أثار الاتهام شبه الرسمي من السلطات السعودية لضابط الاستخبارات السابق سعد الجبري بالفساد جدلا واسعا، لا سيما بعد نشر "نيويورك تايمز" معلومات تقول إنها حصلت على وثائق تكشف نية محمد بن سلمان جلب الجبري من كندا.
بعد تتبع مقالات لكتاب مقربين من الحكومة، وتغريدات من حسابات تعمل بشكل منظم، تبين أنها تتوجه نحو قضيتين جديدتين بعد "فساد الجبري"، وهما "علاقته بالإخوان"، و"تورطه بالتقصير في الملف الأمني خلال عهد محمد بن نايف".
تمهيد جديد؟
على غرار الحملة التي سبقت نشر "وول ستريت جورنال"، نقلا عن مسؤولين سعوديين، أن الجبري متورط بالفساد، تسير هذه الحملة على الأسلوب ذاته، ما قد يشير إلى تهم جديدة ضد المسؤول الهارب إلى كندا.
مقالات وحسابات موالية للحكومة، تنشط بشكل متزامن في القضايا الجدلية، نشرت معلومة مفادها أن الداعية المعتقل سعد البريك هو صهر الجبري، ووفقا لهذه الحسابات (بعضها وهمية وأخرى بأسماء حقيقية)، فإن الجبري متورط في إيجاد موضع لدعاة "الإخوان" داخل المنظومة الأمنية.
واتهمت هذه الحسابات الجبري بأنه المسؤول عن السماح بتوزيع محاضرات للدعاة ناصر العمر والبريك داخل المنظومة الأمنية وبين رجال الشرطة، إضافة إلى الشيخ سلمان العودة الذي طُبع له كتاب على نفقة وزارة الداخلية، بحسب قولهم، وذلك بهدف التأثير عليهم فكريا، بحسب قولهم.
إضافة إلى اتهامه بأنه المسؤول عن إدخال دعاة وباحثين ينتمون فكريا لـ"الإخوان" إلى لجان "المناصحة"، وهو ما أفشلها، بحسب قولهم.
ولجان المناصحة تأسست في عهد محمد بن نايف؛ بهدف تغيير الأفكار المتطرفة لدى الموقوفين الأمنيين، إلا أن العديد ممن تخرجوا منها عادوا للالتحاق بتنظيمي "القاعدة "و"داعش".
"جاسوس"
الحسابات الموالية للحكومة، والتي تُتهم الأخيرة بأنها من تديرها وتوجها، ذهبت إلى أبعد من ذلك، بالقول إن الجبري هو جاسوس منذ القدم لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وتركيا التي كان جدّه أحد جنود الحامية العثمانية فيها، بحسب قولهم.
واتهمت حسابات ومدونات موالية للحكومة الجبري بأنه قام بتسريب معلومات حساسة للتنظيمات الإرهابية (القاعدة)، في وقت كانت فيه حرب المملكة ضدها على أشدها.
ومن المعلومات المثارة ضد الجبري؛ حصوله على منزل كهدية من الحكومة التركية في أنطاليا، إضافة إلى دخوله مع جماعة الإخوان المسلمين والاستخبارات التركية في الترتيب لمخطط يهدف إلى إحداث انقلاب في السعودية.
والجبري (61 عاما) حاصل على درجة الماجستير في هندسة الكمبيوتر، وهو عالم برمجيات بارع، أسس منظومة سيبرانية في كلية الملك فهد الأمنية بالرياض، وكان طموحه العمل في أرامكو عند عودته من الابتعاث في 1997، إلا أن وزير الداخلية حينها الأمير نايف بن عبد العزيز استقطبه لإعطاء دورات أمنية، ومنذ ذلك الوقت تطورت علاقته بمحمد بن نايف، ليصبح ساعده الأيمن لحين عزله.
"توتّر قديم"
نشرت معرفات موالية للحكومة تغريدات متوالية حول مواقف سابقة حصلت في عهد الملك عبد الله، تشير إلى حساسية في العلاقة بين الجبري والملك سلمان (أمير الرياض حينها).
واتهمت حسابات الجبري بأنه المسؤول عن تحريض الدعاة على الأمير سلمان حينها، الذين خرجوا في تصريحات تتهمه بالوقوف خلف "محاربة الاحتساب" و"اعتقال العلماء".
ونشر حساب آخر معلومات زعم خلالها أن الجبري ومحمد بن نايف كانا رافضين لدعم الرياض الانقلاب العسكري في مصر، وأن الأمير سلمان حينها تدخل بحزم ضدهما، ودفع الملك عبد الله لاتخاذ موقف داعم للسيسي.
وفي وقت سابق، نفى خالد، نجل سعد الجبري، أن يكون والده متورطا في أي قضية أمنية، كاشفا أنه تعرض لمحاولتي اغتيال، "تدحضان أي اتهام له بالعلاقة بالإرهاب أو جماعة الإخوان المسلمين".
وكان محمد بن نايف (وزير الداخلية وولي العهد السابق)، اعتمد على الجبري في الحرب ضد تنظيم القاعدة، بدءا من العام 2003، وكان له دور في جمع معلومات عن أعضائهم بالتعاون مع أجهزة استخبارات دولية، إضافة إلى زرعه جواسيس بينهم.
يشار إلى أن السلطات السعودية تعتقل ابن وابنة الجبري منذ عدة شهور، للضغط عليه من أجل العودة وتسليم نفسه.
في 2010 و 2011 كانت هناك حملات كبيرة جداً ضد الملك سلمان يوم أن كان أميراً للرياض ، وكانت هذه الحملات تحت دعم وغطاء سعد الجبري و محطيه..
— مجموعة نايف بن خالد (@naif4002) July 19, 2020
حينها كان الملك سلمان يعلم أن هناك حكومة ظل تعمل بخفاء لإسقاط الدولة.. وهذا بإعتراف الإرهابي الإخواني التكفيري يوسف الأحمد.. pic.twitter.com/laRxluXA8D