نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا أعده "سايمون هوبر" عن تجربة معارض سعودي، أجبر على الوقوف أمام محكمة ألمانية لكي يحصل على اللجوء السياسي في البلاد، بعد تأخر استمر أكثر من عام ونصف.
ونقل "هوبر" في تقريره، الذي ترجمته "عربي21"، تجربة الطبيب السعودي "رشيد الأمير" (35 عاما)، الذي هرب من المملكة عام 2018، وعاش معاناة فاقمها الخوف من ممارسات الرياض، حتى حصل على اللجوء السياسي في ألمانيا.
وقال الأمير إنه لم يكن يعرف بأن على اللاجئين الانتظار طويلا حتى يتم البت في قضاياهم، وهو ما اعتبره أمرا خطيرا "يهدد مستقبل اللاجئين السياسيين، خاصة السعوديين، الذين يعيشون ظروفا صعبة"، داعيا الدول الأوروبية إلى تعجيل البت في هذه الملفات.
وأضاف: "أنا سعيد حيث سيكون طالبو اللجوء السياسي على معرفة بقضيتي لاقتباسها في حال شعروا أنهم في وضع لم تتخذ فيه سلطات الهجرة القرار".
وقال رشيد الأمير، إنه اضطر للذهاب إلى المحكمة بعدما أخر مسؤولو الهجرة قضيته 18 شهرا، وحصل على اللجوء السياسي في آذار/مارس، بعد أيام من تقديمه الدعوى القضائية ضد التأخير.
وأجبرت محكمة مدينة ماغدبيرغ المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين على اتخاذ القرار في قضية الأمير وعلى أساس أن المكتب فشل بالتعامل مع القضية في الوقت المحدد.
وقال الأمير إنه كان يعيش حياة بدون أفق في ألمانيا، في وقت يعيش فيه كل المنفيين السياسيين السعوديين خوفا بعد مقتل جمال خاشقجي، الصحفي السعودي، على يد عملاء الحكومة في إسطنبول عام 2018.
وينحدر الأمير إلى منطقة جازان ويصف نفسه بالمعارض والناشط ويعتقد أنه سيتعرض للتعذيب لو عاد إلى بلاده.
وقال: "تحتاج البلاد لحركات وناشطين يدعون للإصلاح من الداخل لكن هذا ليس ممكنا وإلا تعرضت للسجن والتعذيب"، ووصلته رسائل تحاول استدراجه للعودة لكنه تجاهلها وأبلغ الشرطة عنها.
ويقول إن الرسائل هي دليل على ملاحقة الحكومة له، وهي مشابهة لرسائل تلقاها معارضون سعوديون في الخارج اتصلت بهم أجهزة الأمن.
وسافر الأمير إلى ألمانيا للزيارة عام 2018، وحاول في البداية الحصول على اللجوء في النرويج التي أعادته إلى ألمانيا في 28 آب/أغسطس من ذلك العام، وقدم اللجوء في أيلول/سبتمبر، وحضر أول جلسة استماع في تشرين الأول/أكتوبر، وفي نفس اليوم اختفى خاشقجي.
وقال: "أول ما دخلت علمت عن اختفاء خاشقجي"، معبرا عن حالة الخوف التي انتابته آنذاك. واليوم، بعد حصوله على اللجوء، يقول الأمير أنه يشعر بالأمان طالما بقي في ألمانيا.
وكان الموقع البريطاني قد كشف في تموز/يوليو 2018 عن حالة الأمير خالد بن فرحان الذي أرسلت له دعوة للسفر على طائرة أمير سعودي آخر كان في زيارة لألمانيا، في محاولة لاستدراجه إلى المملكة.
ومنح "ابن فرحان" اللجوء بعد وصوله إلى ألمانيا بشهرين وأخبرته الشرطة أنها لا تستطيع ضمان أمنه خارج دول الاتحاد الأوروبي.