مع انطلاق عملية التصويت في الانتخابات المحلية -أحادية الجانب- في الضفة الغربية المحتلة، يستعد أعضاء المجلس البلدي المنتخب في مدينة نابلس لتسليم العهدة، وهي في أفضل حالاتها، فواقع المدينة قفز مسافاتٍ للأمام خلال سنواتٍ سبعٍ أديرت فيها البلدية بحنكةٍ واقتدارٍ بالغين. رئيس البلدية المهندس عدلي يعيش ينسب الفضل لله أولاً عن ما حققته البلدية من إنجازاتٍ عادت بالخير والنفع على المدينة وأهلها، لكنه في ذات الوقت لا ينسى دور الخطة الاستراتيجية الطموحة التي وضعها المجلس بعد انتخابه، وسار عليها لتثمر مدينةً تختلف بواقعها عن الحال الذي كانت عليه من قبل. وكانت "كتلة التغيير والإصلاح" برئاسة يعيش فازت بـ(13) مقعداً من مقاعد المجلس البلدي الـ (15)، وأسندت اللجان الإدارية المختلفة لمجموعةٍ من الخبراء والمختصين والمهندسين الذين خاضوا الانتخابات على قاعدة (أيدينا بيضاء .. جيوبنا نظيفة .. مسيرتنا مستقيمة). [title]خطة وشراكة[/title] وفيما يشبه كشف حسابٍ قدمه عن السنوات السبع التي ترأس فيها البلدية، سرد يعيش بفخر أهم إنجازات مجلسه، مؤكداً أنها استندت لخطةٍ استراتيجيةٍ تقوم على عدة ركائز من أبرزها: الإنسان، ومقومات الحياة، والاقتصاد، والتراث والحضارة، والحالة الإدارية للبلدية، مبيناً أن هذه الخطة استندت إلى مدّ جسور الشراكة مع المؤسسات المختلفة في المدينة والوطن وحتى عالمياً. وخلال السنوات السبع تبنى المجلس البلدي رؤيةً تقوم على ضرورة الاهتمام بالإنسان كرأس مالٍ وطنيٍ باعتباره ثروة فلسطين الحقيقية، وفي هذا الإطار نشطت البلدية في تنفيذ برامج ومشاريع تتعلق بالتعليم والرياضة والثقافة وحتى بالحالة النفسية والمعنوية للمواطن النابلسي. فعلى صعيد التعليم، استثمرت البلدية مبلغ (30) مليون دولار في تطوير الواقع التعليمي للمدينة أنفقت على إقامة (32) مدرسةً بينها (22) مدرسة تم الانتهاء من تجهيزها ودخلت الخدمة فعلاً، و(10) أخرياتٌ ما زالت تحت الإنشاء، فضلاً عن تطوير وإصلاح عددٍ كبيرٍ من المدارس القديمة وصيانتها. وانعكس هذا الاهتمام بالتعليم بوضوح على تحسين جودة البيئة التعليمية في نابلس، فانتهى نظام الدوام المسائي الذي أرهق الطلبة وأولياء أمورهم ومعلميهم، وانخفض عدد طلبة الصف الدراسي إلى 31 طالباً. [title]مختلف المجالات[/title] أما على صعيد الرياضة، فاهتمت بلدية نابلس بهذا القطاع لتوفير البيئة الملائمة لتفريغ الطاقات الجسدية للشباب في الاتجاه البناء، فأعادت تأهيل الملعب البلدي وزودته بالبنية اللائقة للتوافق مع المواصفات الدولية وأنفقت على ذلك مبلغ (4) مليون دولار. كما اهتمت البلدية بتفعيل ملاعب المدارس وأندية المدينة وتطويرها ودخلت في عمل تشاركي مع المحافظة لبناء صالة رياضية مغلقة لممارسات الألعاب الشتوية، وأعادت تأهيل المدرج الغربي الذي يحتضن ساحاتٍ كبيرةٍ يمارس الشباب فيها عدداً من الرياضات، في حين وضعت البلدية حجر الأساس لاستاد "سعد صايل" و"المدينة الرياضية". وفي الشأن الثقافي قامت البلدية بتفعيل المراكز الثقافية التابعة لها لتمكين المواطنين شباباً وفتية من الالتصاق بالثقافة الفلسطينية وضمان الحفاظ على الهوية الثقافية لهم، ونفذت تحت هذا الإطار العديد من البرامج والفعاليات. كما اهتمت البلدية بالحدائق والمتنزهات، فطورت الموجود منها واستحدثت مواقع جديدة للترويح عن المواطنين، أهمها "سما نابلس" الذي تحول إلى قبلة للباحثين عن الترويح والتسرية