نشرت مجلة "بسيكولوخيا إي منتي" الإسبانية تقريرا استعرضت فيه جملة من العوامل التي من شأنها أن تؤثر على صحة العمال والموظفين.
وقالت المجلة، في تقريرها، إن قضاء ساعات طويلة في العمل وتأثير مشاكله على حياتنا اليومية، يحدد بطريقة ما درجة سعادتنا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي المهام الرتيبة إلى الإجهاد، الذي قد يؤثر على حياتنا اليومية ويسبب اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب. فماذا نعني عندما نتحدث عن الصحة المهنية؟ وما هي العوامل التي تؤثر على رفاهيتنا في العمل؟
ما هي الصحة المهنية؟
ذكرت المجلة أن العديد من العوامل يمكن أن تؤثر على رفاهيتنا في العمل، وذلك إما بسبب المهام المكلفين بها أو العلاقة السيئة التي تجمعنا بزملائنا. وقد ركز علماء النفس وغيرهم من المهنيين في مجال الوقاية من المخاطر المهنية على صحة العمال والتحقق من شروط العمل لأنه من شأنها أن تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية.
وأوردت المجلة أن الصحة المهنية تعد فرعا من فروع الصحة المتعددة. وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية الصحة العامة بأنها "حالة الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي الكامل وليس مجرد غياب المرض". ولا تقتصر الصحة على التمتع باللياقة البدنية وعدم الإصابة بالأمراض فحسب، وإنما تشمل أيضا الصحة العاطفية والاجتماعية من أجل ضمان الرفاهية والتمتع بحياة صحية.
واستنادا إلى هذا التعريف، ذكرت منظمة العمل الدولية، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تتعامل مع المسائل المتعلقة بالعمل وعلاقات العمل، أن الصحة المهنية "تهدف إلى الحفاظ على أعلى درجة من السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية للمهنيين بغض النظر عن المهن التي يزاولونها؛ وبهذه الطريقة تحمي العامل من المخاطر التي تهدد صحته، وتحرص على أن يكون في وظيفة تناسب قدراته النفسية والفسيولوجية وتمنع حدوث أي ضرر له قد يؤثر على رفاهيته".
العوامل التي تؤثر على الصحة المهنية للعمال
أوضحت المجلة أنه لا ينبغي أن تكون الصحة المهنية مسألة مهمة للعامل فحسب، ذلك أن عدم تمتع الموظفين بحالة صحية جيدة قد يجعل الشركة تعاني من عواقب ذلك على عدة مستويات، تشمل انخفاض الأداء وكثرة الغيابات. ومن أبرز مصادر العناصر التي قد تؤثر على رفاهية العامل هي الوظيفة أو ما يعرف بظروف العمل (الضوضاء أو عبء العمل الزائد)، المؤسسة (ساعات العمل أو التواصل مع الرؤساء) المستوى النفسي الاجتماعي (على غرار التوقعات أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعامل في أي وقت معين).
أما فيما يتعلق بالعوامل التي تؤثر على صحة العمال، ذكرت المجلة إلى جانب طبيعة الوظيفة، عوامل خطر أخرى يمكن أن تقلل من رفاهية العامل من بينها:
شروط الأمن
تشير إلى المواد التي يمكن أن تتسبب في وقوع حادث بما في ذلك المخاطر الكهربائية، خطر اندلاع الحريق، المناولة والنقل، آلات العمل فضلا عن سطح العمل.
بيئة العمل المادية
وهي تتضمن عوامل البيئة الطبيعية التي قد تظهر في بيئة العمل والتي تؤثر على صحة العمال وتشمل بالأساس الضوضاء، درجة الحرارة، والإضاءة والإشعاعات المنبعثة.
العوامل الملوثة
إن وجود العناصر الملوثة يمكن أن يؤثر على رفاهية العامل، وتكون هذه العناصر كيميائية، مثل الغازات أو بيولوجية على غرار الفطريات.
عبء العمل
بينت المجلة أن الأمر يتعلق في هذه الحالة بالجهد الجسدي والعقلي الذي يبذله الشخص خلال العمل. وفي حين يرتبط العبء الجسدي بكيفية التعامل مع المواد الثقيلة والحركات المتكررة، فإن العبء العقلي يرتبط بالأساس بالرتابة أو المسؤولية التي تقع على عاتق العامل.
العوامل التنظيمية
أوضحت المجلة أن العوامل التنظيمية لها علاقة بهيكل العمل وتنظيمه، مما يؤثر على المستوى البدني والعقلي والاجتماعي للعامل. وتشمل هذه العوامل أسلوب القيادة، وجدول العمل أو العلاقة بالزملاء.
كيف تعرف ما إذا كنت في وظيفة سامة؟
أوضحت المجلة أن العمل السام يرتبط عادة ببيئة العمل غير المناسبة. وعندما نتحدث عن مناخ العمل، فإننا نشير إلى بيئة العمل ومدى تأثيرها على العمال، بما في ذلك ظروف العمل والعلاقات الشخصية وتوقعات العمال وإمكانيات النمو داخل الشركات، والأجر والاعتراف بالمجهود أو درجة مشاركة الموظف في الشركة.
الصحة المهنية هي ظاهرة متعددة العوامل
أشارت المجلة إلى وجود العديد من العوامل التي تؤثر على رفاهية العمال، لذلك يجب أن نركز في كثير من الأحيان على مجالات الوقاية من المخاطر المهنية المختلفة. لتقليل المخاطر، من المهم أن تندمج المعرفة والتقنيات المختلفة مع بعضها البعض.
ولضمان السلامة المهنية، يجب اتخاذ تدابير تساعد على الحد من المخاطر من خلال التركيز على بعض المعايير، من قبيل النظافة الصناعية (التنظيف، أخذ عينات من الملوثات)، طب العمل (دراسة الأمراض ذات الصلة بالعمل)، علم النفس النفسي (العوامل الاجتماعية والنفسية المرتبطة بالصحة المهنية) وبيئة العمل (شروط التكيف مع مكان العمل).