم أن معظم فيروسات كورونا لا تُظهر على المُصابين بها إلا أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا العادية، يمكن لفيروسيّ "سارس" و"ميرس" أن يُسببا أمراضًا تنفسية شديدة ومضاعفات أخرى قد تصل إلى الوفاة بالنسبة للبشر.
ووفق الشبكة، فإن فيروس كورونا الجديد يُسبب أعراضًا تُشابه أعراض "سارس" و"ميرس"، إذ يُعاني المُصابين به من التهاب رئوي حاد.
وأعلنت اللجنة الوطنية الصحية، الخميس، أن معظم الضحايا عانوا من مشاكل صحية أساسية مثل تليف الكبد والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية.
ولسوء الحظ، لا يتوافر حتى الآن لُقاح مُعتمد أو علاج مُضاد للفيروسات لمواجهة الفيروس التاجي الجديد. وفي وقت سابق أكّد التحالف العالمي للقاحات والتحصين أن تطوير لقاح ضد الفيروس القاتل سيحتاج على الأرجح عامًا على الأقل.
الأمر الذي يستدعي الحاجة إلى ضرورة فهم أفضل لدورة حياة الفيروس الجديدة، بما في ذلك مصدره، وكيفية انتقاله، وكيفية إعادة انتشاره، وذلك بهدف إيجاد علاج مناسب له، وفق السي إن إن.