اكتشف العلماء نوعا جديدا من المضادات الحيوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، سيمثل إنجازا كبيرا في مكافحة المشكلة المتزايدة المتمثلة في مقاومة العقاقير.
وفي الدراسة، تم استخدام خوارزمية قوية لتحليل أكثر من مئة مليون مركب كيميائي في غضون أيام.
وقال الباحثون إن المركب المكتشف حديثا كان قادرا على الفتك بـ35 نوعا من البكتيريا القاتلة.
وعادة تقل فعالية المضادات الحيوية ضد البكتريا، عند استخدامها بشكل غير صحيح. ووصفت منظمة الصحة العالمية هذه الظاهرة بأنها "واحدة من أكبر التهديدات للأمن الصحي العالمي والتنمية".
ومنذ عام 2014، خفضت بريطانيا عدد المضادات الحيوية التي تستخدمها بأكثر من 7 في المئة، لكن عدد الإصابات في مجرى الدم المقاوم للأدوية ارتفع بنسبة 35 في المئة في الفترة من 2013 إلى 2017.
"عصر جديد"
وقالت ريجينا برزيلاي، الباحثة البارزة في المشروع بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "فيما يتعلق باكتشاف المضادات الحيوية، فإن هذا هو الأول على الإطلاق".
وتم الاكتشاف باستخدام خوارزمية مستوحاة من بنية الدماغ البشري، قام العلماء بتدريبها على تحليل بنية 2500 دواء ومركب، للعثور على أكثرها فعالية ضد البكتيريا وتحديدا إيشيريشيا كولاي E. coli.
ثم اختبروا حوالي مئة من هذه المركبات وأخضعوها لاختبارات، قبل اكتشاف المضاد الجديد والذي أطلقوا عليه اسم "هاليسين" halicin.
يقول جيمس كولينز، وهو مهندس بيولوجي في فريق الباحثين بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، "أعتقد أن هذا واحد من أقوى المضادات الحيوية التي تم اكتشافها حتى الآن".
وأضاف "أردنا تطوير منصة تسمح لنا بتسخير قوة الذكاء الاصطناعي للدخول في عصر جديد من اكتشاف المضادات الحيوية."
اختراقات كبرى
ويأتي اكتشاف "هاليسين" بعد أسابيع فقط من اكتشاف الذكاء الاصطناعي دواء جزئيا اعتبر الأول من نوعه الذي يستخدم في التجارب على البشر. وسوف يتم استخدامه لعلاج المرضى الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري.
ولا يزال استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية في مراحله الأولى، ولكنه واعد.
وادعت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي أكثر دقة من الأطباء في تشخيص سرطان الثدي عبر الماموغراف.