21.13°القدس
21.16°رام الله
19.97°الخليل
24.29°غزة
21.13° القدس
رام الله21.16°
الخليل19.97°
غزة24.29°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71

عجز في تجنيد العملاء..

تقرير: "الشاباك" يعترف: فوبيا "أمن المقاومة" أعاقتنا بغزة

العمليات الأمنية، هي حربٌ مستمرة على مدار الساعة بين المقاومة الفلسطينية وأجهزة الأمن الإسرائيلية، تدور رحاها في الخفاء دون توقف، ويُكشف بين الفينة والأخرى عن جزء من تفاصيلها ومُجريات أحداثها.

فالاحتلال يسعى باستمرار لتغذية بنك أهدافه والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول أنشطة المقاومة في قطاع غزة، من خلال تجنيد العملاء على الأرض وطائرات الاستطلاع في الجو وغيرها من الوسائل المتطورة.

وفي المقابل، لا تألُ المقاومة الفلسطينية جهدًا في التصدي لأجهزة الأمن الإسرائيلية وإحباط مخططاتها، فقد تمكنت من تفكيك شبكات تجسس، وشن هجمات استخبارية ضد أهداف إسرائيلية وحققت إنجازات مهمة في هذا الصدد رغم ضعف إمكاناتها أمام التفوق التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي.

فقبل نحو عام، كشفت كتائب القسام –الجناح المسلح لحركة حماس – تفاصيل إحدى العمليات الأمنية الأكثر تعقيدًا في صراع الأدمغة الدائر بينها وبين أجهزة الأمن الإسرائيلية، والتي أطلقت عليها اسم "سراب"، لما شكلته من وهمٍ ضلّل المخابرات الإسرائيلية، وطُعم ابتلعته "إسرائيل" بكافة أذرعها العسكرية والأمنية.

فوبيا أمن المقاومة

لقد شكلت عملية "سراب" حلقة من حلقات عمليات المقاومة الأمنية، والتي استطاعت من خلالها محاصرة عمل أجهزة المخابرات الإسرائيلية في قطاع غزة، وعلى ضوء ذلك كشف أحد كبار الضباط في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، عن حجم الأثر البليغ الذي أحدثته عمليات أمن المقاومة على أجهزة الأمن الإسرائيلية، وطبيعة عملها في قطاع غزة، وخصوصًا فيما يتعلق بتجنيد العملاء.

وقال الضابط الإسرائيلي "أريك بربرنج"، واسمه الحركي "حريص"، إنه في الفترة الأخيرة، أضحى من الصعب تجنيد العملاء في قطاع غزة، سواء بالطريقة التقليدية المتمثلة بمقابلة الجواسيس أو التواصل معهم عبر الجوال أو بالطريقة الحديثة المتمثلة بالتواصل عبر الانترنت.

وفي إشارة منه إلى التأثير الكبير للضربات الأمنية التي وجهتها المقاومة في قطاع غزة لجهاز "الشاباك"، قال الضابط حريص: "حتى عبر الانترنت، من يضمن لي أن الشخص الذي أحاول تشغيله في قطاع غزة لا يجلس بجانبه عناصر من حماس، فبدلًا من أن أُشغله، تكون حماس هي من تُشغله ضدي"، وفق تعبيره.

وكدليل عملي على قول الضابط حريص، حول صعوبة العمل في قطاع غزة عبر العملاء، وشح المعلومات الذي باتت تعاني منه "إسرائيل"، هو مغامرة الجيش الإسرائيلي بإرسال قوة خاصة إلى عمق قطاع غزة للتجسس على شبكة الاتصالات الخاصة بكتائب القسام، والتي كادت أن تقع أسيرةً لدى المقاومة لولا تدخل الجيش الإسرائيلي بطائراته الحربية وقصفه المكثف لإجلاء القوة، في عملية عسكرية معقدة أسفرت عن مقتل قائد الوحدة، واستشهاد خمسة من مقاتلي القسام بينهم قائد ميداني كبير.

ويُعد الضابط أريك بربرنج (حريص) المسؤول عن نطاقَي القدس والضفة الغربية في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، وشغل منصب رئيس "السايبر"، ويلجأ إليه الإعلاميون للاستفادة منه فيما يتعلق بالمواضيع الأمنية التي تحدث في الضفة وقطاع غزة، والتي من ضمنها تجنيد العملاء.

واستنتج المختص في الشأن الإسرائيلي مهران ثابت، من أقوال الضابط الإسرائيلي حريص، أن الضربات الأمنية التي تقوم بها المقاومة في إطار صراع الأدمغة، سببت "فوبيا" لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية من العمل ضد قطاع غزة مقارنة بالأيام التي سبقت عملية "سراب" وعملية "بيت العنكبوت" التي نفذتها سرايا القدس –الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين – حيث كان من السهل تجنيد العملاء لصالح إسرائيل.

