تعتبر قضية الأسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني والعربي، ففي طريق التحرر من دنس المحتل، وقع ما يقرب من خُمس الشعب الفلسطيني أسرى دخل السجون الصهيونية منذ بداية الاحتلال لأرض فلسطين عام 1948. وقد شهد الصراع العربي _ الصهيوني منذ العام 1948 _ 2012 العديد من الحروب العربية _ الصهيونية وحروب الاستنزاف، بالإضافة لظاهرتي المقاومة الفلسطينية واللبنانية وهذا الصراع أسفر عن اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني لقرابة (800 ألف) مواطن أي أكثر من 20% من أبناء الشعب الفلسطيني قد دخلوا سجون الاحتلال لفترات مختلفة، بالإضافة إلى الآلاف من الجنود والمواطنين العرب والعشرات من جنسيات أخرى ذاقوا نفس المأساة. فيما اعتقلت القوات العربية أكثر من ألف أسير صهيوني، كما وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية العشرات من الجنود الصهاينة. ونسبة المعتقلين الفلسطينيين تعتبر أكبر نسبة في العالم إذا ما قيست بعدد السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما ولم يقتصر الأمر على هذا الرقم الضخم، بل أن أضعاف أضعاف هذا الرقم عانوا أيضاً من الاعتقال وآثاره، كما أنهم ليسوا أرقام وأعداد مجردة، إنهم تاريخ وقصص، آلام ومعاناة، ولكل أسير حكاية وقصة بل حكايات وقصص. موقع "فلسطين الآن" يسلط في هذه الدراسة الضوء على أهم عمليات التبادل التي جرت بين دول عربية وفصائل فلسطينية من جهة وقوات الاحتلال الصهيوني من جهة أخرى. [title]عمليات تبادلية[/title] فبعد حرب عام 1948 أجرت سلطات الاحتلال الصهيوني عمليات تبادل مع مصر والأردن وسوريا ولبنان، حيث كان في أيدي المصريين "156" جندياً صهيونياً، وفى أيدي الأردنيين "673" جندياً، ومع السوريين "48" جندياً، ومع لبنان "8" جنود، أما سلطات الاحتلال الصهيوني فكانت تحتجز "1098" مصرياً، "28" سعودياً، "25" سودانياً، "24" يمنياً، "17" أردنياً، "36" لبنانياً، "57" سورياً و"5021" فلسطينياً. وقد نفذت حكومة الاحتلال عمليات التبادل مع كل دولة تحتجز صهاينة على انفراد، فعُقدت صفقة "الفالوجة" مع مصر بتاريخ 27 فبراير 1949، ومع لبنان بتاريخ 3 مارس 1949، وكانت الصفقة الأخيرة مع سوريا بتاريخ 21 يوليو 1949. [title]اعتقالات أحادية[/title] وبتاريخ 30 سبتمبر 1954 أسرت القوات المصرية عشرة ملّاحين صهاينة على متن السفينة "بت جاليم" في قناة السويس، وبعد تدخل مجلس الأمن أطلق سراح العشرة في 1 يناير1955. وفي شهر ديسمبر من عام 1954 أسر السوريون خمسة جنود صهاينة توجّهوا إلى مرتفعات الجولان في مهمة خاصة، وقد انتحر أحدهم في سجنه بسوريا ويدعى "اورى ايلان" وفى 14يناير1955 أرجعت جثته للكيان الصهيوني، وفي 30مارس 1956 أرجع الجيش السوري الأربعة الآخرون بعد أسر دام 15 شهراً وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني في المقابل عن "41" أسيراً سورياً. وفي 21 يناير 1957 بدأت الصفقة الرابعة وأطلق بموجبها سراح "5500" مصري كانت قد أسرتهم سلطات الاحتلال الصهيوني في حرب عام 1956 وقد ارجعوا إلى مصر مع جنود مصريين آخرين مقابل إفراج مصر عن أربعة جنود صهاينة كانت قد أسرتهم في نفس الحرب. وفي 17 مارس 1961م، هاجم جنود من لواء جولاني مواقع سورية شمال كيبوتس "عين جيف"، وقد أسر السوريون جنديين صهيونيين خلال الهجوم وارجعوا لاحقاً. أما في 21 ديسمبر 1963 جرت عملية تبادل بين سلطات الاحتلال الصهيوني وسوريا وتم بموجبها إطلاق سراح "11" جندياً ومدنياً صهيونياً مقابل "15" أسيراً سورياً. [title]حرب حزيران 67 [/title] وفي حرب حزيران "يونيو" عام 1967 سقط بأيدي القوات العربية "15" جندياً صهيونياً، بينما سقط في