27.22°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.7°غزة
27.22° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.7°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

خبر: الأسرة الفلسطينية الضحية الأولى للاعتقالات

لقد أثر الاعتقال بشكل مباشر على الأسرة الفلسطينية التي تعتبر دعامة أساسية من دعائم البناء الاجتماعي، خاصةً أن قضية الاعتقالات لا تمثل فقط معاناة للأسير نفسه، إنما تترك عواقب وخيمة على عائلته، بما يشمل ذلك من ضغوطات اجتماعية واقتصادية ونفسية. وتضررت الكثير من العائلات الفلسطينية بسبب غياب الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن، وأدى ذلك إلى اختلال كبير في نظام العائلة، إضافة إلى حالة القلق التي تعيشها خلال فترة اعتقال أحد أفرادها، حيث لا يمكن أن تؤدي الأسرة جميع وظائفها في حالة غياب الأب ووجوده داخل المعتقل. ففي كثير من الأحيان تبرز العديد من المشكلات داخل الأسرة تتمثل في عدم تقدير كل فرد في الأسرة لمسئولياته الجديدة التي استجدت، إضافة إلى عدم قدرة الزوجة على القيام بكافة الأعباء في ظل غياب رب الأسرة. وبين تقرير نشر مؤخراً أن 40% من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال هم من المتزوجين، وهذا يؤثر بدوره على وضع الأبناء النفسي ومستقبلهم، إضافة إلى تأثير ذلك على وضع العائلة الاقتصادي. وحسب دراسة وزارة الأسرى فإن 91% من الأسر الفلسطينية التي مرت بتجربة الاعتقال تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، وتكون المعاناة أكثر وضوحاً إذا كان المعتقل هو المعيل الوحيد للأسرة. [title]معاناة مضاعفة[/title] وقال المختص في شئون الحركة الأسيرة الفلسطينية "ثامر سباعنة" إن :"معاناة الأسرة الفلسطينية تتضاعف نتيجة الخسائر المادية الناجمة عن أعمال الانتقام التي يقوم بها جنود الاحتلال، مثل: هدم المنزل أو إغلاقه أو تدمير محتوياته، إضافة إلى ما تتكبده عائلة الأسير من أعباء مادية جديدة ناتجة عن التكاليف المادية التي تتكبدها العائلة أثناء الزيارات إلى السجون من شراء مستلزمات الأسير المختلفة وإدخال الكنتين ودفع الغرامات التي تفرضها إدارة السجن أو المحكمة الإسرائيلية على المعتقل". وأشار إلى أن الاعتقال يضع مسؤوليات جديدة على زوجة الأسير ويلقي عليها أعباءً إضافية ثقيلة، حيث تقوم بدور مزدوج وهو دور الأب والأم معاً واضطرار الكثير من الأبناء في كثير من الأحيان إلى ترك المدرسة والذهاب إلى العمل لمساعدة الأم". من جهتها، تقول "أم البراء" زوجة الأسير أحمد حامد: "الأب هو عمود البيت، إن غاب يهتز كيانها، وتفقد العائلة استقرارها .. مثلا بالنسبة للمدرسة براء يتمنى أن يأتي والده للسؤال عنه كبقية أقرانه وعندما يتعرض لأي مشكلة يشعر بنقص وخوف؛ لأن ليس لديه من يدافع عنه". وتضيف "عانيت كثيراً في بداية دخوله إلى المدرسة من ضعف شخصيته وخوفه من المشاركة في الإذاعة الصباحية وكذلك تحسسه من أي توجيه أو انتقاد ورفضه للمشاركة في الحصة، ولكن بفضل الله ومع تعاون من المدرسة استطعنا تحسين ثقته بنفسه". وتتابع "كما أن هناك العديد من الأمور التي تهم الأولاد (الذكور) لا استطيع توفيرها له، ودائما يقول (لو أن أبوي عنا كان عملي إياها).. ومع كل الجهود التي أبذلها من أجل سد الفراغ الذي تركه زوجي، إلا إنني في كثير من الأحيان أشعر بالعجز لأنه من الصعب أن أكون إما وأب في الوقت ذاته". [title]آثار