تدرس الإدارة الأمريكية وقف المساعدات عن الأردن، ضمن الضغوط المبذولة من أجل تسليم المواطنة الأردنية الفلسطينية الأصل أحلام التميمي إلى واشنطن.
ومن المرجح أن تثار قضية التسليم هذا الأسبوع خلال محادثات العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مع العديد من لجان الكونغرس للتعبير عن معارضته لخطط الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وفق ما جاء بوكالة "أسوشيتد برس".
وقبيل ظهور الملك عبد الله أمام الكونغرس، المقرر عقده غدا الأربعاء مع لجان العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، قالت وزارة الخارجية "إن مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية للأردن يمكن استخدامها كوسيلة ضغط لدفع السلطات الأردنية إلى تسليم التميمي".
وجاء التهديد الأخير بوقف المساعدات عن الأردن في إجابات مكتوبة قدمها مرشح الإدارة الأمريكية ليكون سفير الولايات المتحدة المقبل في الأردن، هنري ووستر، إلى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ردا على الأسئلة التي طرحها السناتور تيد كروز، من ولاية تكساس.
وكتب ووستر "الولايات المتحدة لديها خيارات متعددة وأنواع مختلفة من النفوذ لضمان تسليم أحلام عارف أحمد التميمي".
ولدى سؤاله عما إذا كانت المساعدة للأردن ستكون جزءا من هذه النفوذ في قضية التميمي، أجاب ووستر: "إذا تأكدت، فسوف أستكشف جميع الخيارات لتقديم أحلام التميمي إلى العدالة، وتأمين تسليمها، ومعالجة القضايا الأوسع المرتبطة بها مع معاهدة تسليم المطلوبين".
وقال ووستر: "سنواصل إشراك المسؤولين الأردنيين على جميع المستويات، ليس فقط في هذه القضية، ولكن أيضا في معاهدة تسليم المجرمين على نطاق أوسع".
وفي أوائل عام 2018، وقعت إدارة ترامب اتفاقية مساعدات لمدة خمس سنوات بقيمة 6.4 مليارات دولار مع الأردن ما زاد المبلغ السنوي للمساعدات بمقدار 275 مليون دولار لتصل إلى 1.3 مليار دولار.
وقالت وزارة الخارجية آنذاك إن هذه الدعم "يسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في المساعدة على تعزيز الاستقرار الإقليمي، ويدعم الأهداف الأمريكية مثل الحملة العالمية لهزيمة داعش، والتعاون في مكافحة الإرهاب، والتنمية الاقتصادية".
تجدر الإشارة إلى أن سبعة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين وجهوا في نيسان/أبريل الماضي رسالة إلى السفيرة الأردنية في واشنطن دينا قعوار، يطالبون فيها بتسليم التميمي لاستكمال محاكمتها، مؤكدين أن القانون الأمريكي يسمح بمعاقبة الأردن في حالة عدم تسليمها.
واعتبرت هيئة الدفاع عن التميمي أن طلب أعضاء من الكونغرس الأمريكي تسليمها يأتي في سياق الضغط على الأردن لتقديم تنازلات من أجل القبول بـ"صفقة القرن" الأمريكية، والتي تلقى معارضة رسمية وشعبية أردنية.
وسبق أن قررت محكمة أردنية خلال عام 2017 عدم تسليم التميمي، إلى الولايات المتحدة. واستندت إلى أن المعاهدة الموقعة بين الأردن والولايات المتحدة بتاريخ 28 آذار/مارس 1995 لتسليم "المجرمين الفارين لديهما"، لم يصادق عليها مجلس الأمة استكمالا لمراحلها الدستورية رغم توقيعها.
وفي 2013 أدرجت وزارة العدل الأمريكية التميمي على قائمة "أخطر الإرهابيين المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي"، ووجهت لها تهمة "التآمر لاستخدام سلاح دمار شامل ضد أمريكيين خارج الولايات المتحدة".
واعتقلت التميمي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد اتهامها بالمشاركة في تنفيذ عملية تفجير لأحد المطاعم بمدينة القدس المحتلة، قتل فيها 15 شخصا بينهم أمريكيان، وحكم عليها بالسجن بالمؤبد 16 مرة في 2001.
وأفرج عن التميمي ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها حماس مع الاحتلال بوساطة مصرية، عام 2011، وعادت لعمّان كونها تحمل الجنسية الأردنية.
رسالة العائلة للعاهل الأردني
وعلى خلفية التهديد الأخير، وجهت عائلة التميمي، رسالة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مطالبة إياه بالعمل على إغلاق ملف القضية المرفوعة ضد ابنتهم أحلام التميمي، لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
وجاء في رسالة العائلة للعاهل الأردني،، "إن مواقفكم العروبية والوطنية تشهد لكم، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمر فيه أُمتنا، التي عبرها رفضتم أي مقايضة على الحقوق الثابتة للوطن والأمة، وأثبتم للقاصي والداني، أن الأردن تحت رايتكم الهاشمية لم ولن يقبل بأية مساومات تنتقص من كرامته الإنسانية وسيادته الوطنية على كافة ترابه الوطني".
وأضافت: "نتوجه لكم، نحن عائلة التميمي في المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين و المهجر، العمل على إغلاق ملف القضية المرفوعة ضد ابنتنا وابنتك "أحلام عارف التميمي" لدى الولايات المتحدة الأمريكية، والمعروفة لديكم، والتي بموجبها، باتت الإدارة الأمريكية تطالب المملكة بتسليم ابنتنا لها، لاعتبارات غير قانونية، إنما سياسية لا تخفى عليكم".
وتابعت: "نعرف حجم الضغط الكبير الذي يُمارس في هذا الأمر، لكننا نعرف أكثر أن النشامى، وأنت عقال رأسهم، لا يقبلون بوقوع أيّ ضيم أو غُبن أو مَس بحرائرهم النشميّات، فهنّ المصونات دوما في كنفكم الهاشمي العامر".
وأردفت: "نتوجه لجلالتكم، وأنتم على أعتاب سفر مرتقب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لإجراء لقاءات ومحادثات مع إدارتها، العمل على إغلاق هذا الملف جذريا وطيّ صفحاته مع الإدارة الأمريكية، وكَفّ يدهم عن ابنة هذا الوطن العزيز بإنهاء المطالبة بالتسليم".