رسم تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية صورة قاتمة لمعركة الصين مع فيروس كورونا الجديد الذي يستمر في حصد الأرواح، في وقت تكثف دول أخرى من جهود عزل بكين وشعبها.
ويقول خبراء في الأمراض المعدية البارزين إنه من المحتمل أن يصبح فيروس كورونا وباءً مستمرا، بمعنى أنه سيواصل حصد الضحايا على نطاق واسع، وعلى مستوى، في قارتين أو أكثر، في وقت تكون القيود الطبية والحكومية دون جدوى.
وصرح رئيس قسم مختبرات الصحة في جامعة هونغ كونغ، ليون بون "ليس هناك ما يشير إلى أن الوضع يتحسن. لا نرى تراجعا وهذه مشكلة".
وتقول "نيويورك تايمز" إن الأبواب باتت مغلقة تقريبا في وجه الصين، إذ أغلقت هونغ كونغ معظم المعابر البرية التي تربطها بالبر الصيني، وأغلقت روسيا التي تشترك بحدود برية مع الصين السكك الحديدية التي تربط البلدين.
وعلى المنوال نفسه، ألغت معظم شركات الطيران رحلاتها من الصين وإليها، وسارعت دول إلى حظر دخول الصينيين أو أشخاص سافروا إلى الصين مؤخرا من دخول أراضيها، مثل الولايات المتحدة، على الرغم من تأكيد منظمة الصحة العالمية أن الإجراء غير ضروري.
وانتقدت بكين إجراءات الولايات المتحدة، التي كانت أول دولة تغلق قنصليتها في ووهان، وتمنع الصينيين من دخول أراضيها، وقالت إن واشنطن لم تقدم المساعدة، وما فعلته يثير الذعر.
ورغم محاولة المسؤولين في الصين تطمين مواطنيهم، إلا أن أثار العزل الدولي بدأت تظهر، إذ خسرت أسعار الأسهم في الأسواق الصينية بنسبة 8 في المئة، بحسب "نيويورك تايمز".
وأمام هذا الوضع الخطير، اعتبرت قيادة الحزب الشيوعي التي تحكم الصين أن الأسابيع الأخيرة التي شهدت تفشي الفيروس تعتبر "شهر اختبار" لنظام الصين السياسي وقدراته، وخلال اجتماع لهذه القيادة، الذي ترأسه الرئيس، تشي جينبينغ، أقر أعضاؤها بوجود تقصير في تنفيذ سياسات الصحة العامة والطوارئ.
وقال الرئيس تشي إن المسؤولين الذين "قاموا تنفيذ الأوامر وافتقروا للجرأة" يمكن أن يواجهوا عقوبات، مما يشير إلى أن بعض المناطق في الصين توقفت عن تخصيص الموارد اللازمة لمكافحة الفيروس.
ويأتي هذا في وقت ارتفع عدد وفيات الفيروس إلى أكثر من 425 حتى صباح الثلاثاء، فيما فاقت عدد الإصابات المؤكدة الـ20 ألفا، وهذا يعني أن أرقام الوفيات مرشحة للارتفاع.
وتفيد تقديرات بأن معدل الحالات التي يجري الكشف عنها في الأيام الأخيرة بات 2000 حالة يوميا.
وتم تشخيص أكثر من 160 حالة في 20 دولة أخرى، منها 11 في الولايات المتحدة.