نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية مقال رأي للكاتبة شارون برسمان فيشر تحدثت فيه عن الخرافات المتعلقة بتناول الأدوية أثناء فترة الحمل.
وقالت الكاتبة، في مقالها، إن أكثر من 20 بالمئة من النساء يعانين من اضطراب المزاج أو القلق قبل موعد الولادة. ويمكن أن تشمل أعراض هذا الاضطراب القلق والوسواس القهري وثنائي القطب، وفي حالات نادرة جدًا، الذّهان. يبدأ اضطراب المزاج أو القلق في الفترة المحيطة بالولادة خلال فترة الحمل، وفي بعض الحالات، يمتد حتى السنة الأولى بعد الولادة. وتشعر العديد من النساء بالعجز في هذه الحالة لأنهن يخشين تناول الأدوية.
يمكن أن تسبب الأدوية المضادة للاكتئاب عيوبا خلقية
أشارت الكاتبة إلى أن هذه الخرافات غير صحيحة ذلك أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ومثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين، وهما الفئتان الأكثر شيوعا من الأدوية التي يقع وصفها لعلاج الاكتئاب أو القلق، لا تتسببان أي عيوب خلقية للجنين.
لا يوجد خطر للاكتئاب أو القلق غير المعالج
يؤثر القلق المعتدل إلى الشديد أو الاكتئاب على الجنين في طور النمو، ناهيك عن الأسرة بأكملها بما في ذلك الأطفال الأكبر سنا والشركاء. كما أن الأمهات المصابات بالاكتئاب أو القلق غير المعالج يكون أطفالهن أكثر عرضة للإصابة باضطراب المزاج والقلق أو مواجهة صعوبات في التعلم أو مشاكل سلوكية. لذلك، لابد للأم من الحصول على مساعدة متخصصة إذا كانت في أمس حاجة إليها.
الأمهات اللواتي يتناولن الأدوية ضعيفات
أكدت الكاتبة أنه لا يوجد شيء أفضل من مواجهة الحقيقة. وفي حال اعترفت أنك بحاجة إلى المساعدة وسعيت جاهدة للحصول عليها، فذلك يدل على أنك شخص يتسم بقوة عقلية. يمكن للعلاج النفسي وتغييرات نمط الحياة أن تساعد على علاج اضطرابات المزاج والقلق، ولكن بعض الناس ببساطة بحاجة إلى أكثر من ذلك نظرا لأن هذا النوع من الاضطراب يستهدف الناقل العصبي الذي يستجيب بشكل جيد للأدوية.
الأمهات اللواتي يتناولن الأدوية لا يهتممن بصحة طفلهن
أوضحت الكاتبة أن رعاية نفسك تنعكس على طفلك. لذلك، على كل أم حامل أن تكون متأكدة من أنه لا توجد مخاطر طويلة الأمد على الأطفال المعرضين لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل.
لا أستطيع إرضاع طفلي طبيعيا إذا تناولت الدواء
بعض الأدوية مثل "زولوفت" لا تنتقل إلى حليب الثدي مما يعني أنها لا تمر لطفلك. فضلا عن ذلك، هناك الكثير من الأدوية الأخرى التي لا تنتقل عبر حليب الثدي. كما أظهر الكثير من الدراسات أن معظم الأدوية غير ضارة.
على مدى العقد الماضي، تطورت الأبحاث في مجال سلامة تناول الأدوية أثناء الحمل، وباتت تعقد مقارنات بين خطر الإصابة بمرض غير معالج ومخاطر تعريض الطفل للأدوية. ومما لاشك فيه توجد بعض المخاطر، مثل زيادة خطر الإجهاض أو الولادة قبل الأوان، ناهيك عن زيادة احتمال إصابة الطفل حديث الولادة بضغط الدم الرئوي المستديم، وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة.
خلصت الكاتبة إلى أن بعض الرضع يعانون من أعراض تشبه أعراض الانسحاب من المهدئات وأدوية الاكتئاب. لذلك من المهم أن تتحدث الأم مع كل من طبيب أو ممرضة التوليد وأخصائي الصحة العقلية في الفترة المحيطة بالولادة للعثور على أفضل مسار للعلاج.