الحمل هو فترة مليئة بالإثارة والترقب والاشتياق لرؤية المولود الجديد،لكن ماذا عن الحوامل في زمن تفشي فايروس كورونا كوفيد 19؟ ولا يخفى على الجميع أن انتشار فيروس الكورونا يحمل في طياته الكثير من الخوف والقلق للأم الحامل، خصوصاً أن هذا المرض مستجد ولا توجد دراسات كافية عن مدى تأثيره على الحامل وجنينها، هي معلومات تضعها الدكتورة باسمة جمال الدين، اختصاصية نساء وولادة من مستشفى الزهراء بين أيدي الأمهات الحوامل.
ماهو كوفيد 19؟
الكوفيد 19: هو إنتان فيروسي يشبه العديد من الفيروسات التي تسبب نزلة البرد لكن إصابته لبعض الناس الذين يعانون من مشاكل صحية قد يدهور حالتهم الصحية مما يستدعي دخول المشفى،أوحتى وحدة العناية المركزة.
ماهي طرق انتشار كوفيد 19؟
غالباً ما ينتقل الكوفيد عن طريق الاتصال المباشر لشخص يعاني من أعراض الكوفيد أو ملامسة أشياء سبق أن لمسها أو عطس عليها، يتواجد الفيروس في اللعاب والمفرزات الأنفية ويدخل بملامسة الفم أو الأنف أو العين…
خطورة انتقال الفيروس للحامل
من المعروف أن الالتهابات التنفسية كالإنفلونزا تكون أكثر خطورة إذا أصيبت بها الحامل وخصوصاً في الثلث الأخير من الحمل،مما يضطر الطبيب في بعض الأحيان إلى توليدها في وقت مبكر(ولادة مبكرة) ليمكنها التعافي بشكل أسرع، لذلك لابد للحامل من الاحتياط أكثر واتباع الأساليب الوقائية للحيلولة دون التعرض لهذا الفيروس، لكن في معظم الحالات تكون الإصابة لدى الحامل طفيفة وحتى دون أعراض في أغلب الأحيان.
هل بإمكان الفيروس الانتقال إلى الجنين؟
حالياً،لا يوجد أي دليل يشير إلى أن الكوفيد 19 يسبب أي تشوهات في الجنين، أو يحدث أيتغيرات في نمو الجنين ولا علاقة للإصابة بفيروس الكوفيد بالإجهاض، فهو لايزيد من نسبة حدوث الإسقاطات فيما لو تعرضت الحامل للإصابة به في الأشهر الأولى من حملها.
لا يوجد أي دليل حتى الآن يثبت إمكانية الفيروس للجنين أثناء وجوده في الحياة الرحمية، لكن من المحتمل انتقاله فيما بعد حيث تم الإبلاغ عن حالات كوفيد عند حديثي الولادة بعد الولادة بـ 30 ساعة.
الدراسات الحديثة تدل على عدم وجود الفيروس في دم الحبل السري أو السائل الأمينوسي أو المشيمة ولا حتى في المفرزات المهبلية.
ماذا عن الحامل العاملة في زمن الكورونا؟
ينصح للحامل التي تعاني من مشاكل صحية في القلب أو الرئتين أو بعض الأمراض المزمنة كالسكري أو الضغط، البقاء في المنزل وعدم الذهاب للعمل، هناك بعض الوظائف تمكن المرأة من العمل داخل المنزل فسيكون ذلك خياراً رائعاً لها.
ماذا عن الزيارات الدورية للحامل، هل ما تزال آمنة؟
تخشى العديد من الحوامل الذهاب إلى المواعيد المقررة من قبل الطبيب، وتفضل استشارته عن طريق الهاتف أو عن طريق الإنترنت، لكن أحب أن أنوه إلى أنه عادة ما تكون مقابلة الطبيب قصيرة المدة، فمن المرجح أن فترة بقائها في المشفى تكون قليلة، وقد عملت معظم المشافي على اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار الفيروس، كما أجرت بعض التعديلات لضمان مقابلة الطبيب في الموعد المحدد من دون أي تأخير، بالإضافة لتطبيق التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة الإجباري على كل العاملين في المشفى من الطاقم الطبي وغيرهم.
لا ننسى أن الطبيب هو المسؤول عن إرشاد الحامل حول المواعيد المهمة، وإهمال هذه المواعيد أو التغافل عنها قد ينجم عنه أضرار قد تكون خطيرة على صحة الأم الحامل ووليدها المنتظر.
ماذا عن حماية الرضيع من الإصابة في حالة إصابة الأم؟
حسب الدراسات الحالية، لا توجد خطورة من انتقال الفيروس عن طريق حليب الأم، لكن على المرضع أخذ الاحتياطات اللازمة كلبس الكمامة أثناء الإرضاع، وغسل اليدين بشكل جيد قبل وبعد ملامسة الرضيع.
