8.34°القدس
8.1°رام الله
7.19°الخليل
12.23°غزة
8.34° القدس
رام الله8.1°
الخليل7.19°
غزة12.23°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: في العمق

التصعيد العسكري الصهيوني ضد غزة جزء من رؤية وبرنامج. بعد انتهاء حرب الرصاص المصهور على غزة تشكلت عند الطرف الصهيوني رؤية للتهدئة تقوم على قاعدة فرضها وثبتها واستمر فيها بقوة الردع والقتل. ومن ثم انتهت مفاوضات التهدئة التي رعتها مصر بدون توقيع.لأن الطرف الصهيوني يرفض دفع ثمن للتهدئة ، وما زال يتمسك برفضه، الأمر الذي يعني أن التهدئة اضطرارية ويمكن أن تنتهي في أية لحظة وبدون سابق إنذار. سيناريو الردع يقوم على عدة إجراءات عنيفة: الأولى/ القتل على النية. وهذا يعني أن تقوم الطائرات الصهيونية بعمليات اغتيال لقادة ونشطاء في المقاومة إذا ما توفر لدى الجيش معلومات استخبارية، أو معلومات من عملاء تفيد أن فلانًا يخطط لعمل ما، ضد موقع ما، أو يستهدف أسر جندي ما. قد لا تكون هذه المعلومات صادقة أو حقيقية وكثيرًا ما تكون مزيفة، أو مفسرة تفسيرًا خاطئًا، غير أن قرار الاغتيال لا يقبل عندهم التأجيل، لأن غطرسة القوة ونظرية الردع والتخويف هي التي تحكم القرار. والثانية/ هو أن مع كل صاروخ يطلق من غزة لابد من الرد عليه بغارة جوية أقوى، حتى لونزل الصاروخ في منطقة صحراوية، وحتى لو لم يسبب أضرارا مادية أو معنوية. المجتمع الصهيوني بطبيعته البنيوية مجتمع حرب منذ عام 1948 وحتى الآن، وهي حالة بنيوية ممتدة لأزمان قادمة. وهو مجتمع يميني يتجه نحو اليمين المتطرف والمستعلي على البشر، وحتى على أوباما نفسه، وهذا المجتمع يشعر براحة نفسية عند سماع أنباء عن قتل واغتيال قادة وكوادر فلسطينية ويشعر أن القتل المستمر يبعد عنه الأخطار المحيطة، ويشعر أن لديه قيادة ورئيس وزراء قويا، ورجل دولة. وفي المقابل يرى رئيس الوزراء أن الواجب عليه إشباع رغبات شعبه ومجتمعه من دماء الآخرين. هذه الطبيعة البنيوية تزداد شراهة واستشراء في الظروف التي تشهد انتخابات داخلية، حيث إن الصوت الصهيوني يذهب عادة إلى الأقوياء والجنرالات من القادة، ويبدو أن نتنياهو حريص على تحقيق فوز أكبر من خلال سفك الدم الفلسطيني. فالقول بأن الدم الفلسطيني مرشح لنزيف أكثر في ظل الانتخابات الصهيونية هو قول صحيح، ويستند إلى تجارب تاريخية سابقة. أضف إلى ما تقدم أن الولايات المتحدة تشهد الأسابيع الأخيرة من المنافسة المحمومة على البيت الأبيض، وقد دخل الصوت الصهيوني في (إسرائيل) وفي أمريكا إلى جانب المرشح الجمهوري روميني، والمحافظون الجدد، باعتبارهم أصدقاء لنتنياهو، والأكثر فهما للعبة النار والحروب الاستباقية. في ظل هذه الرؤية البنيوية، وفي ظل نظرية الدرع الصهيونية، وفي ظل الانتخابات الداخلية في الكيان والانتخابات الخارجية في أمريكا، يأتي التصعيد العسكري الصهيوني، والذي نرشح استمراره وتصاعده، بسبب كل ما تقدم، وبسبب غياب العرب من المعادلة الناظمة للصراع، لذا يجدر بالمقاومة أن تكون حاضرة رغم حالة التوازن المختلة.