أكد مصدر فلسطيني مُطّلع، الأحد، أن جهوداً "صعبة" تبذلها الأطراف الوسيطة، من أجل احتواء التصعيد في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار.
وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الأناضول، إن تحقيق الهدوء بين قطاع غزة و"إسرائيل"، مرتبط بتنفيذ "إسرائيل" التزاماتها تجاه تفاهمات التهدئة التي أبرمتها سابقاً مع الفصائل الفلسطينية.
وبشأن جهود الوسطاء، قال المصدر الفلسطيني إن الاتصالات "مستمرة على قدم وساق في أعقاب زيارة الوفد المصري لغزة الأسبوع الماضي، والذي أبلغ حماس أنه يواصل جهوده بشكل مكثف بهذا الشأن".
وأوضح المصدر أن مساعٍ حثيثة تُبذل من قبل كل من: مصر، وقطر، والأمم المتحدة؛ لضمان عدم انجرار الأمور إلى التصعيد.
واستدرك بالقول إن تلك الجهود "لم تُفلح حتى الآن في تحقيق تقدم ملموس ينزع فتيل الأزمة، وإن الأمور ما زالت صعبة".
وكشف المصدر عن زيارة مرتقبة للسفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة (تتبع لوزارة الخارجية القطرية)، إلى القطاع خلال الأسبوع الجاري، في محاولة لاحتواء التوتر القائم.
وقال إن تلك الزيارة تأتي بمبادرة ذاتية من دولة قطر، في إطار جهود الوسطاء للمساهمة في تجنب التصعيد.
**أسباب التوتر
وبحسب المصدر، فإن بواعث التوتر الحالي في غزة نابعة من حالة الامتعاض الشديد لدى حماس والفصائل، من "مماطلة إسرائيل وتلكؤها في تنفيذ التزاماتها السابقة، بشأن رفع الحصار الخانق عن قطاع غزة".
ويسود قطاع غزة، منذ نحو أسبوعين، حالة من التوتر الأمني والميداني، حيث يقصف الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي، أهدافاً يقول إنها تتبع لحركة "حماس"، رداً منه على إطلاق البالونات الحارقة.
ويقول مطلقو البالونات إنهم يستخدمونها، بهدف إجبار إسرائيل على تخفيف الحصار عن قطاع غزة المفروض منذ عام 2007، والذي تسبب في تردي الأوضاع المعيشية للسكان.
وتتخذ السلطات الإسرائيلية تدريجياً إجراءات عقابية مُشددة بحق قطاع غزة.
واليوم الأحد، كشف مسؤول فلسطيني، لوكالة الأناضول أن "إسرائيل" قررت، منع إدخال كافة أنواع السلع والبضائع إلى قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم (جنوبا)، باستثناء "الغذائية والطبية" منها.
ومنذ نحو أسبوع، تمنع "إسرائيل" إدخال مواد البناء والوقود لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، كما تُغلق البحر أمام الصيادين.
وأعلنت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة إطفاء مولداتها بشكل كامل، جراء منع إسرائيل إدخال الوقود اللازم لتشغيلها، ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن أهالي غزة بشكل مستمر لأكثر من 20 ساعة يومياً.
**رسائل بانتظار الردود
وكشف المصدر الفلسطيني، عن تفاصيل زيارة الوفد الأمني المصري، للقطاع، الأسبوع الماضي.
وقال إن الوفد المصري استمع إلى مطالب قيادة حماس ونقلَها لـ"إسرائيل".
وأضاف إن المصريين لم يطرحوا حلولا أو مبادرات، خلال الزيارة.
ولفت المصدر إلى أن "إسرائيل" تلقّت رسالة مفادها أنه "لن يكون هناك هدوء، طالما لم يتم تنفيذ التفاهمات المتعلقة بإنهاء الحصار، مضيفاً أن الرد الإسرائيلي الرسالة لم يأتِ بعد".
وأوضح أن مطالب الفصائل الفلسطينية، لا تقتصر على "إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، أو زيادة مساحة الصيد، وإدخال الوقود لمحطة الكهرباء، وإنما هناك تفاهمات جرى الاتفاق عليها مسبقاً ولابد من تنفيذها".
وقال "في غزة، مُصممون على تحقيق تلك المطالب، ومستعدون للمضي بعيداً من أجل إجبار إسرائيل على تنفيذها".
وتابع "هذه المطالب قديمة وليست جديدة، وكانت "إسرائيل" تعهدت بتحقيقها ضمن تفاهمات التهدئة خلال العامين الماضيين، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وبقيت تلك البنود تراوح مكانها".
وختم المصدر الفلسطيني بالقول إن "الحصار على قطاع غزة بلغ مراحل لا يمكن تقبّل استمرارها، وإن المقاومة جاهزة لكل الخيارات، إلا خيار إبقاء الحصار واستمرار معاناة المواطنين".