يعتبر سحب الحليب عن طريق المضخة ومن ثم إرضاع الطفل من قبل شخص آخر خياراً مناسباً ريثما يتم تعافي الأم، وشفاؤها من مرضها لتعاود إرضاع طفلها بشكل مباشر.
ماذا على الحامل فعله في الأماكن المزدحمة؟
تضطر الحامل في بعض الأحيان للذهاب لبعض الأماكن المزدحمة، فمن أجل حمايتها عليها أن تترك مسافة أمان (حوالي مترين) بينها وبين الأشخاص الآخرين، ولا ننسى لبس الكمامة الواقية، وغسل اليدين بالماء والصابون كلما أتيحت الفرصة، فهي من الإجراءات الوقائية الهامة.
هل مازالت الولادة في المشفى أمرًا صائبًا؟
في ظل انتشار الكورونا يتبادر إلى الأذهان أن المشافي هي بؤرة لتواجد الفيروس مما يثير المخاوف لدى الحامل من الولادة في المشفى، لكن لا داعي للخوف بعد الآن، فهناك أماكن مخصصة للعزل متواجدة في معظم المشافي تضمن للحامل إلى حد ما البقاء بعيداً عن المصابين،وفي بعض البلدان ماتزال الولادة في المنزل خياراً آمناً لكن بعد استشارة الطبيب حيث يعتمد الأمر على وضعها الصحي، كما تتطلب الولادة في المنزل وجود خط سريع وآمن يضمن وصولها المشفى في حال حدوث مضاعفات لا قدر الله.
هل يسمح لأفراد الأسرة أو الأقارب بالتواجد في غرفة الولادة؟
تدعو الكثير من المشافي للحد من عدد الزائرين للحد من فرص التواصل المباشر، لكن الأم في حالة الولادة تحتاج للكثير من الدعم، ففي هذه الأحوال عليها أن تختار شخصاً واحداً يوفر لها كل هذا الدعم، قد يكون الزوج أو أمها أو أختها أو أحد الأصدقاء، لكن طبعاً مع أخذ كافة الاحتياطات الوقائية اللازمة من لبس الكمامة وغيرها.
يجب علينا أن نقدر عمل الفريق الطبي ولا نضغط عليهم للسماح للمزيد من للزائرين، فهم يبذلون قصارى جهدهم لحماية جميع أفراد المجتمع.
ماهي الوسائل التي تخفف القلق والتوتر لدى الحامل في زمن الكوفيد؟
يمكن أن يساعد وضع خطة للولادة في تخفيف مشاعر القلق لدى الحامل، تشمل هذه الخطة اختيار الطبيب المناسب الذي ترتاح معه الحامل، ومعرفة مكان الولادة في المشفى المخصص حيث يمكن للحامل رؤية غرفة الولادة مسبقاً والتعرف على الطاقم الطبي.
يجب أن يكون لدى الأم الحامل رقم هاتف المشفى (الخط الساخن) الذي تستطيع من خلاله التواصل مع الطاقم الطبي في أي وقت، فهذا أيضاً يشعرها بالأمان.
هناك أشياء بسيطة يمكن أن تمارسها الحامل تخفف من التوتر والقلق كممارسة الرياضة الخفيفة وتمارين الاسترخاء والتنفس بالإضافة إلى الاهتمام بالغذاء المتوازن وشرب كميات كافية من الماء، ولا ننسى أهمية الدعم المعنوي من قبل الأصدقاء والأسرة.
ما هي الأسئلة التي على الحامل أن تسأل طبيبها في حال قربت ولادتها؟
يجب أن يكون لديك سيدتي علاقة جيدة مع طبيبك، وعليه أن يجيب عن أسئلتك بكل صراحة ووضوح بما يتعلق بخطة الولادة، فمن هذه الأسئلة:
1 - هل أنا معرضة لخطر الإصابة؟ هل هناك أشخاص مصابون بالمرض تواجدوا في المكان المخصص لولادتي؟
2 – ما هو عد الأشخاص المسموح لهم للبقاء معي في فترة الولادة، وأثناء تواجدي في المشفى؟
3 - هل يمكنني إرضاع طفلي؟
4 - هل ستكون الولادة طبيعية أم قيصرية؟
5 - ماهي الأغراض التي علي أن أجهزها وقت الذهاب للمشفى؟
ما هي الاحتياطات مابعد الولادة في زمن الكوفيد؟
مع أن اجتماع العائلة والأصدقاء في هذا الحدث أمر رائع لكن في عهد الكورونا يتطلب الأمر عدم السماح للأصدقاء أو الأقارب بزيارة المنزل خوفاً على المولود والوالدة.
لذلك استمتعي بالهدوء مع عائلتك في هذا الوقت فإنه شعور لا يوصفبأن تكوني قادرة على الارتباط بطفلك وحدك واكتشاف هذا المخلوق الجديد بهدوء دون تدخل الآخرين…
دمتم ودام الجميع بخير وسلامة.