في حقبة الستينات من القرن الماضي، ذهب موظفو وكالة إعلانات إلى مقر شركة طيران لعرض خدماتهم عليها، وفي بداية المقابلة مع العميل، أراد موظفو الشركة تشغيل فيلم سينمائي يعرض أفضل حملاتهم الإعلانية السابقة. في هذه الفترة من الزمن، لم يكن هناك حواسيب ولا مشغلات فيديو، وكان المعتاد استخدام ماكينة عرض سينمائي مع تركيب بكرة الفيلم ثم سحب الفيلم إلى داخل الماكينة ثم يخرج من أجل لفه على بكرة ثانية خالية.
بعد إطفاء الأنوار وبدء التشغيل، تبين أن الفيلم مركب بالخطأ وأنه يبدأ من النهاية ويعرض بالعكس. بدا الذعر واضحا على وجوه موظفي وكالة الإعلانات والذين سارعوا بالاعتذار عن هذا الخطأ وشرعوا في نقل الفيلم من البكرة الثانية إلى الأولى، وحين بدا أن كل شيء في مكانه الصحيح، عادوا لإطفاء الأنوار وتشغيل الفيلم…
في المرة الثانية، بدأ عرض الفيلم بالمقلوب (180 درجة لأسفل)، ومرة أخرى سارع الموظفون للاعتذار وحل المشكلة بسرعة. مرة أخرى، خفتت الأضواء واستعد الجميع لتشغيل الفيلم من جديد…
في المرة الثالثة، بدلا من أن تسحب الماكينة الفيلم إلى داخلها، وبسبب خطأ في التركيب، سحبت الماكينة الفيلم إلى خارجها حيث تبعثر على الأرض…
بسبب الإحراج الشديد وتكرار الأخطاء منهم، أسرع الموظفون بأخذ كل شيء والرحيل بسرعة البرق من هذا الموقف المحرج للغاية وفعلا خرجوا من مقر شركة الطيران.
ما الفائدة من الاستمرار
ما الفائدة من الاستمرار في محاولة إصلاح هذه الأخطاء بعد وقوعها والصورة السيئة التي حتما تكونت لدى الشركة عن هذا الفريق التعيس؟ كان هذا السؤال يدور في أذهان فريق العمل قليل الحظ…
وبينما يركب الموظفون السيارة التي جاؤوا بها، وجدوا يدا تنقر على زجاج السيارة، وكانت يد مدير التسويق في الشركة، والذي بادرهم: لقد وقع اختيارنا عليكم…
ماذا؟ كيف؟ لماذا اخترتم شركتنا بعد كل هذه الأخطاء؟
جاء الجواب: لأنكم لستم رجال مبيعات منافقين كذابين مداهنين… (مثل الآخرين!)
الشاهد:
أنت لا تعلم الحكمة وراء ما يحدث لك من مشاكل أو مصائب أو غيرها، لكنها قد تكون أفضل شيء لك.
المهم أن تستمر ولا تيأس.
(القصة منقولة من كتاب The Real Madmen لمؤلفه اندرو كراكنيل Andrew Cracknell)
(لا يتسع وقت محدثكم لتدوينات طويلة، وحتى يتغير الوضع، نجرب تدوينات قصيرة سريعة!)