عن الذات ورواد السياحة الداخلية في الضفة الغربية. [title]مقومات الحياة[/title] كما اهتمت بالإنسان وتنمية حياته، حرصت بلدية نابلس خلال السنوات السبع على توفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين في شتى الجوانب المتعلقة باختصاصها فنفذت العديد من المشاريع في قطاعات الماء والكهرباء والصرف الصحي. ولطبيعتها الجبلية ذات الارتفاعات العالية، أقامت البلدية بالتعاون مع العديد من المؤسسات نحو (200) درج وجدار استنادي، تسهل حركة المواطنين وتمنع انزلاق الصخور والأتربة لزيادة الأمن على الحياة للمواطن. وعلى صعيد تحسين خدمة الماء، أنفقت البلدية (28) مليون دولار لتطوير هذا القطاع، عن طريق حفر آبار جديدة لاستخراج الماء وتفعيل الآبار القديمة برفع طاقتها الإنتاجية وتحسين جودة مياه الينابيع ضمن خطة متكاملة يستمر العمل بها حتى العام 2025. وشملت الخطة إنشاء شبكة مياه جديدة بطول (137) كيلو متراً صالحة للاستخدام لمدة (40) عاماً، كما شملت إقامة (7) خزانات ماء جديدة في مناطق التوزيع المختلفة وبما يراعي تنوع مستويات الضغط في المدينة. ومن شأن هذه المشاريع إنهاء معاناة سكان المدينة من شح المياه وقد بدأت ثمار هذه الخطة تنعكس فعلاً على رفع معدلات توزيع المياه خلال العام 2012. وبخصوص الكهرباء، عملت البلدية على تحسين قطاع الكهرباء في المدينة فرفعت القدرة الكهربائية من 44 ميغا واط إلى (88) ميغا واط وقامت بتغيير شبكة الكهرباء القديمة وتأهيل البنية التحتية للكهرباء، لاستيعاب مضاعفة القدرة الكهربائية منفقة على ذلك مبالغ مالية وصلت إلى (65) مليون شيكل. وتفخر بلدية نابلس بدورها المركزي في تأسيس شركة كهرباء الشمال التي باتت تقدم خدمة الكهرباء بجودة أعلى وبأسعار أقل من تلك التي كانت توفرها شبكة الكهرباء القطرية. وفي مجال الصرف الصحي، نجحت البلدية في حل معضلة الصرف الصحي بواد التفاح، والذي كان يتسبب بانبعاث المكاره الصحية والأذى للمواطنين عن طريق إنشاء "الخط الناقل" الممتد من منطقة واد التفاح غرب المدينة حتى بلدة ديرشرف، وتم فيه تغطية مجرى مياه الصرف الصحي للحد من تأثيراتها البيئية والصحية على حياة الأهالي. كما أنجزت البلدية معظم مراحل محطة التنقية الغربية بتكلفة (31) مليون يورو، وأصبح ما نسبته 97% من المدينة مرتبطاً بشبكة الصرف الصحي، وهي النسبة الأعلى في فلسطين، ومن أعلى النسب في الوطن العربي. [title]تطوير الاقتصاد[/title] ولأن مدينة نابلس بقيت تحتفظ لعقود طويلة بلقب عاصمة فلسطين الاقتصادية، اضطلعت البلدية بدور رائد في إعادة المدينة لمكانتها بعدما تكبدته من خسائر اقتصادية كبيرة جراء الحصار وممارسات الاحتلال المتواصلة بحق أهلها. وفي هذا السياق، مدّت البلدية جسور الشراكة والتعاون مع مختلف المؤسسات لإحياء القطاعين الصناعي والزراعي في المدينة، فعمدت إلى تأهيل المنطقة الصناعية ومدها باحتياجات البنية التحتية اللازمة لتحسين الاستثمار، من شبكات طرق وإنارات وكهرباء وشبكات مياه وصرف صحي. كما شرعت البلدية بإنشاء "المنطقة الحرفية"، لاستقطاب الصناع والحرفيين للعمل في مكان واحد، وأخذت على عاتقها تسهيل عمليات استيرادهم للخامات وتصديرهم للمنتوجات. ونفذت بلدية نابلس عشرات المشاريع التشغيلية بالتعاون مع عددٍ من المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، مثل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" و"منظمة الصليب