كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تفاصيل جديدة بشأن التطبيع السعودي مع إسرائيل، وموقف كلاً من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد محمد بن سلمان من التطبيع الإماراتي البحريني مع تل أبيب.
وقالت الصحيفة، إن الملك سلمان صُدم حينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توصل الإمارات واسرائيل لاتفاق سلام بداية الشهر الماضي، موضحةً أن محمد بن سلمان لم يبلغ والده بعزم الإمارات توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل خشية أن يقوم والده بعرقلته.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: “الملك يعارض أفكار ابنه محمد بشأن إقامة سلام مع إسرائيل، فالملك سلمان متعلق بالقضية الفلسطينية وكان يسمي نفسه دائماً سفير الفلسطينيين في الرياض قبل أن يكون ملكاً”.
وتابعت الصحيفة: “أمر الملك سلمان الغاضب في وقت لاحق وزير خارجيته بإعادة تأكيد التزام المملكة بإقامة دولة فلسطينية، دون الإشارة إلى اتفاق التطبيع وكتب أحد المقربين منه مقال في صحيفة سعودية أشار فيه إلى أنه كان على الإماراتيين الضغط على الإسرائيليين للحصول على مزيد من التنازلات”.
وأكملت: “قال مستشاران مقربان من ولي العهد السعودي إنه يريد التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لكنه يعلم أن ذلك شبه مستحيل طالما أن الملك على قيد الحياة، الأمر الذي دفعه لإرغام البحرين على توقيع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل”.
وتابعت الصحيفة: “في ضوء مقاومة والده لفكرة التطبيع السعودي مع إسرائيل، أخبر الأمير محمد مستشار ترامب الخاص جاريد كوشنير، أن أقصى ما يمكن أن تفعله السعودية في الوقت الحالي هو جعل البحرين الصغيرة تشارك في الصفقة، على حد قول اشخاص مطلعين”.
ونقلت الصحيفة، عن داني دانون السفير السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة، قوله، إنه أجرى عشرات المحادثات الخاصة مع نظرائه السعوديين والإماراتيين بالإضافة إلى المسؤولين الزائرين من الدولتين اثناء توليه مهام منصبه لتنسيق الإجراءات ضد إيران.
كما ونقلت الصحيفة، عن مسؤول كبير في إدارة ترامب، قوله، إن الأمير محمد عرض موقف السعودية بشأن العلاقات مع إسرائيل ووافق على فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل وأخبر كوشنر أنه إذا قررت البحرين تطبيع العلاقات مع إسرائيل فهناك “مسار واضح للقيام بذلك”.
وعلق الصحفي الفلسطيني، نظام المهداوي، رئيس تحرير صحيفة “وطن”، ساخراً من الرواية التي حاولت السعودية تمريرها قائلاً في تغريدة له :” #محمد_بن_سلمان يسرب معلومة لوول ستريت مفادها أن والده يعارض التطبيع مع #إسرائيل وأنه تفاجئ بتطبيع #الإمارات وأن أقصى ما يستطيع تقديمه تطبيع #البحرين بإعتبارها محافظة سعودية “.
وأضاف المهداوي في تغريدته ذاتها :” الغبي فقط من يصدق هذه الرواية. بن سلمان يفاوض على تبييض صفحته عالميا بعد اغتياله خاشقجي قبل التطبيع العلني “.
وأصبحت البحرين مؤخرا رابع دولة عربية تقيم علاقات طبيعية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد مصر 1979، والأردن 1994، ثم الإمارات في 2020.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، جانباً مهماً في اتفاق التطبيع البحريني الإسرائيلي، والذي أعلن عنه الجمعة الماضية وفق بيان أمريكي إسرائيلي بحريني ثلاثي.
وقالت الصحيفة، إن الاتفاق يشكل إلى حد كبير خروجاً دبلوماسياً من الصندوق، ويخدم بشكل خاص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معركته الانتخابية، لافتةً إلى أنه يفتح بابا يتيح للسعودية أن تحذو حذو البحرين.
وأوضحت الصحيفة، أن البحرين ليست الدولة العربية الأهم بين دول الخليج، لكن إقامة العلاقات هو تطور مشجع يساهم في إضفاء الشرعية على إسرائيل، كدولة ذات سيادة في نظر جيرانها العرب، مضيفة أنه على غرار الإمارات، إسرائيل والبحرين تقيمان علاقات ثقافية وتجارية ورياضية، بصورة غير رسمية منذ التسعينيات.
وأضافت الصحيفة: “بخلاف الإمارات وعُمان، فإن أغلب سكان البحرين هم من الشيعة – يوجد عليها نفوذ إيراني قوي ومعارضة شديدة وسط المواطنين لتطبيع العلاقات”، منوهةً إلى أن أهمية الاتفاق مع البحرين تنبع بشكل أساسي من العلاقة الشجاعة بين البحرين والسعودية.
وأشارت إلى أن الاتفاقية نفسها، بحسب تقدير خبراء، تكونت بتأثير من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، حتى يأتي يوم يكون من الأسهل على السعودية، إنشاء علاقات مع إسرائيل في إطار أوسع من الدول العربية.
وأضافت الصحيفة العبرية ان من أهم أسباب إنشاء العلاقات هو “رغبة الرئيس الأمريكي، التباهي بإنجاز دبلوماسي آخر يساعده في الانتخابات، وربما يحسّن فرصه في الحصول على جائزة نوبل للسلام”، لافتة إلى أن “جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، يعمل بجهد على هذا الأمر على الرغم من عدم وجود فرص كبيرة”.
واعتبرت الصحيفة ان “تطبيع العلاقات مع البحرين سيساهم في تعزيز قدرة “إسرائيل” على التعامل استخباراتياً، وربما حتى عسكرياً، مع التهديد الإيراني.. ليس المقصود أن تقاتل البحرين نيابة عنا، لكنها يمكن أن تتيح لنا الوصول إلى مختلف الخدمات التي يمكن أن تفيدنا. ويمكن أيضاً أن تشكل البحرين سوقاً للتكنولوجيا الإسرائيلية، لذلك، على الرغم من أن تطبيع العلاقات بين البحرين و”إسرائيل” يخدم بشكل رئيسي ولي العهد السعودي وترامب، فإنه تطور مرحب به”.
ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أن البحرين حصلت على موافقة السعودية قبل قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل وجعلها رسمية، رغم أن مئات الشركات الإسرائيلية على اتصال بمسؤولين وشركات تعمل في البحرين منذ عدة سنوات.