33.26°القدس
32.93°رام الله
31.64°الخليل
37.17°غزة
33.26° القدس
رام الله32.93°
الخليل31.64°
غزة37.17°
الخميس 25 ابريل 2024
4.71جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.78

تقرير "فلسطين الآن"..

رفضا لصفقة القرن.. نجاح لافت لمبادرة "نحن نريد فلسطين هكذا"

84283349_1510932419054284_4674797809768071168_n
84283349_1510932419054284_4674797809768071168_n
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

لاقت مبادرة شعبية في مدينة نابلس لتوزيع خريطة فلسطين كاملة، تحت شعار "نحن نريد فلسطين هكذا"، تفاعلا كبيرا من مختلف فئات المجتمع، التي رأت فيها رفضا لما ورد في صفقة القرن، ورفعا للوعي الوطني، وتنشيطا للذاكرة الفلسطينية وتعريفا الأجيال الناشئة بالحقوق الوطنية الثابتة، والرافضة للتنازل عن شبر من فلسطين.

المبادرة كانت من بنات أفكار الأسير المحرر مازن الدنبك، الذي أمضى 9 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث عبّر عن استياءه البالغ من نشر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لخريطة فلسطين الجديدة عقب اعلانه عن صفقة القرن الأسبوع الماضي، حيث اظهرت سيطرة شبه كاملة لدولة الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين التاريخية، فيما لا تعطي الفلسطينيين إلا الفتات.

يقول الدنبك لـ"فلسطين الآن": "فكرت في طريقة للرد على تلك التفوهات.. في الرد على المؤامرات التي تستهدف النيل من أغلى ما نملك ألا وهي فلسطين، التي قدمنا من أجلها تضحيات جسام. قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين.. فقد نشأنا على مقولة "تحرير فلسطين من البحر إلى النهر".

ويتابع "التفاعل كان كبيرا جدا، فمجرد أن نشرت على صفحتي على الفيسبوك أنني أريد أن أوزع خريطة فلسطين كاملة، على المركبات والمارة وسط نابلس، حتى وصلتني عشرات الاتصالات من نشطاء، وسياسيين دعموا الفكرة، وطلبوا الحضور للميدان لمشاركتي التنفيذ".

وبالفعل، فخلال أقل من ساعة، كان الدنبك ومعه عدد كبير من الناشطين قد وزعوا نحو ألف نسخة من خريطة فلسطين كاملة على السائقين والمارة والمحلات التجارية في المنطقة. 

ويمضي قائلا "من هو هذا المعتوه ترامب الذي يريد أن يعطينا 70% من الضفة فقط!!.. من هو ليقرر مصير الشعب الذي يناضل منذ عقود طويلة لينال حريته.. لذا كان لا بد من الرد من الجميع على هذه المؤامرة، وإعلاء الصوت الشعبي الداعم لرفض صفقة القرن، وللتذكير بأن فلسطين للفلسطينيين، وأن أي تنازل عنها لا يمثلنا".

وتلقى الدنبك أيضا اتصالات ورسائل من مدراء مدارس حكومية وخاصة طلبوا نسخا منها لتوزيعها على الطلاب وتعليقها في الصفوف الدراسية، ومن مدراء مؤسسات خاصة وحكومية للسبب ذاته.   

وختم بقوله "نحن ما زلنا في البداية. سنستكمل مبادرتنا لتشمل كل بقعة في هذه المدينة، وننتقل بعدها لأماكن أخرى.. سنستهدف الجامعات والمؤسسات التربوية بشكل عام، وكافة فئات المجتمع.. لكننا سنركز على الأجيال الصغيرة حتى نزرع فيها أن فلسطين لا يمكن تقسميها أو التنازل عنها".

من البحر إلى النهر

الناشط السياسي عماد اشتيوي من مخيم بلاطة شرق نابلس، كان من المشاركين بفعالية توزيع الخرائط، في إطار دعم كل نشاط أو مبادرة من شأنها رفع الوعي وتنشيط الذاكرة الفلسطينية وتعريف الأجيال الناشئة بقضيتنا الوطنية، كما يقول.

ويشدد اشتيوي وهو عضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس في حديثه لـ"فلسطين الآن" على أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة تعد من أخطر المراحل في تاريخها، فهناك من يريد إقامة دولة ممزقة على هيئة "كانتونات" معزولة عن بعضها، دون عودة اللاجئين ولا وجود للحدود أو سيطرة على المقدرات والمعابر.

ويتابع "لم يُخلق بعد من يتنازل عن شبر من هذا الوطن. نحن قبلنا بحل الدولتين، لكن الاحتلال الإسرائيلي رفض ذلك. نحن قبلنا بالحلول السياسية العربية والاقليمية التي تدهو لاقامة دولة على حدود عام 1967، لكن الاحتلال يريد كل فلسطين تحت سيطرته، لكننا اليوم نؤكد له أن الأمور ليست بهذه البساطة، فلسنا لقمة سائغة". 

فلسطين الجديدة!!

وتُظهر الخريطة التي نشرها ترامب لـما تسمى بـ"فلسطين الجديدة" محافظات وبلدات الضفة الغربية المحتلة على شكل جزر منفصلة، تقطعت فيها الأرض على شكل "أرخبيل"، ولم تعد بقعة جغرافية واحدة.

ورغم ما جاء في بنود الصفقة، من إقامة جسور وأنفاق لربط أجزاء الضفة الغربية ببعضها، إلا أن تلك الوصلات سيتحكم الاحتلال الإسرائيلي بفتحها وإغلاقها كيفما شاء.

ويؤكد مختصون أن الشكل الجديد للضفة الغربية سيشكل خطورة كبيرة على واقع الأرض من حيث المساحة والامتداد والتوسع العمراني بسبب وجود المستوطنات، والتأثير على البيئة الفلسطينية والسيطرة الكاملة على مياهها وزراعتها من خلال ضم الأغوار.

وبعد توقيع اتفاقية أوسلو بين الكيان الإسرائيلي ومنظمة التحرير عام 1993، يكون قد بقي بيد الفلسطينيين من فلسطين التاريخية 22%، ومع بدء صفقة القرن سيصادر الاحتلال 40% منها، بحيث سيبقى للشعب الفلسطيني 13% من كامل أرضه.

كما نصت الاتفاقية على أن 61% من أراضي الضفة مصنفة بالمناطق "ج"، وهي خاضعة للسيطرة الأمنية والإدارية الكاملة ويحظر على الفلسطينيين البناء والتصرف فيها.

84613457_494219074612784_5590470569393913856_n