وصف الدكتور "عبد الستار قاسم"- أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح- قرار نقابة الموظفين إعلان الإضراب الشامل في مدن الضفة الغربية، الأربعاء والخميس، بأنه ترجمة حقيقية لحالة الغليان التي وصلت بالشعب الفلسطيني جراء ممارسات سلطة عباس وفياض السياسية قبل الاقتصادية. وأضاف قاسم في تصريحات خاصة لـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] مساء الثلاثاء 16/10/2012م، إن الوضع في الضفة الغربية يشهد حالة من الغليان غير المسبوق نتيجة الفشل الذي أصاب السلطة وقيادتها في الجوانب السياسية، وفي الجوانب الاقتصادية حيث يمارس الاحتلال ابتزاز واضح لها من أجل تقديم مزيد من التنازلات فوق التنازلات التي قدمتها وتقدمها. وأوضح قاسم أن ما يحدث في الضفة ليس مستغرباً؛ لأنه يأتي كنتيجة طبيعية لسنوات من العمل المشترك بين السلطة والاحتلال وبإشراف أمريكي من أجل تحويل اهتمامات الناس من القضية الفلسطينية كأولوية في حياتهم إلي الاهتمام بالحياة اليومية والاستهلاكية عبر البحث عن لقمة العيش والرفاهية الاجتماعية عبر أحلام الدولة التي كانت تبث، وهو ما حذرنا منه سابقاً أن مخطط ثقافي خطير يحاك ضد الشعب الفلسطيني، لكن السحر بدأ ينقلب على الساحر. [title]وضع غزة أفضل[/title] وأوضح قاسم أن السلطة وجدت من أجل خدمة مشروع أمني في المنطقة وهو توفير الأمن لـ(إسرائيل) مقابل ضمانات بعدم انهيارها لأسباب مالية، وأن الولايات المتحدة والغرب لن يسمح بانهيار السلطة، لكنه لن يسمح لها بالانتعاش الاقتصادي، لأن التجربة الفلسطينية أثبتت أن الناس إذ جاعت ثارت وإذا شبعت ثارت أيضاً، لذلك فإن (اسرائيل) نراها تتدخل في كل مرة عند الرمق الأخير لتفرج عن الأموال للسلطة، لذلك فالوضع السياسي والاقتصادي في الضفة من سيء إلى أسوء؛ لأنه رهينة في يد الغرب. ويضيف قاسم: "في المقابل نجد أن غزة التي دفعت ثمن صمودها وحصارها طوال السنوات الماضية من أجل أن يبقى قرارها محرراً من أي أجندة خارجية، تحصد اليوم ثمار هذا الإنجاز عبر تسابق الدول لتقديم الدعم المالي وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال وما يحدث اليوم من دعم قطري هو ترجمة لحالة الصمود، لذلك أنا أستبشر خيراً بالوضع الاقتصادي في غزة بالمرحلة المقبلة". [title]الضفة تغلي[/title] وشدد قاسم على أن الوضع في الضفة يغلي بشكل غير مسبوق، وهناك شعور لدى سكان الضفة بحجم المؤامرة التي تحاك ضدهم، وأن الاحتلال والسلطة تسعى لتحويلهم لموظفين لخدمة أمن (إسرائيل) فقط، مقابل تغيير ثقافتهم وحياتهم وارتباطهم بوطنهم. وأكد قاسم أن الظروف الحالية ليست مهيأة لثورة في الضفة المحتلة، لكن الأوضاع تغلي بشكل غير مسبوق وهي تتجه للانفجار الكبير الذي سيوقف هذا العبث بالقضية، وسيطيح برأس السلطة. [title](إسرائيل) تشعر بالقلق[/title] يقول قاسم" مما لا شك فيه أن (إسرائيل) ليست مرتاحة للوضع في الضفة الغربية؛ لأنها عملت طوال الأعوام الماضية على ضخ أفكار وسياسات حولت المواطن إلي "متسول" ينتظر راتب أخر الشهر، والمحزن أن ما يسمى بفصائل منظمة التحرير أصبحت هي الأخرى كذلك تنتظر إرضاء فياض للحصول على الميزانية الشهرية". وأضاف: "(إسرائيل) سعيدة بدرجة التنسيق الأمني مع السلطة، والدور الوظيفي الذي تمارسه بملاحقة المقاومة وملاحقة الأسرى المحررين، وهذا ما يجعلها دائمة الاهتمام بتوفير الضمانات اللازمة لضمان عدم سقوطها". وتابع: "لكن الاحتلال قلق جداً من الإعداد والمقاومة في غزة، والأيام القليلة الماضية جعلت العدو يعيد ترتيب الحسابات على صعيد التعامل مع المقاومة من ناحية العمل المشترك، والدقة في الأداء والسرعة في التنفيذ والسلاح الجديد لدى حماس وفصائل المقاومة الأخرى". وأشار إلى إن الوضع في المنطقة العربية يبشر بخير للشعب والقضية الفلسطينية، "وينذر بنهاية قريبة للاحتلال وهو ما يجعل الاحتلال في قلق دائم ومستمر من إمكانية بقائه".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.