شهدت مرحلة الإياب من دوري الدرجة الممتازة ودوري الدرجة الأولى، تحقيق بعض الفرق الرياضية لنتائج مميزة، خلافاً عن الذي حققته في مرحلة الذهاب من الدوري.
ومن هذه الفرق التي حققت نتائج مميزة على مستوى الدوري في الدرجة الممتازة أو الأولى، فرق الهلال الغزي ونماء الرياضي والأقصى الرياضي.
ويعود الفضل في تحقيق هذه الفرق لتحقيق نتائج إيجابية ومميزة في البطولتين، إلى مدربي الأندية الثلاثة والذين صنعوا الفارق بعد رحيل المدربين الذين تعاقدت معهم الأندية قبل بداية الموسم الجاري.
وباتت الفرق الرياضية الثلاثة من أفضل الفرق التي تقدم مستويات مميزة في مرحلة الإياب، بفضل مدربيها الشباب، والذين راهن البعض على فشلهم، بسبب خبرتهم القليلة في عالم التدريب.
ونستعرض لكم في وكالة "فلسطين الآن"، الفارق الذي صنعه مدربي الفرق الثلاثة في بطولة دوري الممتازة ودوري الدرجة الأولى.
"وزير الهلال"
لم يكن أحد من المتابعين لدوري الدرجة الممتازة في هذا الموسم أن يقدم فريق الهلال، نتائج مميزة، خاصة بعد رحيل معظم نجومه، وعدم التعاقد مع لاعبين مميزين يغلقون المراكز التي تركها الراحلين لأندية أخرى.
بدأ الهلال بطولة الدوري بشكل ضعيف تحت قيادة مدربه الجديد محمد أبو حبيب، وتعرض للتعادل مرتين والخسارة أمام شباب خانيونس، ليعلن بعدها استقالته من تدريب الفريق، بعد المستوى المتدني للفريق في بداية البطولة.
وعقب الاستقالة أوكلت إدارة الهلال مهمة تدريب الفريق للمدرب الشاب حازم الوزير، من أجل إعادة فريق الهلال للواجهة من جديد وتقديم مستوى مميزة، بعد أن أبهر الهلال المتابعين للدوري الممتاز بمستواه الموسم الماضي.
وبدأ الوزير مهمته التدريبية بخسارة أمام بيت حانون الأهلي بهدف نظيف، إلا أن هذه الخسارة لم تجعله يتراجع، فبدأ بعد هذه الجولة البداية القوية للفريق في الدوري والذي يحتل حالياً المركز الثاني في جدول ترتيب الممتازة.
ونجح الوزير بعد الجولة الرابعة من بطولة الدوري، بتحقيق 7 انتصارات، إضافة لـ4 تعادلات و3 هزائم.
وعلى الرغم من المسؤولية الكبيرة التي حملها الوزير بفريق خالي من معظم اللاعبين المميزين، إلا أنه نجح بكل ثقة واتقان في قيادة الفريق لبر الأمان، بعدما راهن بعض المتابعين على إمكانية منافسة الهلال في هذا الموسم على صراع الهبوط من الدوري.
ويأتي نجاح الوزير نظراً للإمكانيات العالية التي يتمتع بها، بعد احتكاكه بالمدربين الكبار واللعب معهم إما في الشاطئ أول الهلال أو غزة الرياضي.
ويمتاز الوزير، بذكاء قراءة الفرق التي يواجهها في الدوري، إضافة لشخصيته القوية والتي تؤثر على اللاعبين.
"علوان نماء"
صعد فريق نماء إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه، وبرهن الجميع على أن الفريق ستكون له كلمة كبيرة في الدوري، خاصة بعد التعاقدات الكبيرة التي أبرمها قبل بداية الموسم، ما جعل متابعي الدرجة الأولى متخوفين من ظهر الفريق بشكل قوي.
بدأ فريق نماء تحت قيادة مدربه الجديد نعيم سلامة الدوري بخسارة أمام خدمات خانيونس، فبدأ القلق ينتاب الجميع تخوفاً من نتيجة هذه المباراة، مقارنة مع النجوم الموجودين في الفريق والذي راهن المعظم على نجاحهم القوي واللافت في البطولة.
بعد الخسارة الأولى للفريق في الدوري، دخل نماء الجولة الثانية بمعنويات أكثر وانتصر على العطاء، لكن دون الأداء المنتظر منه، ليتعرض بعدها لخسارة وتعادل في الجولتين التاليتين، عجلتا برحيل المدرب نعيم سلامة.