نفسية[/title] ولعل الآثار النفسية الناتجة عن الاعتقال هي الأكثر خطورة، خاصةً على الأبناء الذين يحرمون من رؤية والدهم لسنوات طويلة. حيث بينت الدراسة أن الكثير من أبناء الأسرى يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة اعتقال الأب وغيابه ويمرون بحالات من القلق وقلة النوم والشعور بالانطواء والعزلة، والكثير منهم يميل نحو العنف والشعور بعدم السعادة والإحساس بالحنان والفرح لعدم تمتعه بالحياة كبقية الأطفال. إضافة إلى معاناة الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، وهنا يقول الأسير المحرر "أمجد أبو عصب" عن أطفال مدينة القدس الأسرى: "الأطفال في القدس باتوا يشكلون تهديدا حقيقيا لهذا الاحتلال، وهذا ما تحدث عنه ما يسمى بوزير الأمن الداخلي، يوجد في القدس (16) طفلاً أسيراً دون الـ 16 عاما، يقبعون في سجن "أوفيك"، الذي يقع ضمن سلسلة سجون "هداريم" و"هشارون"، ويعاملون كجنائيين، وذلك في محاولة حثيثة من الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني ويفرض عليهم داخل السجن الاستماع إلى محاضرات وتوجيهات من مشرفين اجتماعيين مشبوهين". وتابع "جزء آخر من الأطفال تفرض عليه الإقامة الجبرية في منزل أحد أقاربه بحيث يتم وضع شرط أن يكون الأب موجودا من الساعة 8 صباحا ولغاية 8 مساء والأم من الساعة 8 مساءً لغاية 8 صباحاً أو بالعكس،أي يحول الاحتلال الأهل إلى سجانين، فالطفل يريد أن يلعب و أن يخرج خارج المنزل، فيضطر الأهل أن يفرضوا على ابنهم بأن لا يغادر المنزل، ما يضع الطفل في وضع نفسي صعب، و كثير من الأطفال من يعاني من الأرق و الخوف أو التبول اللا إرادي". ويضيف أبو عصب: "قد يمكث الطفل في الإقامة الجبرية، مبعداً عن بيته ومدرسته لفترة قد تمتد إلى عام وعام ونصف- الإقامة الجبرية قد تكون في منزل الجد أو الخال أو العم-". [title]آثار اجتماعية[/title] ويترك الاعتقال آثاراً اجتماعية داخل العائلة من خلال عدم سماح سلطات الاحتلال لأكثر من 20% من الأسر الفلسطينية من الزيارات، في حين أن جميع عائلات أسرى قطاع غزة محرومون من الزيارات منذ أكثر من 5 سنوات. ويترك هذا الأمر أيضاً آثاراً نفسية على أفراد العائلة نفسها، وكذلك ما يتعرّض له أهالي الأسرى من معاناة وإهانات وإذلال على الحواجز العسكرية خلال الزيارات. [title]نظرة المجتمع[/title] أما عن نظرة المجتمع الفلسطيني ولتعامله مع أهالي الأسرى، فتشير "أم البراء" إلى أنه "بشكل عام أغلب الناس تحترم عائلة الأسير لصبرها، ولكن المجتمع يضع لك قيود، فزوجة الأسير عليها أن تكون أشد حرصا من أي امرأة أخرى على كل كلمة أو حركة لها فهي تحت المجهر والنتيجة للنقد لا للتوجيه.. فعلى الرغم من أن عليها أن تكون أما وأب ولن تجد أي مساعدة من احد في تربية أبنائها أو توفير متطلبات بيتها، إلا أنها تحاسب على كل حركة تتحركها. كما يترك الاعتقال أعباء اقتصادية هائلة على المجتمع الفلسطيني نتيجة الدمار الذي يحدثه الاحتلال عند اعتقال أي أسير من تدمير للمنازل أو محلات تجارية أو إغلاقها أو تهجير للسكان أو إبعاد أسرى إلى الخارج أو حتى إبعادهم عن أماكن سكناهم. إضافة إلى ما تتطلبه احتياجات الأسرى داخل السجون وعائلاتهم من عناية ودعم اقتصادي ومادي والبحث عن برامج ومشاريع لتأهيل وإدماج الأسرى المحررين في المجتمع الفلسطيني للتغلب على الآثار التي تركها الاعتقال نتيجة غيابهم لفترات طويلة داخل السجون.