الأحمر" و"البنك الإسلامي" وغيرها، حيث عادت هذه المشاريع بالنفع المالي على كثير من العائلات التي وفرت لأربابها فرص العمل، واستثمرت طاقاتهم في تطوير المدينة. أما في شأن الزراعة، فاتجهت إمكانات البلدية صوب المنطقة الغربية من نابلس، حيث تمت إقامة محطة تنقية المياه الغربية، التي ستبدأ العمل ابتداء من العام المقبل وسط توقعات بأن توفر للمزارعين ما بين (7 آلاف و9 آلاف) متر مكعب من المياه يومياً بسعر زهيد الثمن، وهو ما سيعود عليهم بالكثير من الفوائد جراء توفير النفقات على المياه. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع برفع قيمة الانتاج الزراعي في المنطقة بما يقدر بين (50 مليون إلى 70 مليون) دولار. [title]التراث والحضارة[/title] وأدرك المجلس البلدي منذ اليوم الأول لتشكيله قيمة الكنز الحضاري والإنساني الذي تمثله المدينة وخاصة بلدتها القديمة، باعتبارها إحدى أقدم مدن العالم التي احتضنت حضاراتٍ وثقافاتٍ تعاقبت عليها، فعمل على صيانة وترميم البلدة القديمة لإعادة الاعتبار لواقعها. وأنفقت البلدية مبلغ (8) مليون دولار على تنفيذ خطةٍ طويلة الأمد لإعمار البلدة القديمة تشمل ترميم الأحواش والساحات العامة وسبل المياه والصبانات والحمامات التركية وخان الوكالة وخان التجار والمنارة وغيرها من المرافق، التي عادت لتحكي قصة تاريخ نابلس بعدما تم ترميمها وتأهيل البنية التحية فيها. [title]تطوير البلدية[/title] ولأن البناء الإداري السليم هو الأساس لتحقيق الإنجاز، سعت البلدية لتطوير ذاتها على صعيد النظم الإدارية وقواعد البيانات وخدمات الموظفين بما يضمن في المحصلة تسهيل الخدمة للمواطن. نجحت البلدية خلال السنوات السبع في مأسسة البلدية بشكل حقيقي، فعلى صعيد الوضع المالي تم حصر وتثبيت موجودات البلدية ورصدها في قاعدة بيانات مركزية، وخلال سنواتٍ سبعٍ ارتفعت قيمة تلك الموجودات من (20) مليون إلى (335) مليون. كما تم عمل مركز مالي للبلدية وتصفير ديونها التي كانت تبلغ قبل سبع سنوات (175) مليون، وهو ما وفّر على نابلس دفع الفوائد المترتبة على هذه الديون ونقل البلدية إلى حالة استقرار مالي وتدفق غير مسبوق للعوائد دون إضافة أي ضرائب أو رفع قيمة الموجود من الضرائب أصلاً على المواطنين. واهتمت البلدية بتطوير الحالة الإدارية للكادر وإعادة هيكلته بما يضمن تحقيق الأمن الوظيفي للعاملين فيها واستقرارهم، حيث تم تثبيت نحو 97% من العاملين في البلدية، وضمان حقوقهم بينما لم تكن نسبة المثبتين تتجاوز 12.5% من العاملين عند تسلم المجلس الحالي مهامه عام 2005 والبقية كانوا يعملون بنظام المياومة. كما تم إنشاء صندوق التقاعد الذي يتم من خلاله توفير مستحقات وأتعاب الموظفين ليتمكنوا من الحصول عليها بعد التقاعد، وتم تشغيل هذه الأموال في استثمارات البلدية المتنوعة. وبحسب البلدية فإن هذه الخطوة ساهمت بقوة في تعزيز وضع البلدية وتحسين أداء الموظفين الذين باتوا يشعرون بالأمن والاستقرار وانعكس ذلك على عملهم وانتمائم للبلدية كمؤسسة. ويشعر كل من يدخل بلدية نابلس بالارتياح عندما يستقبله مركز شكاوى وخدمات الجمهور، فهناك لا حاجة للتنقل بين الأقسام ولا للبحث عن عناوين الحل لأي مشكلة، فيما يبدي الموظفون المؤهلون جيداً قدرةً فائقةً على متابعة خدمات الجمهور من ألفها إلى يائها مع ابتسامةٍ لا تفارق الشفتين. [title]فيديو للإنجازات[/title]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.