يد سلطات الاحتلال الصهيوني "4338" جندياً مصرياً بالإضافة إلى "899" مدنياً و"533" جندياً أردنياً و"366" مدنياً، و"367" جندياً سورياً و"205" مدنيين سوريين. وقد بدأت عملية التبادل في 15 يونيو 1967 أفرج خلال عملية التبادل عن طيارين صهاينة في العراق وهما "يتسحاق جولان _ وجدعون درور"، وقد وقعا في الاسر بعد ان قصفا مطار "H3 " العسكري في غرب العراق، وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني مقابل ذلك عن "428" أردنياً. أما الصفقة التي أبرمت بين السوريين وسلطات الاحتلال الصهيوني فقد أفرجت عن "572" سورياً مقابل طيار وجثث ثلاثة جنود صهاينة آخرين، ومن الجدير ذكره أن دمشق رفضت _ وحتى الآن _ تسليم جثة الجاسوس الصهيوني الشهير "ايلى كوهين" الذي أعدم شنقاً في دمشق عام 1968. وفي 2 أبريل 1968 جرت عملية تبادل مع الأردن، حيث أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن "12" أسيراً، بينما سلمت الأردن "لإسرائيل" جثة جندي كان قد قتل في معركة الكرامة، بينما لازال جنديان آخران مفقودين حتى الآن وتابوتان يحتويان على تراب. [title]اختطاف الطائرات [/title] وفي تاريخ 23 يوليو 1968 جرت أول عملية تبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال الصهيوني وذلك بعد نجاح مقاتلين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة يوسف الرضيع وليلى خالد باختطاف طائرة صهيونية تابعة لشركة العال، والتي كانت متجهة من روما إلى تل أبيب وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وبداخلها أكثر من مائة راكباً، وكانت أول طائرة صهيونية تختطف محدثةً بذلك نقلة نوعية جديدة في أساليب الصراع الفلسطيني الصهيوني، وتم إبرام الصفقة مع دولة الاحتلال من خلال الصليب الأحمر وأفرج عن الركاب مقابل "37" أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية. وفي نهاية 1969 خطفت مجموعة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة "ليلى خالد" طائرة العال الصهيونية الثانية وكانت مطالب الخاطفين تتمحور حول الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال بعد أن حطت في بريطانيا لكن السلطات البريطانية هاجمت الطائرة واستشهد أحد الخاطفين بينما تم اعتقال ليلى خالد، وبعدها تم اختطاف طائرة بريطانية من قبل مجموعة تتبع لنفس التنظيم وأجريت عملية تبادل أطلق بموجبها سراح "ليلى خالد". وفي بداية عام 1970 وقع بأيدي المصريين "12" جندياً صهيونيا ووقع ثلاثة آخرون بأيدي السوريين، وفى 16 أغسطس 1970 أرجعت مصر للكيان الصهيوني طيارا مصابا، وفى 29 مارس 1971 أفرجت مصر عن جندي آخر مقابل الإفراج عن عدد محدود جداً من الجنود والمدنيين المصريين. [title]أسير مقابل أسير[/title] وبتاريخ 28 يناير 1971 جرت عملية تبادل أسير مقابل أسير ما بين حكومة الاحتلال الصهيوني وحركة فتح وأطلق بموجبها سراح الأسير "محمود بكر حجازي" مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني "شموئيل فايز" والذي اختطفته حركة فتح في أواخر العام 1969م. وفي أوائل آذار عام 1973م جرت عملية تبادل مع سوريا، حيث أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن خمسة ضباط سوريين كانت قد اختطفتهم من جنوب لبنان خلال مهمة استطلاع عسكرية، إضافة إلى المناضل المرحوم عضو مجلس الشعب السوري سابقا، السيد "كمال كنج ابو صالح"، مقابل إطلاق سراح أربعة طيارين صهاينة كانوا بحوزة السوريين. وفي 3 يونيو73 أفرجت سوريا عن ثلاثة طيارين صهاينة بعد أن احتجزوا لمدة ثلاث سنوات في الأسر، وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني مقابلهم عن "46" أسيراً سورياً. [title]حرب 73[/title] وفي