عقب استقالة سلامة والتي قبلها نادي نماء، لم يكن بوسع الإدارة إلا التعاقد مع مدرب شاب يستطيع تحميل الأعباء التدريبة، فاتجهت للتعاقد مع المدرب الشاب علاء علوان، والذي كان صاحب الفضل في صعود الفريق لدوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي.
بدأ علوان مهمته التدريبة المحفوفة بالمخاطر مع نماء، بشيء غير متوقع، بعدما تعرض الفريق لخسارتين متتاليتين أمام خدمات النصيرات وبيت حانون الأهلي، الأمر الذي جعل الجميع يتوقع أن ينافس الفريق على صراع الهبوط في الدوري.
بعد الجولة السادسة من عمر الدوري اختلفت الأمور، وبدأ الفريق تحت قيادة علوان بالعودة إلى أجواء البطولة، بعد ما حقق انتصارين وتعادلين وخسارة في مرحلة الذهاب من الدوري.
في جولة الإياب حرص علوان على الظهور بشكل جيد مع فريقه خلافاً لمرحلة الذهاب، فنجح في السير بشكل مميز بعدما حقق 4 انتصارات و3 تعادلات وبدون خسارة، ليجعل الفريق من المصارعين على الهبوط، إلى المنافسين على حصد إحدى بطاقتي الصعود لدوري الدرجة الممتازة بتواجده في المركز الخامس برصيد 27 نقطة.
ونجح علوان المدرب الشاب بفرض فلسفته على فريق نماء، رغم حداثه التدريبة، من خلال قوة شخصيته التي نقلها للاعبين، ولتميزه التكتيكي وحسن تسييره وإدارته للمقابلات التي يلعبها وتفننه في تغيير الخطط حسب الحاجة.
وأظهر علوان مقدرة غير عادية على التأقلم مع الظروف في الفريق، رغم عدم بدايته مع الفريق منذ البداية، فنجح في فرض شخصيته وتكتيكاته داخل الملعب وأظهر مقدرة كبيرة في التعامل مع النجوم بحرفية مميزة.
"محمود الأقصى"
لم يختلف وضع الأقصى كثيراً عن نماء، فاعتقد الجميع أن يبدأ الفريق بقوة، عقب التعاقد مع أسماء لها وزنها الكبير على الساحة الكروية في قطاع غزة.
فبدأ الفريق الدوري بنتائج متذبذبة بعدما استطاع تحقيق انتصارين 3 هزائم وتعادلين، الأمر الذي عجل برحيل المدرب الأول هاني المصدر، ليتسلم زمام الأمور المدرب احميدان بربخ الذي لم يستطيع إكمال المهمة مع الفريق، نظراً لطلب اتحاد خانيونس خدماته من أجل استعادة الثقة للفريق الذي ينافس على صراع الهبوط في دوري الدرجة الممتازة.
وبعد رحيل بربخ لاتحاد خانيونس، لم يجد الأقصى إلا المدرب عبد الله محمود والذي قدم استقالته من تدريب خدمات خانيونس، لتولي زمام الأمور في تدريب الفريق الذي كان يصارع على الهبوط في مرحلة الذهاب.
عقب استلام محمود لأمور الفريق في مرحلة الإياب، بدأ الأقصى بالظهور جيداً في الدوري تحت قيادة عبد الله محمود، وبدأ الأداء مغايراً لمرحلة الذهاب، حيث نجح الفريق بتحقيق 3 انتصارات و3 تعادلات مقابل هزيمة واحدة، جعلت الفريق في المركز الثامن برصيد 24 نقطة.
وجاءت هذه النتائج الإيجابية لمحمود مع الأقصى، نظراً لتميزه الكبير في عالم التدريب، خاصة بعد قيادته العديد من الفرق في الدوري الغزي، وتحقيق نتائج إيجابية ساهمت في صناعة التاريخ لمعظم الفرق الغزية.
ويعتبر محمود من المدربين، الذي يجيدون التعامل مع اللاعبين بخلاف مستوياتهم، إضافة لقدرته على الفرق المنافسة، وإحكام إغلاق مفاتيح اللعب في الفرق الرياضية التي يواجهها.
وبعد هذا الأداء المميز لفريق الأقصى مع المدرب عبد الله محمود، بات المدرب من المدربين الشباب الذين يصنعون الفارق مع أي فريق يقودونه.