علينا أن نعترف بأن إخواننا في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 أصبحوا خارج دائرة الاهتمام العربي والإسلامي، فالعرب والمسلمون تركوهم ليواجهوا ظلم الاحتلال واضطهاده لهم ومحاولة سلخهم عن الأمة العربية، فنحن لا نهتم سوى بما حفظته الذاكرة وكتب التاريخ من جرائم للاحتلال، وندافع عن هوية المكان وإسلامية القدس بشطريها الشرقي والغربي، أما الإنسان فلا يكاد يذكر. إن تجاهل العرب والمسلمين لقضية إخواننا في مناطق 48 ساهم في استغلال الظاهرة بشكل سلبي من جانب بعض الأحزاب العربية هناك، وخاصة العلمانية واليسارية لإنجاز عملية " السلخ" التي يسعى إليها العدو الإسرائيلي، كما أن الحركة الإسلامية الجنوبية المنشقة اتخذتها ذريعة لحث المواطنين الفلسطينيين لمشاركة أوسع في انتخابات الكنيست القادمة مدعمة دعوتها بفتاوى لا أصل لها من الدين وأدلة واهية. الشيخ عبد الله نمر درويش أحد أقطاب الحركة الإسلامية الجنوبية المنشقة بارك اتفاقية أوسلو، وكان وسيطًا بين السيد الرئيس محمود عباس ووفد إسرائيلي متطرف وهو الذي ترجم لهم مقولة: " إن (إسرائيل) وجدت لتبقى"، وبهذا لا يحق لأي من المنتمين لتلك الحركة إثارة التجاهل العربي والإسلامي لهم، لأنهم موافقون على دولة فلسطينية في حدود عام 67 ومعترفون بشرعية الاحتلال على مناطق 48، وكذلك لا ننسى مطالبة الشيخ درويش حركة حماس الموافقة على اتفاقية أوسلو حين دعاها لـ" النزول عن الشجرة". الحركة الإسلامية " الأصل" والتي يمثلها الشيخ رائد صلاح- حفظه الله- تتبنى تحريم المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، معتمدة في ذلك على الشرع الحنيف والذي ترى فيه حركة الجنوب المنشقة بأنه " اعتماد على فتاوى أكل عليها الدهر وشرب"، ومعلوم أن الاجتهاد والقياس لا يصح إن خالف ما جاء به النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- منذ 14 قرنا. إن مشاركة العرب في الكنيست الإسرائيلي تؤخر ولا تقدم، وتشرعن الاحتلال، ومع ذلك لا بد من الوقوف على الحق الذي ذكروه وإن أرادوا به باطلا، فالأصل وقوف العرب والمسلمين _وعلى رأسهم قادة الشعب الفلسطيني_ مع إخوانهم في المناطق المحتلة عام 48، والاطلاع على معاناتهم ودعمهم بكل السبل المتاحة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.