حرب عام 1973م، وقع بأيدي المصريين "242" جندياً صهيونياً، ومع سوريا "68" جنديا، ومع لبنان "4" جنود، بينما وقع في أيدي سلطات الاحتلال الصهيوني "8372" جنديا مصريا، و"392" سوريا، و"6" من المغرب، و"13" عراقي، وقد تمت الصفقة مع مصر بتاريخ 15 نوفمبر 1973 حيث أطلقت مصر سراح "242" جندياً وضابطاً صهيونياً، مقابل تبيض السجون الصهيونية من جنود وضباط مصريين. ومع سوريا تمت صفقة التبادل بتاريخ 1يونيو 1974 وفي هذه الصفقة أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن "392" سورياً وستة مغاربة وعشرة عراقيين مقابل إطلاق سراح سوريا "58" أسيراً صهيونيا. وفي آذار 1974 أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن "65" أسيرًا مصرياً وفلسطينيًّا مقابل إطلاق سراح الجاسوسين الصهيونيين في مصر. وفي 4 أبريل 75 أرجعت مصر للكيان الصهيوني جثث ورفات "39" جندياً، وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني بالمقابل عن "92" أسيراً من سجونها. وبتاريخ 14 مارس1979 جرت عملية تبادل "الليطاني" أو كما سميت عملية "النورس" بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة حيث أطلقت الجبهة سراح جندي صهيوني كانت قد أسرته في عملية الليطاني بتاريخ 5 أبريل 1978 حينما تم مهاجمة شاحنة صهيونية في كمين قرب صور فقتل آنذاك أربعة جنود صهاينة وأسر واحد من قوات الاحتياط هو "أبراهام عمرام". وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني بالمقابل عن "76" معتقلاً من كافة الفصائل الفلسطينية، من ضمنهم 12 فتاة فلسطينية منهن كانت المناضلة الشهيرة "عفيفة حنا بنورة" من بيت ساحور التي توفيت قبل سنوات. [title]صفقات متدحرجة[/title] وفي منتصف شباط 1980 أطلقت حكومة الاحتلال سراح المعتقل مهدي بسيسو، مقابل إطلاق سراح مواطنة عملت جاسوسة لصالح "إسرائيل" كانت محتجزة لدى حركة فتح، وتمت عملية التبادل في قبرص بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي 23 نوفمبر 1983م أُبرمت عملية تبادل جديدة ما بين حكومة الاحتلال الصهيوني وحركة فتح حيث أطلقت سلطات الاحتلال سراح "4765" معتقل فلسطيني ولبناني، مقابل إطلاق سراح ستة جنود صهاينة من قوات "الناحال" أُسروا في منطقة بحمدون في لبنان بتاريخ 4 سبتمبر1982 فيما أسرت الجبهة الشعبية القيادة العامة جنديين آخرين. وفي 26 يونيو1984م أعادت "سلطات الاحتلال الصهيوني" ثلاثة من جنودها بالإضافة الى خمس جثث لجنود آخرين كانوا قد أسروا من قبل سوريا، مقابل الإفراج عن "291" جندي سوري و"85" معتقل لبناني و"13" معتقل عربي ورفات "74" جندياً. وفي 20 مايو1985 أجرت "سلطات الاحتلال الصهيوني" عملية تبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، والتي سميت بعملية "الجليل" وأطلقت سلطات الاحتلال بموجبها سراح "1155" أسيراً كانوا محتجزين في سجونها، مقابل ثلاثة جنود كانوا بقبضة الجبهة وهم الرقيب أول "حازي يشاي _ يوسف عزون _ ونسيم شاليم"، مع ستة جنود آخرين كانوا بحوزة حركة فتح وأطلق سراحهم ضمن عملية تبادل للأسرى عام 1983، حيث أن مجموعة مشتركة من حركة فتح ومن الجبهة الشعبية تمكنت من أسر ثمانية جنود صهاينة. وفي 11 سبتمبر 1985م أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن "119" لبنانيا معتقلين في سجن "عتليت"، وذلك مقابل إطلاق سراح "39" رهينة أمريكية كانوا محتجزين على متن طائرة بوينغ أمريكية تابعة لشركة "تي دبليو إي"، احتجزتهم منظمة أطلقت على نفسها الجهاد الإسلامي، كما أفرجت ميليشيا جيش لبنان الجنوبي "المتعاونة مع إسرائيل" عن "51" معتقلاً لبنانياً من سجن الخيام، وقامت سلطات الاحتلال الصهيوني أيضاً بتسليم رفات