رغم مرور وقت طويل على تسريب الرسالة الموجهة من الرئاسة المصرية إلى دولة الاحتلال إسرائيل فيما يخص تعيين سفير مصري في دولة الاحتلال فإنه لم يصدر عن الرئاسة المصرية أي توضيح حول صدق الرسالة من عدمه، وما إذا كانت هناك تبريرات أقوى مما يشاع حول مخاطبة رئيس الكيان بالصديق بل والصديق الوفي من قبل الرئيس محمد مرسي. نقل عن المتحدث باسم الرئيس محمد مرسي بأن الرسالة صحيحة وأن صياغتها لم تختلف عن تلك في زمن النظام السابق كونها " بروتوكول" متعارفا عليه، ولكن لا أحد يجد أي مبرر لأن يوقع الرئيس المصري الثوري على رسالة تحمل معاني الصداقة والوفاء لرئيس دولة الاحتلال، فالرئيس المخلوع مبارك كان صديقا وخادما لليهود وذلك البروتوكول يعبر بصدق عن تلك العلاقة، أما وقد خلع مبارك فقد وجب مسح آثاره وتغيير إرثه ليتلاءم مع الثورة المصرية والعلاقة الجديدة مع الكيان الغاصب. الكل يشهد بأن الرئيس محمد مرسي بريء مما ورد في الرسالة وأنها لا تعبر عنه، وأن خطاباته لا تحمل الود أو المحبة لدولة الاحتلال، وما كان ينبغي أن يوقع مثل تلك الرسالة ويقع في مطبات نصبت له في القصر الجمهوري وأظهرها الإعلام الإسرائيلي، فرئيس الكيان الغاصب ورئيس وزرائه يتلهفون لمجرد نطق الرئيس المصري لكلمة " إسرائيل" فكيف لم ينتبه (إن صحت الرسالة) ويفعل ما فعله؟. الفلسطينيون عبروا عن استيائهم لتلك الرسالة، منهم بدافع الوطنية والكراهية للعدو ومنهم بدافع الشماتة والمزايدة على رئيس خرج من بين صفوف جماعة الإخوان المسلمين، ولا يمكننا الاعتراض على أي طرف، فالخطأ قد وقع أولا من مؤسسة الرئاسة المصرية ثم من جماعة الإخوان المسلمين التي لم توضح الموقف بشكل صريح من الرسالة، ولذلك لا بد للرئاسة المصرية ولجماعة الإخوان المسلمين من نفي الواقعة أو إثباتها مع الاعتذار عن مثل ذلك الخطأ الجسيم، وكذلك توجيه رسالة مناقضة لما حملته من مشاعر للعدو الإسرائيلي بشكل صريح من قبل مؤسسة الرئاسة، حتى يفهم بنو اسرائيل بأن الرئيس مرسي لا تربطه اية صداقة مع العدو الغاصب ولو على مستوى رسالة بروتوكولية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.