11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
17.09°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة17.09°
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: من السخف اشتراط محاربة التطرف على ثوار ليبيا

الثورة العربية في الوطن العربي ثورة شعوب، وليست انقلابات عسكرية مدعومة من جهات خارجية، وإن تدخل حلف الناتو في الثورة الليبية له أسباب سياسية خاصة وإن كانت الدوافع إنسانية، ولذلك فإنه لا يحق لأية جهة كانت أن تفرض شروطا على من نجح في التخلص من نظام مستبد، سواء من أجل الاعتراف به أو دعمه أو حتى الوقوف منه موقف الحياد. السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي وبمجرد سقوط طرابلس في أيدي الثوار أثار مسألة التطرف الليبي في صفوف الثوار ذاكرا قضية اغتيال قائد الثوار اللواء عبد الفتاح يونس وكأنه يلقي باللائمة على جهة إسلامية ما في اغتياله، من جهة أخرى دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المجلس الوطني الانتقالي إلى محاربة التطرف العنيف وحذرت من وصول الأسلحة إلى الأيادي الخاطئة، وكذلك فإن الجزائر اشترطت على المجلس الانتقالي محاربة التطرف والقاعدة من أجل الاعتراف به ممثلا شرعيا للدولة الليبية، وقد لمسنا تعهدات من مسئولين في المجلس الانتقالي بأن يتم جمع السلاح من الشعب الليبي حتى تكون هناك سلطة شرعية واحدة،تلك لغة أمريكية لا تخفى علينا، وتهدف إلى سحب السلاح من الثوار والمقاومين حتى تبقى الأسلحة في عهدة طرف واحد يمكن للغرب إملاء شروطه عليه. في ليبيا لم يكن ثمة تطرف أو إرهاب سوى ما اقترفه نظام القذافي، أما الجزائر ففيها كل أشكال التطرف والإرهاب، سواء الإرهاب الرسمي_ما قبل بوتفليقة_ أو إرهاب بعض الجماعات التكفيرية، وعلى حكومة الجزائر أن تقتلع شوكها بيدها فالتطرف عندها وليس في ليبيا،رغم أن الثورة لم تقل كلمتها في الجزائر بعد، أما أمريكا فهي لم تعد الشرطي الكوني الذي يقرر ما يشاء وهي لم تعد قادرة على فرض وصايتها على شعوب العالم، ولديها من الأزمات الاقتصادية والعسكرية ما يهدد وحدتها ووجودها والأولى بالسيدة هيلاري كلينتون والإدارة الأمريكية أن توفر شروطها أو نصائحها من أجل أمريكا ومستقبلها القاتم، وأن تكف يدها عن ليبيا وكل دولة تنجح فيها الثورة، أما المجلس الوطني الانتقالي الليبي فمهمته تقتصر على التمهيد لانتخابات برلمانية ورئاسية من أجل ليبيا ما بعد القذافي وبأسرع وقت ممكن وليس من مهام المجلس الانتقالي تنفيذ سياسات طويلة الأمد، فالقيادة الليبية التي سيختارها الشعب هي من ستتولى بناء ليبيا وتحصينها كما ستتولى تحديد علاقتها مع الغرب وخاصة أمريكا تبعا لمصالح ليبيا الحرة، وكذلك فإن القيادة الجديدة ستشرف على محاكمة كل من أجرم في حق ليبيا، ولن تكون هناك شفاعة لأحد حتى لو تدثر بالثورة وبالمجلس الوطني الانتقالي.