تسعة مقاتلين من حزب الله. [title]عمليات لحزب الله[/title] وكان العام 1991 قد شهد عمليتي تبادل بين حزب الله وسلطات الاحتلال الصهيوني، الأولى تمت في 21 يناير 1991، وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني بموجبها عن "25" معتقلاً من معتقل الخيام بينهم امرأتان، والثانية بتاريخ 21 سبتمبر 1991 وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن "51" معتقلاً من معتقل الخيام مقابل استعادتها لجثة جندي صهيوني كانت محتجزة لدى حزب الله. وفي 13 سبتمبر 91 استلمت سلطات الاحتلال الصهيوني جثة الجندي الدرزي "سمير أسعد" من بيت جن والذي كانت تحتجزها الجبهة الديمقراطية منذ العام 1983، في مقابل سماح سلطات الاحتلال الصهيوني على عودة أحد مبعدي الجبهة وهو النقابي "علي عبد الله أبو هلال" من "أبو ديس" والذي أبعدته سلطات الاحتلال الصهيوني في العام 1986. وفي 21 أكتوبر1991م أفرجت حركة الجهاد الإسلامي عن أستاذ الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت "جيسى تيرتر"، في مقابل إطلاق سلطات الاحتلال سراح "15" معتقلاً لبنانياً بينهم "14" من سجن الخيام. وفي 21 يوليو1996م أُرجِع للكيان الصهيوني رفات الجنديين "يوسف بينيك و رحاميم الشيخ"، وأفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني في المقابل عن رفات "132" لبنانياً استشهدوا في اشتباكات مع القوات الصهيونية، كما أطلق حزب الله سراح "17" جندياً من جيش لبنان الجنوبي، وأطلق الأخير سراح "45" معتقلاً من حزب الله من معتقل الخيام، وقد تمت العملية بوساطة ألمانية. [title]الإفراج عن الشيخ ياسين[/title] وفي العام 1997 جرت اتفاقية تبادل ما بين حكومة الاحتلال الصهيوني وما بين الحكومة الأردنية وأطلقت بموجبها الحكومة الأردنية سراح عملاء الموساد الذين اعتقلتهم قوات الأمن الأردنية بعد محاولتهم الفاشلة في اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فيما أطلقت حكومة الاحتلال سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، والذي كان معتقلاً في سجونها منذ العام 1989 وكان يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة. وفي 26 يونيو 1998م قامت السلطات الصهيونية بإعادة "40" جثة لشهداء لبنانيين وإطلاق سراح "60" معتقلاً لبنانياً، وبالمقابل سلم حزب الله رفات الرقيب "إيتامار إيليا" من وحدة الكوماندوز في سلاح البحرية والذي قتل معه "11" ضابطاً صهيونياً من نفس الوحدة خلال مهمة خاصة في لبنان. وفي العام 2003 أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني عن رفات عنصرين من حزب الله هما "عمار حسين حمود وغسان زعتر"، مقابل السماح للوسيط الألماني بزيارة "العقيد إلحنان تانينباوم" المحتجز لدى منظمة حزب الله اللبنانية. وفي 29 يناير 2004 صفقة تبادل جديدة ما بين حزب الله وحكومة الاحتلال الصهيوني عبر الوسيط الألماني، أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني بموجبها عن "462" معتقلاً فلسطينياً ولبنانياً منهم "30" أسيراً عربياً أشهرهم القيادي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد الذي اختطفه الصهاينة من لبنان في العام 1989 ومصطفى ديراني الذي اختطفه الصهاينة في العام 1994، و"6" أسرى عرب ولم يكن من ضمنهم أي أسير مصري أو أردني أو من الجولان السورية المحتلة. كما أفرج خلالها عن المواطن الألماني "ستيفان مارك"، الذي اتهمته سلطات الاحتلال بالانتماء لحزب الله وأنه كان ينوي القيام بعملية ضد كيانهم المزعوم، كما أعادت جثث تسعة وخمسين مواطناً لبنانياً، والكشف عن مصير أربعة وعشرين مفقوداً لبنانياً وتسليم خرائط الألغام في جنوب لبنان وغرب البقاع. كما