24.55°القدس
23.9°رام الله
22.19°الخليل
23.64°غزة
24.55° القدس
رام الله23.9°
الخليل22.19°
غزة23.64°
الأربعاء 08 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.7

محكوم 35 مؤبدًا..

تقرير: القائد عباس السيد.. 19 عامًا من الاعتقال في سجون الاحتلال

يدخل الأسير القائد عباس السيد، عامه التاسع عشر على التوالي في سجون الاحتلال، وذلك منذ اعتقاله بتاريخ 8/5/2002، وهو محكوم بالسجن المؤبد 35 مرة.

واعتقل السيد بعد مطاردة استمرت 8 شهور، تعرض خلالها لعدة محاولات اغتيال من الاحتلال، حيث اعتقل من أحد المنازل التي كان يتحصن بها بعد اقتحام موسع لمدينة طولكرم، وقد سلم نفسه طوعاً؛ بعد أن هدد الاحتلال بقصف المنزل بقذائف المدفعية، وذلك خشية على أرواح أهل البيت الذي احتمى به.

وأخضع الأسير السيد لتحقيق قاسٍ جدا لمدة 5 أشهر استخدم فيها الاحتلال كل لأشكال التعذيب بحقه، لتصدر محاكم الاحتلال حكما بحقه بالسجن المؤبد 35 مرة إضافة إلى 50 عاما.

ووجه له الاحتلال تهمه المسئولية عن العملية المعروفة باسم عملية "فندق البارك" والتي نفّذها الاستشهادي عبد الباسط عودة وأدّت إلى مقتل (32) إسرائيلياً وإصابة (150) آخرين بجراح، إضافة إلى علاقته بعملية "هشارون" الاستشهادية التي نفّذها القسّامي محمود مرمش والتي قتل فيها (5) إسرائيليين وجرح عدد آخر.

وتعرّض القائد خلال فترة اعتقاله إلى العديد من أشكال التضييق والتنكيل سواء بعزله لسنوت طويله، أو الحرمان من الزيارات، وخاصة لزوجته الممنوعة أمنياً، والتنقلات المستمرة.

المولد والنشأة

في عام 1966م، أكرم الله تعالى عائلة السيد في مدينة طولكرم تلك الأسرة المتدينة التي تعتز بالإسلام وتربي أبنائها على مبادئه، بابنها البطل الأسير عباس الملقب "أبو عبد الله"، وعاش في كنفها على أرض وطنه، والتحق بتربية المساجد وبالسائرين في درب دعوة الإخوان.

علمته مدارس بلدته طولكرم حب الوطن والاجتهاد من أجل العلم، حتى حصل بتفوق على معدل 93.2% في الفرع العلمي، أهله لدراسة هندسة الميكانيك في جامعة اليرموك الأردنية.

وكان من المتفوقين في جامعة اليرموك وكان أحد أعضاء مجلس طلبة جامعته، ثم تخرج ليعود إلى فلسطين التي تحتاج إلى كلّ جهدٍ مخلص وكل ابن بارّ يمسح بحنانه جرحها، وتمدّها عروقه بنبض قلبها.

عاد إلى فلسطين ليعمل في مجال الأجهزة الطبية وإدارة أقسام الصيانة بشركة "الأنترميد"، وأعجبت الشركة بقدراته العقلية وإمكانياته المهنية فقدمت له منحة ليواصل تعليمه مما يجعله من أكفأ المهندسين في مجاله، وبعد عام عاد إلى أرض الوطن وتنقل بين الأعمال الحرة ذات الأسس الإلكترونية والكهربائية، غير أن الأرض وترابها والشعب ودماء الشهداء بقيت رفيقة عمله فلم تغب عن عينه ساعة واحدة، فسخر إمكاناته العقلية وقدراته الفكرية لهذا الغرض.

تزوج الأسير القائد عام 1993م، من إحدى ناشطات العمل الإسلامي في بلدته طولكرم، وهي إخلاص عبد الكريم الصويص، ورزق منها بمولودته البكر مودة وابنه عبد الله، واعتقل بعد زواجه بشهرين ليمضي في السجون أحد عشر شهراً، وبعد خروجه من المعتقل بستة أشهر أُعيد اعتقاله لمدة تسعة عشر شهراً.

مقاوم صلب

لم يكن عباس السيّد بالرجل العادي، بل إن الله منحه قوة عجيبة وقدرات قلّ ما يتّصف بها الناس، مظهره المتأنق كان يخفي عزماً من حديد، جسده الصمود الأسطوري له في زنازين الاحتلال، وباستيلات التحقيق حيث أصبح اسمه متداولاً في كراسات أمن "حماس" داخل السجون والمعتقلات تحت عنوان "رجال قهروا الشاباك".

وعن ذلك يقول أحد الأسرى الذين عايشوا عباس خلال التحقيق معه عام 1994م، حيث كانوا يدخلون زنازين نقش عباس على جدرانها عبارات تحثّ الأسرى على الصمود مثل: "الإنكار أقرب الطرق إلى الدار"، و"الاعتراف خيانة لله والوطن والمبدأ الكريم".

ورغم خطورة وضع عباس الأمني واختفائه الكامل عن الأنظار إلا أنه بقي وفياً لدماء رفاق دربه طيلة فترة مطاردته، حتى كان ظهوره الأول في مسيرة تأبين الشهيد القسامي فواز بدران في 13/7/2001م، حين أخذ المشاركون يهتفون للمهندس عباس وهو يعلن على الملأ قائلاً: "نحن في حركة حماس لا مبرّر لوجودنا على الإطلاق دون جهاد وتضحيات ومن دون دماء، الموت مكتوب علينا، فلنمت ميتة العز التي تحيي بنا من خلفنا".

هذه هي حكاية المقاومين، يتوضّؤون صهيل الفجر ويعدّون أنفسهم لما هو آت، وهي رحلة القيد الذي يتحطّم بين سواعد الرجال الذين أرادوا الخروج فأعدّوا له عدة وأحب الله انبعاثهم من حياة إلى حياة، دربٌ اختطه لنفسه ولم يسأم، وبحر خاض غماره ولم يندم، وقلب لخالقه استسلم، يلقى الآلام ولا يألم، تلك هي حكاية أسد حماس وفارس القسّام المهندس الأسير عباس السيد "أبو عبد الله".

المصدر: فلسطين الآن