7.79°القدس
7.55°رام الله
6.64°الخليل
11.57°غزة
7.79° القدس
رام الله7.55°
الخليل6.64°
غزة11.57°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: الإعمار لن يوقف المقاومة

اختلفنا أو اتفقنا حول الدور القطري في المنطقة والقضية الفلسطينية بشكل خاص، إلا أن هذه الزيارة التي سيقوم بها أمير قطر والوفد المرافق له تعد علامة فارقة وخطوة تسجل لقطر كون أميرها أول مسئول عربي على هذا المستوى يقوم بزيارة قطاع غزة في ظل الحصار المفروض وبعد العدوان عام 2008 -2009 والذي أدى إلى تدمير واسع في القطاع. زيارة أمير قطر هي بمثابة معول هدم للحصار السياسي والحصار الاقتصادي وبدأ عملية الإعمار الحقيقية للقطاع وفق مشروع قطري رصدت له ميزانية تقدر بالمليار وربع المليار دولار دفعتها الأولى (258) مليون دولار جلها في إعادة تأهيل البنية التحتية سواء في الطرقات أو الزراعة أو المجال الصحي إضافة إلى إعمار عدد من المنازل والمنشئات الصناعية المدمرة. الحديث يدور على أن كل ما يتعلق بمواد البناء والمعدات سيدخل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري وبموافقة مصرية وهذه المواد من المتوقع أن تكون أيضا مصرية مما يعني تجاوز شروط الاحتلال وتأثيراته على عملية الإعمار. ولكن هناك كثير من الأسئلة تطرح من الناس ومن المراقبين للشأن الفلسطيني وخاصة لحركة حماس وحكومتها في غزة، السؤال الأول: ماذا ستجني قطر من خلال هذا الدعم لقطاع غزة في ظل حكومة حماس من إرباح سياسية تسعى إلى تحقيقها؟، وهل حماس وحكومتها مطالبة بدفع أثمان سياسية لهذا الدعم وفق القول الدارج ( من صلى طلب الغفران ). من حق قطر أن تسعى جاهدة في لعب دوراً عربيا وإقليمياً وأن تسعى إلى أن يكون لها مكانة معتبرة في المنطقة في ظل غياب مصر وانكفاء السعودية على نفسها وسوريا المطحونة بفعل ما يجري فيها على يد نظام الأسد، وهذا حق لكل دولة أن تحاول إيجاد مكانة لها على الخارطة السياسية في المنطقة، وهي تقدم الدعم في مجالات عدة لكسب هذه المكانة وتحقيق مصالحها، ولكن في المقابل علينا أن ندرك أن حركة حماس ترحب بأي دعم يقدم للشعب الفلسطيني طالما أن هذا الدعم غير مسيس، أو مطلوب مقابله دفع أثمان سياسية، والتجربة مع إيران مثلاً واضحاً أكد أن حماس ليست ورقة في جيب احد، وأنها لن تكون حليفاً هنا أو هناك بما يخالف أو يناقض مع حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، وهي على علاقة متساوية مع الجميع. وهناك من يقول أن قطر لم تقم بما قامت إلا بعد أن تلقت ضوءً أخضراً من الإدارة الأمريكية ومن (إسرائيل) للدخول إلى غزة وبدأ مشروع الإعمار بهدف أن هذا الإعمار سيجعل من حركة حماس تتصدي للمقاومة الفلسطينية بذريعة حماية المجتمع الفلسطيني والحفاظ على عملية الإعمار خشية أن تقوم قوات الاحتلال بتدمير القطاع كما فعلت في عدوانها ( الرصاص المصبوب) معركة الفرقان، وكذلك قد تؤدي عملية الإعمار إلى تخلي حماس عن المقاومة لنفس الأسباب السابقة. قد يكون هذا التفكير واردا من قبل أمريكا و(إسرائيل) وقد يكون هناك تواطؤ من قطر في هذا السياق، ولكن هناك طرف ثاني في المعادلة وهي المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام وحماس والتي لا ترى إن المقاومة تكتيك بل هي إستراتيجية وقانون التعامل مع المحتل، وأن هذا الإعمار لن يمنع المقاومة من الرد على أي عدوان أو الدفاع عن النفس والأرض والإنسان الفلسطيني، دليل ذلك أن عملية الإعمار بدأت قبل المشروع القطري وإن كانت بشكل بسيط، وفي نفس الوقت لم تتوقف المقاومة عن التصدي للعدو أو في بناء قدراتها الدفاعية وتحصيناتها تحسبا لأي عدوان على قطاع غزة، ومشروع الإعمار القطري سيمضي على الأرض وفي نفس الوقت هناك عملية إعمار تقوم بها قوى المقاومة على طريقتها الخاصة بحث تصل إلى ما يمكن أن تصل إليه من أدوات قتالية لمواجهة العدو وتعمل أيضا على تطوير قدراتها الذاتية وإعداد مقاتليها وتدريبهم على احدث طرق وسبل المواجهة مع المحتل، ولن تمنع عملية الإعمار التي تجري في القطاع المقاومة من تنفيذ عمليات ضد الاحتلال أو تجهز نفسها لأي معركة قادمة. أنا لا أخشى على حماس من أن تصبح ورقة في جيب احد ولا اخشي على المقاومة من أن تتأثر بعملية الإعمار وسيكون هناك توازن بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ويبقي مقاومته مستمرة طالما بقي الاحتلال على الأرض الفلسطينية.