أفرج بموجبها عن "431" فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم تتضمن أيٍ من أسرى المناطق التي احتلت عام 1948، أو من أسرى القدس، وجميع من أفرج عنهم "باستثناء 20 أسير" كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، كما أن القائمة تتضمن "60" معتقلاً إدارياً والباقون شارفت محكومياتهم على الانتهاء. وبالمقابل أفرج حزب الله عن "إلحنان تانينباوم" القائد بالجيش الصهيوني بالإضافة إلى رفات "3" جنود صهاينة هم "آدي أفيتام وبيني أفراهام والدرزي عمر سويد" كانوا قد قتلوا في أكتوبر/ تشرين أول عام 2000م. ومن الجدير ذكره أن سلطات الاحتلال الصهيوني رفضت أن تتضمن هذه الصفقة إطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ 22 إبريل / نيسان عام 1979م، وربطت ذلك بمعرفة مصير الطيار الصهيوني "رون آراد" الذي أسقطت طائرته عام 1986م. [title]صفقة هزيلة [/title] وبتاريخ 5 ديسمبر2004 أفرجت الحكومة المصرية عن الجاسوس الصهيوني "عزام عزام"، وبالمقابل أفرجت الحكومة الصهيونية عن "6" طلاب مصريين كانوا معتقلين لديها، ووفقاً لهذه التفاهمات أيضاً أطلقت سلطات الاحتلال الصهيوني سراح "165" معتقلاً فلسطينياً كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى "باستثناء معتقل واحد كان قد أعتقل في العام 1999"، ومنهم "52" معتقل بسبب دخولهم الكيان بدون تصريح عمل، والباقون من ذوي الأحكام الخفيفة وممن شارفت محكومياتهم على الانتهاء. وفي 12 يوليو/ تموز 2006 اختطف حزب الله الجنديين الصهيونيين "أيهود غولدفاسير _ إلداد ريجيف"، وبعد عامين أي في 16 يوليو 2008، أبرمت صفقة لتبادل برعاية ألمانية سميت بـ "الوعد الصادق" أطلق بموجبها عن خمسة أسرى لبنانيين منهم عميد الأسرى سمير القنطار وخمس فلسطينيين مع تسليم حزب الله رفات الجنديين الصهيونيين، وذلك على الحدود مع فلسطين المحتلة، لتكون لبنان أول بلد عربي قد أغلق ملف أسراه. [title]صفقة الأحرار[/title] أما الصفقة الأخيرة صفقة "وفاء الأحرار" أو كما تطلق عليها "إسرائيل" صفقة "إغلاق الزمن" فقد أبرمت بتاريخ 18 أكتوبر عام 2011 بين حركة المقاومة الإسلامية حماس من جهة ودولة المحتل من جهة أخرى برعاية مصريه. وشملت الصفقة الإفراج عن "1027" أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي الصهيوني المختطف لدى كتائب القسام "جلعاد شالط" فيما عدّ خبراء عسكريين هذه الصفقة إحدى أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية الصهيونية. وتشمل الصفقة كل الأسيرات الفلسطينيات وعلى رأسهن أحلام التميمي، إضافة لقيادات فلسطينية تقضي محكوميات عالية في السجون الصهيونية تصل إلى "745" عاماً، كما أنها تتضمن الإفراج عن أقدم أسير فلسطيني. وضمت أيضاً أسرى من الضفة المحتلة وقطاع غزة وأسرى من فتح، وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهتين الشعبية والديموقراطية، وأسرى من الجولان السوري المحتل إضافة لمسيحيين. وتعد هذه الصفقة أضخم ثمن دفعته "إسرائيل" في مقابل جندي واحد، وتعد من الناحية الأمنية والعسكرية باهظة لأنها تشمل إطلاق أسرى قتلوا "570" صهيونياً، ما حدا برئيس الوزراء الصهيوني" بنيامين نتنياهو" للقول بأن الموافقة على الصفقة هو :"أصعب قرار اتخذته في حياتي". ومن الأهمية بمكان هنا التأكيد على أنه واجب الأمتين العربية والإسلامية وكافة الشعوب وقيادتها وقواها المقاومة والمناضلة السعي المتواصل من أجل تحرير باقي الأسرى الذين ناضلوا وضحوا بزهرات شبابهم من أجل قضاياهم العادلة، والمستقبل الفلسطيني بشكل خاص سيبقى مشوهاً ما لم ينل كافة الأسرى حريتهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.