سهولة العمل في الضفة

تصريحات الضابط حريص، تؤكد أن ساحة العمل في قطاع غزة لم تعد سهلة المنال، وبات من الصعب تجنيد العملاء كما كان في السابق، على عكس ساحة الضفة الغربية، التي تجد المقاومة الفلسطينية صعوبة بالغة بالعمل فيها، في حين تعمل أجهزة الأمن الإسرائيلية فيها بكل سهولة وتقابل العملاء وتلتقيهم دون أي عائق.

حيث قال حريص: إن "العمل في الضفة الغربية مُريح للغاية بالنسبة للشاباك، حتى أن ضباط الشاباك يزورون عملاءهم في منازلهم سرًا في بعض الأحيان".

وأشار حريص إلى أن من أسباب سهولة العمل في ساحة الضفة الغربية، هو التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، إضافة إلى عمل كثير من سكان الضفة في "إسرائيل" وعدم خوف العملاء هناك.

ومما لا شك فيه، أن المقاومة الفلسطينية تُولي اهتمامًا كبيرًا بالجانب الأمني، وتعمل بكل ما تمتلكه من أدوات على التصدي لأنشطة أجهزة الأمن الإسرائيلية في قطاع غزة، وتمكنت من خلال بناء ذاتها وتعلم الخبرات، من معرفة شيفرة عمل ضباط أجهزة المخابرات الإسرائيلية ومعرفة تسلسلهم.

ومن خلال عمليتي "سراب" و"بيت العنكبوت"، أظهرت المقاومة حِرفيةً عالية في العمل الأمني رغم ضعف الإمكانات مقارنة بما تمتلكه "إسرائيل" من تطور تكنولوجي، وقد أصبحت على دراية بطبيعة عمل المخابرات الإسرائيلية وطُرق تجنيد العملاء.

وكانت كتائب القسام، كشفت في ديسمبر 2019، تفاصيل إحدى العمليات الأمنية التي نفذتها ضد جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" والمخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلي "أمان".

جاء ذلك خلال فيلم بعنوان "سراب"، وتضمن تسجيلات صوتية ومشاهد حول إدارة طاقم أمني من وحدة الاستخبارات العسكرية في القسام، لعميل مزدوج شغّلته للعمل لصالحها ضد "إسرائيل".

وتضمن الفيلم تسجيلات صوتية بين العميل وضباط إسرائيليين من جهازَي "الشاباك" وأمان"، ويُظهر كيف نجح الطاقم الأمني التابع للقسام في إدارة العميل لفترة زمنية طويلة والتمكن من تضليل أجهزة المخابرات الإسرائيلية على مدار عامين كاملين وإحباط مخططهم الهادف إلى تدمير القدرات الصاروخية للمقاومة في غزة.

وكشف فيلم "سراب" كيف تمكنت القسام من اعتقال عملاء ومتعاونين مع "إسرائيل" وكشف نقاط ميتة، إضافة إلى كشف أساليب عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي داخل قطاع غزة.

وكانت سرايا القدس أيضًا، كشفت في شهر أغسطس من العام الجاري، عن عملية استخباراتية معقدة، نفذها جهاز الأمن التابع لها، واستهدفت منظومة التجسس الإسرائيلية ضد غزة، وقد استمرت العملية أربع سنوات.

جاء ذلك خلال فيلم بعنوان "بيت العنكبوت"، والذي كشفت من خلاله سرايا القدس، كيف أنها تمكنت من تجنيد عملاء مزدوجين لصالحها، وقالت إن من جندتهم لتلك المهمة جلسوا مع ضباط مخابرات إسرائيليين، واجتازوا مرحلة وضعهم على جهاز كشف الكذب.

وجاء في الفيلم، أن ضباط المخابرات الإسرائيليين طلبوا من العملاء تنفيذ مهمات أمنية في غزة بالكشف عن أماكن إطلاق الصواريخ ومعلومات عن قادة في المقاومة، لكن العملاء وبناء على الخطة، قدموا معلومات مضللة عن مواقع وهمية لإطلاق الصواريخ، وفي إحدى المرات قدم أحدهم معلومات غير صحيحة أسفرت عن نجاة قيادي من عملية اغتيال.

ومما سبق ذكره، بات واضحًا من تصريحات الضابط الإسرائيلي "حريص"، أن عمليات أمن المقاومة أفضت إلى نتائج إيجابية على أرض الميدان، وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية باتت تجد صعوبة بالغة في تجنيد العملاء وتغذية بنك أهدافها، وهو ما يؤكده عجز "إسرائيل" في الحصول على معلومات عن جنودها الأسرى في غزة والعديد من الملفات.

المصدر: فلسطين الآن