لم يعد الاعتقال للأسير "كريم فوزي أبو الريش" (25 عاماً) من مخيم العين بنابلس غريباً، فقد أضحى سمة تعامل المحتل مع جميع أفراد أسرته وتركت بصمات الأسر ظلالها على الأبناء الثمانية لعائلته، التي لم تقتصر على ذلك، بل امتدت إلى اغتيال أحد الأشقاء خلال الانتفاضة. أبو الريش اعتقل في 27 تشرين أول 2009م بعد نحو (5) أشهر من الإفراج عنه من اعتقاله الأول الذي دام (3) سنوات، ليصدر قرار من المحكمة العسكرية الإسرائيلية بسجنه لـ(24) شهراً وغرامة (4) آلاف شيكل. ويقبع حالياً شقيقه محمد في سجن النقب وهو محكوم (12) عاماً أمضى منها (7) سنوات و(9) شهور، وعاشا معاً بسجن النقب لمدة سنة. وفي عام 2006 عندما كان كريم معتقلا، اغتال الاحتلال شقيقه عادل بالقرب من المخيم مع شاب آخر. وأشار إلى أنه أثناء الانتفاضة الثانية تجمع أشقائه الأربعة بسجن النقب معاً، فيما جرى على فترات متقطعة اعتقال أشقائه جميعاً. ومن مقاساة العائلة حرمانها من زيارة أنجالها الأسرى تحت ذريعة الرفض الأمني، ويسمح فقط لوالدتهم المسنة بزيارتهم، حيث تزور كريم في "مجدو"، وبعد أيام تذهب لسجن النقب لزيارة نجلها محمد. وتعرض أبو الريش للقمع عدة مرات، حيث تم وضعه في زنازين "مجدو" لـ (5) أيام بعد مشكلة مع إدارة السجن بعد شهر واحد من وصوله إليه. أما أقسى محطة في اعتقاله، كانت علمه باغتيال شقيقه من وسائل الإعلام، فيما سمح له بعد شهرين ونصف من ذلك الاتصال بأسرته. وهو يعاني من مشكلة بالأمعاء بسبب اعتقاله، حيث لا يستطيع الإخراج إلاّ بعد تناول دواء مليّن. ويستعد أبو الريش للإفراج بعد نحو (10) شهور ليلتئم شمل العائلة رغم بقاء محمد بالأسر من أجل أن يخفف على والدته تعب الزيارة. ورغم قسوة الاعتقال إلا أن أبو الريش حظي بمشاهدة بلدة عائلته الأصلية "الجماسين" قضاء يافا في كل مرة ينقل فيها بالبوسطة من سجن لآخر، حيث سبق أن زارها في عدة رحلات عائلية قبل اعتقاله. وأشار إلى بلدته الأصلية تعد من أجمل المناطق التي شاهدها داخل فلسطين المحتلة عام 48، حيث لا تبعد سوى كيلومترات معدودة عن شاطئ البحر، معرباً عن أمله أن يفرج عنه ليستكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة الذي يعد أحد طلابها.