لم يكن تتويج خدمات رفح بلقب دوري الدرجة الممتازة للعام الثاني على التوالي والسادس في تاريخه، ضربة حظ، أو تتويجا لفريق صاحب خبرة أو بلاعبين مخضرمين، بل كان بفريق شاب ونتاجا لعمل طويل من البناء والتخطيط والتكوين المتواصل، والتعزيز القوي بلاعبين أصحاب بطولات وخبرة كبيرة في الدوريات الغزية.

التخطيط والتكوين لفريق خدمات رفح من أجل حصد كافة البطولات الكروية الممتازة، بدأ باحتضان وتكوين المواهب الشابة في النادي، الأمر الذي أدى لتشكيل فريق مميز، سُيِّر بطريقة ممتازة ممهدا لإنجاز عظيم بصانع عظيم أيضا، لم يكن ليتحقق من دونه، فلا إنجاز من دون صانع، هذا الصانع لم يكن سوى المدرب إسلام أبو عريضة المدير الفني لفريق خدمات رفح.

أبو عريضة أعاد كتابة التاريخ من جديد بعدما قاد فريقه للتتويج ببطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي، ليضع نفسه رفقة المدربين الذي توجوا باللقب كلاعب وكمدرب خلال مسيرتهم الرياضية.

"جوارديولا" غزة

إسلام أبو عريضة بدأ رحلته المميزة مع "الماتدور"، قبل موسمين بعد إقالة المدير الفني السابق محمود المزين، عامين عمل من خلالها أبو عريضة على تطوير فريقه وتدعميه بلاعبين ومميزين، وبناء خطط من أجل مواصلة كتابة التاريخ في النادي العريق الذي تأسس في عام 1951، فكان الجميع يسانده من رئيس النادي حتى أصغر مشجع في النادي.

أبو عريضة الذي يعتبره المتابعين في قطاع غزة، "جوارديولا" الكرة الغزية، نجح بفرض شخصيته في عالم التدريب في غزة، من خلال الإعلان عن فلسفته في التدريب بذكائه الكبير الذي يبرزه في اللقاءات من خلال نظرته المميزة للفريق الذي سيواجهه.

أبو عريضة عُرف من أين تؤكل الكتف بقوة شخصيته التي نقلها للاعبين أيضا، ولتميزه التكتيكي وحسن تسييره وإدارته للمقابلات التي يلعبها وتفننه في تغيير الخطط حسب الحاجة، فأبو عريضة يلعب الدفاع كالإيطاليين ويمتع هجوميا كالإسبانيين، ويجيد اللعب والخروج بالكرات القصيرة على الطريقة الهولندية، ويجيد توظيف لاعبيه حسب الحاجة أيضا، كلها أسباب جعلته الأفضل خلال العامين الماضيين.

- أرقام مميزة

وبعيداً عن الخطط والتكتيك، نجح أبو عريضة بكسر الأرقام القياسية في غزة، من خلال تصدر الفريق كل شيء في الدوري، كونه يملك أقوى خط هجوم، وأحسن خط دفاع، كما أنه الأكثر فوزا، وهي أرقام جعلته بطلا للبطولة عن جدارة.

ويمتلك أبو عريضة في هذا الموسم أفضل خط هجوم بعدما سجل لاعبوه 34 هدفاً في الدوري، إضافة لاستقبال شباكه 9 أهداف جعلته الأفضل دفاعياً.

ونجح أبو عريضة في هذا الموسم بتسجيل أرقام مميز، حيث سجل الفريق 11 انتصاراً و7 تعادلات في بطولة الدوري من أصل 18 مباراة خاضها الفريق إلى الأسبوع الثامن عشر من البطولة.

- اسم كبير

أبو عريضة صنع لنفسه اسماً كبيراً في عالم المدربين، بعد تتويجه بلقب الدوري للعام الثاني على التوالي، وإحرازه بطولة الكأس في الموسم الماضي، وإحداثه نقلة نوعية في فريق خدمات رفح، من خلال الابتعاد عن الخسارة، وتقديم كرة قدم مميزة وممتعة، يشتاق لها المشجع الغزاوي.

وبعد هذا التتويج ونقش اسمه بحروف من ذهب، أصبح أبو عريضة مطمع للعديد من الفرق في قطاع غزة، لاسيما الكبيرة منها بعد أن فرض نفسه واسمه في عالم التدريب في فلسطين.

- ثقة وأمان

في الأسبوع الأول من الدوري الممتاز وبعد نهاية مباراة خدمات رفح وخدمات الشاطئ بالتعادل السلبي، وقف الكابتن إسلام أبو عريضة مدرب خدمات رفح قبل البدء بإجراء المقابلة الصحفية، مع أحد الصحفيين الرياضيين، للحديث عن مشوار خدمات رفح في البطولة رغم بدايتها.

وقال أبو عريضة في حديثه للصحفي الرياضي، "هذه النقطة ستجعلنا نحافظ على الدوري للموسم الثاني على التوالي".

ويأتي هذا التصريح في وقت لا يمكن التنبؤ فيه عن مصير البطل، لكن الثقة الكبيرة التي كانت من المدرب بقدرة فريقه وإمكانياته برغم ظروفه الصعبة، وعدم حصول فريقه على الوقت الكافي للراحة، إلا أنه كان مؤمن وواثق بتحقيق اللقب.